عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
القضية القبطية :أسباب الأمل بين القمص زكريا بطرس و الاستاذ عدلي أبادير

الإخوة الأحباء
قد أكون مختلفا فكريا فى بعض النقاط مع كاتب هذا الموضوع، ولكنى أرى أن إختلافى معه فى هذه النقاط لا يعطينى مبررا لحجب أفكاره التى أرى الكثير منها صائب

http://www.rezgar.com/debat/show.art...=937&aid=49128

القضية القبطية :أسباب الأمل بين القمص زكريا بطرس و الاستاذ عدلي أبادير


ابراهيم القبطي
mideast_spirit@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29


على الرغم مما تحمله القضية القبطية من شجن و آلام في نفوس الأقباط ، إلا أنها قضية تهم كل الأقليات العرقية و الدينية في العالم العربي و الاسلامي وليس الأقباط وحدهم ، فالقضية القبطية هي قضية كل الأقليات في المجتمع الاسلامي ، و لعل الاحداث الاخيرة في الاسكندرية وما خلقته من جو مشحون مازالت ساخنة و تشير إلى تردي الأوضاع ، و موضوع لبرامج القنوات الفضائية ، وفي نفس الوقت مازالت الحالات تتوالى من خطف للفتيات القبطية و محاولة اجبارهم على الاسلام ، أو محاولات اغراء بعض الشباب أو الشابات بالاغراء الجنسي أو المادي للتحول إلى الاسلام ، في محاولة مستميتة لأسلمة مصر بأموال الاسلام الوهابي السعودي ، كل ذلك و مازالت أصداء الماضي القريب في حادثة الكشح عام 2000 مع افتتاح الألفية الثالثة تتردد في القلوب و العقول ، و التي أودت بحياة 22 قبطي في جنوب مصر ، كل هذه الاحداث و غيرها الكثير مما يشعر الكثير من الأقباط بسواد الصورة و قتامتها ، و أنه لا أمل في إصلاح الأحوال ، و لكني و على الرغم من كل ذلك أرى الكثير من الأمل و النور ، وأن الطريق إلى الأعلى و الأفضل ، و أن ما يحدث على الساحة هو ردود فعل اسلامية يائسة في محاولة لإبقاء الحال على ما هو عليه ، في عالم صار يرفض الركود و العفن في الشرق الأوسط ، و إلى المزيد من التفاصيل:
****
لماذا فشلت الكنيسة القبطية على مدار 14 قرن في حل القضية القبطية؟
قبل توضيح أسباب الأمل ، لابد من المرور على أسباب الفشل ، و في محاولة للتبسيط الغير مخل ، كان الدور السياسي الذي فرض على الكنيسة القبطية من الحكام المسلمين من أهم العوامل التي أدت إلى ضياع القضية القبطية . فمنذ أن دخل العرب إلى مصر في القرن السابع الميلادي ، اعتبروا بابا الأقباط هو الممثل السياسي لهم بجانب دوره الديني بالطبع ، فكان المسئول في أغلب الأحوال عن جمع الجزية مسئولية مباشرة ، جعلت بعض البطاركة في عصور الانحطاط يجمعون الأموال من بيع مناصب الكهنوت و الاسقفية ، فيما يسمى بالسيمونية ، لتغطية نقفات الكنيسة و دفع الجزية . و مازال هذا الدور السياسي ميراثا ثقيلا يمارسه باباوات الاسكندرية سواء كان ذلك بدافع الوطنية أو بدافع الخوف وهو الغالب.
هذا الدور السياسي أصاب الكنيسة القبطية من ناحيتين ، من الناحية الدينية و من الناحية السياسية ، فقد أفسدت السياسة الدين ، وقد أخل الدين بالسياسة . أفسدت السياسة الدين ، عندما تحول الخوف ليسود كل ظواهر الحياة الدينية ، و مع الوقت و تحت وطئة الخوف المغلف زورا بالحكمة ، تحولت الكنيسة القبطية و التي بشرت بالمسيحية في أثيوبيا و الكثير من المناطق الأفريقية ، إلى كنيسة عقيمة روحية ، لا تبشير فيها ، خوفا من الحكم الاسلامي ، و هذا الخوف هو سياسي الطابع ، و مازال الكثير من ظواهره تحكم المجتمع القبطي في مصر ، فعندما يفتح القبطي فمه بالشهادة لمسيحه في مصر المحروسة ، يجد ألف قبطي آخر ممن يلومونه على عدم الحكمة ، و أننا ينبغي أن نسلك بحكمة ، و أنه لا ينبغي أن نتكلم بالدين حتى لا نقع فريسة للإضطهاد ، نفس هذه الثقافة القبطية المليئة بالخوف ، هي التي تمتلئ كتبها بقصص الصمود و الاستشهاد ، و قصص المئات من القديسين و القديسات ، الذين لم يعانوا من أمراض الحكمة السياسية ، و كانوا لا يخجلون أو يخافون من ذكر المسيح و الشهادة لموته و قيامته "دون حكمة" ، مما جعل الأقباط يتغنون بالماضي و قصص القديسين دون أن "يتمثلوا بايمانهم".
و كذلك كان الخوف المزمن من المسلم المستعمر يدفع القبطي باستمرار إلى التخفي داخل أسوار الكنيسة ، بالمعنى الاجتماعي و ليس الحرفي ، فكانت الكنيسة بمثابة جيتو اجتماعي للأقباط ، ومن الخوف لا يمكن أن يتنج إبداع ، و لذلك المحلل للتاريخ القبطي ، يجد أن كل مظاهر الابداع الديني و الفني و الطقسي عند الأقباط قد توقفت عند القرن السابع الميلادي ، فبعد أن كان قديسي القرون الأولى من المبدعين ، مثل كيرلس الأول و غيروغريوس الناطق بالإلهيات و يوحنا الذهبي الفم الذين أضافوا الكثير من الصلوات و الابداعات للكنيسة الأولى دون أن يعانوا من التعنت الحالي في الكنيسة القبطية ، و التي ترفض باستماتة حتى إدخال الآلات الموسيقية الحديثة إلى الصلوات ، في الوقت الذي أبدعت فيه الكنيسة الكاثوليكية و الانجيلية بما لا يقاس في هذا المجال.
****
ومن الجانب الآخر ، أضر الدين بالسياسة ، فالسياسة تهتم بالمصالح ، و تعاليم المسيح تدفع للتسامح ، و عندما يختلط قيصر بالمسيح تتوه الحقائق ، فلا يمكن أن نترك أرضنا للمستعمر بدعوى أن المسيح قال " من قتل بالسيف بالسيف يقتل" ، أو أنه قال "كل من سألك فأعطه" ، فهذا يخص الحياة الشخصية ، أما عن الوطن ، فلا يجوز التفريط فيه ، و لا التسامح مع مغتصبيه ، و لكن للأسف على مدار الاحتلال الاسلامي لمصر ، كان البطاركة و الرتب الكهنوتية القبطية ، عامل من عوامل الضعف في المقاومة القبطية ، فالأقباط و خصوصا البشموريون في الشمال ، قاموا بالعديد من الثورات ضد الحكم الاسلامي ، و كان آخرها تمرد في سنة (831م / 216 هـ) إبان عهد الخليفة المأمون ، حيث تمرد أقباط الوجه البحري كلهم لدرجة أن الخليفة المأمون بنفسه قدم إلى مصر على رأس جيشه ليقمع الثورة . و قد أحضر الخليفة المأمون معه بطرك أنطاكية (ديونسيوس) ثم أرسل إلى البشمور وضواحيها البطريرك القبطي (أنبا يوساب) والبطرك الانطاكي (أنبا ديونسيوس) و قال للبطريرك القبطي :"هو ذا أمرك انت ورفيقك البطرك ديونوسيس ان تمضيا الى هؤلاء القوم وتردعوهما كما يجب في ناموسكما ليرجعوا عن خلافهم ويطيعوا امري، فإن أجابوا فأنا افعل معهم الخير، وان تمادوا على الخلاف فنحن بريئون من دمائهم" ووعدهم ألا يعاقبهم إن هم رجعوا عن عصيانهم لكنهم رفضوا ، فكان البطرك القبطي عامل من عوامل الضغط على الأقباط ، تحت ستار الدين و التسامح المسيحي ، و رفض استعمال السيف ، فكانت الحكمة السياسية تؤكد أنه ينبغي التوسع في الثورة لنيل الاستقلال ، و لكن القيادة الدينية ساهمت في القضاء على الثورة في مهدها بضغط الحاكم المسلم ، و هذا السيناريو يتكرر كثير في التاريخ القبطي.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس