عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 27-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
الاختيار الثالث: التهجير الجماعي للأقباط خارج مصر (أو الهروب الكامل)

و هو حل سيرفضه الغالبية الساحقة من الأقباط رفضا قاطعا ، و قد يتهمني البعض بالجنون ، و لكن القليل من الجنون المبرر قد يكون مطلوبا أحيانا ، و نحن نطرح كل الحلول المتاحة كأفكار لمزيد من الرؤية الواضحة.
هذا الحل قد ينال استحسانا من عوام المسلمين في مصر ، فهم يريدونها اسلامية ، و نحن سنتركها لهم كما يريدون ، و لكنني أتوقع أن القيادات السياسية المصرية لن تقبل هذا الحل ، ليس لأنهم اقل اسلاما ، بل لأنهم أكثر فهما للواقع السياسي. فإن تهجير الاقباط خارج مصر سيترك الحكومة المصرية بلا كبش فداء امام الجماعات الاسلامية ، و بلا غطاء سياسي أما الدول الغربية و العالم الحر ، و بالتالي سوف تكون بداية النهاية لأي علمانية في مصر ، حتى و ان كانت مزيفة. فدائما ما تحاول الحكومة استغلال ورقة الضغط على الاقباط لاثبات اسلامها أمام الجماعات الاسلامية ، و تستغل نفس الورقة أمام الغرب وتؤكد أنه لا يمكن فتح باب الديمقراطية على مصراعيه و إلا وصلت الجماعات الاسلامية إلى الحكم و ضاعت الاقليات ( ومنهم الاقباط). و بخروج الأقباط ستضطر الحكومة للدخول مكشوفة في اللعبة السياسية ، و سوف تكون أيامها معدودة . و إذا انهارت الحكومة المصرية و في غياب الاقباط ستتحول مصر إلى افغانستان جديدة ، و ستتولى الجماعات الاسلامية مسئولية تدمير نفسها بنفسها. و أيضا لن تسمح الحكومة المصرية بهذا الحل لأسباب اقتصادية يمكن تلخيصها بأنه من المؤكد أن هجرة الاقباط الجماعية سوف تحدث صدمة هائلة في الاقتصاد المصري ، حيث أن 40% من القطاع الخاص في يد الأقباط.
لماذا التفكير في هذا الحل؟
و الجواب أن هذا الحل مثله مثل الأختيار الثاني ، حل من الحلول الجراحية القاسية الأقل دموية ، و التي يمكن اللجوء لها في حالة فشل الحل الأول ، و عدم القدرة على الدخول في مواجهة عسكرية كما يقترح الحل الثاني. و هو محاولة لفصل الفريسة عن الصياد ، و ايقاف النزيف المعنوي و المادي و الروحي للأقباط من المحتل الاسلامي ، و محاولة لبدء مرحلة من الأمل في نفوس الأقباط من الشباب ، الذين يشعرون بالحصار الاجتماعي و المادي و الديني داخل مصر، ولا يجدون فرصة للهروب و البدء من جديد . ففي ظروف الحرب على الارهاب أقفلت العديد من الدول الغربية أبوابها في وجوه الشباب من دول العالم الاسلامي ، دون تمييز بين الجاني و الضحية ، بين الشباب المسلم المؤمن و المفجر لنفسه أمثال محمد عطا ، و الشباب القبطي المقهور في وطنه دون أمل في الهروب إلى مساحة أكبر من الحرية. فهو حل من أجل الشباب و المستقبل ...
هل من الممكن أن يتم هذا على أرض الواقع؟
و الاجابة نعم ... إذا نجح الاقباط في المهجر في الحصول على دعم شعبي و حكومي من الدول الغربية لتسهيل حصول الاقباط على تأشيرات الدخول إلى هذه الدول . مع تسهيل الحصول على لجوء ديني أو سياسي في هذه الدول . و إذا كان الغرب قد نجح في تهجير ملايين اليهود إلى أرض الموعد ، فلماذا لا يمكن أن يتحقق نفس السيناريو مع الأقباط.
ماذا يمكن أن يدفع بالغرب لتبني هذه القضية ؟
و الاجابة هي من أجل تغيير التوزيع الديموغرافي للدول الاوروبية . بمعنى أن الحركات الاسلامية بدأت تجد لها مستقرا بين الدول الأوربية ، و هذا صار مصدر قلق قوي لصناع القرار في الدول الغربية هناك بسبب الهجرت المتزايدة من المسلمين إلى هذه الدول بحثا عن المال و النساء في أغلب الأحيان (ثقافة اسلامية استهلاكية) ، و لعل أوضح حالة هي الدولة الفرنسية و التي انتشرت فيها الحركات الاسلامية و منها صارت تهدد سلامة أوروبا كلها . كل هذا كان بسبب السماح بما يسمى بالهجرة العشوائية ، و بدلا من ذلك يمكن اقناع الدول الغربية بالهجرة الانتقائية ، و بأن تهجير الاقباط هو محاولة لأستعادة التوازن و عدم تغيير الثقافة الأوروبية ذات الأصول المسيحية ، بثقافة بربرية ذات أصول بدوية قد تحيل الحضارة الغربية كلها إلى رماد . و الكثير من الحركات اليمينية الأوروبية و الأمريكية سوف تؤيد هذه الفكرة.
ولا ينبغي أيضا تجاهل الدافع الاقتصادي ، فالاقباط بما يملكونه من ثروة ، و عقلية اقتصادية سوف يكونون اضافة حقيقية للأقتصاد الأوروبي (ثقافة انتاجية) الذي يعانى من الكساد و البطالة و اعانات البطالة.
المواطن القبطي أم الأرض القبطية؟
و هذا السؤال واجب الطرح في هذا الحل التهجيري ، فنحن أحفاد الفراعنة ، و نحن ابناء مصر الأصليين ، كيف نترك أرضنا للمستعمر الاسلامي ، و الاجابة تكمن في الاختيار بين المواطن القبطي أو الأرض القبطية ، و علينا أن نختار إذا طرح هذا الحل، و كلا الاختيارين صعب . فإما أن نبقي عبيدا في أرض أجدادنا و التي تنازلنا عنها تدريحيا للمحتل العربي المغتصب ، أو نبقى أحرار في أرض غريبة ، و نحتفظ بتراثنا القبطي في أرض الشتات كما فعل اليهود من قبل ، على أمل بالعودة في يوم من الأيام.
****
كما قلت من قبل هذه الحلول الثلاثة لا تمثل كل الحلول ، فمن الممكن أن يقترح البعض حلول هجينه من الحلول السابقة ، او أن يتفتق ذهن البعض عن حلول أخرى ، و لكن من وسط هذه الحلول الثلاثة التي ذكرتها ، يكتسب الأول -العلاجي الغير جراحي- الشعبية القوية بين جموع أقباط الداخل و الخارج ، العلمانيين و القيادات الدينية ، و يفضل الجميع الضغط على الحكومة من أجل الاصلاح ، بدل من الحلول الجراحية كاقتراح الدولة القبطية ، أو التهجير الجماعي ، و مع ذلك تستمر الحلول الأخرى مطروحة على الساحة ، و يفكر فيها الكثير من الأقباط بطريقة هامسة ، دون أن يجرؤ على البوح بها أحد . الحل الاول حل سلمي تعايشي يفترض حسن النية في الغالبية المسلمة و مزيد من الوعي بحقوق الانسان ، اما الحلول الثاني و الثالث ، فهما من الحلول الفصلية ، و التي تعزل الجاني عن المجنى عليه في حالة فشل التعايش السلمي.
و الحقيقة أنني لست من مؤيدي أحد الحلول عن الآخر ، أنا مجرد راصد للأحداث ، و باحث عن الحلول ، أما الاختيار فهو دور الاقباط كلهم ، وفي عرضي هذا حاولت أن أرصد الحلول دون أبداء ميول ، و في النهاية فالقرار للأقباط ، و ليس لقبطي واحد ، و لكن ترك باب الحلول مفتوحا بعد الاختيار من أساسيات نجاح القضية القبطية. فالتعايش السلمي و الديمقراطي في الحل الأول هو أكثر الحلول مثالية ، و لكن الناظر إلى التيارات الشعبية الاسلامية الحالية لا يستطيع إلا أن يتساءل ، هل من الممكن أن يتعايش المسلم مع أي أقلية أخرى من الكفار و الزنادقة على أساس المواطنة ؟ التاريخ الاسلامي يجيب بلا ، و الواقع المعاصر يجيب بلا ، و لكن لابد من المحاولة ، فالحلول الجراحية دائما ما تكون الملجأ الأخير.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس