عرض مشاركة مفردة
  #58  
قديم 28-02-2006
الصورة الرمزية لـ رسول الله
رسول الله رسول الله غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,700
رسول الله is on a distinguished road
ان النظام الذي يحكم البشر في الأرض يجب ان تكون قاعدته العبودية لله وحده وذلك بتلقي الشرائع منه وحده.
ان محاولة أيجاد مبررات دفاعية للجهاد في الإسلام بالمعنى الضيق للمفهوم العصري للحرب الدفاعية، ومحاولة البحث عن أسانيد لاثبات ان وقائع الجهاد الإسلامي كانت لمجرد صد العدوان المجاور على الوطن الإسلامي - وهو في عرف بعضهم جزيرة العرب - فهي محاولة تنم عن قلة أدراك لطبيعة هذا الدين ، ولطبيعة الدور الذي جاء ليقوم به في الأرض. راجع: كتاب الجهاد وأوضاعنا المعاصرة في ضوء الأزمات الإسلامية المعاصرة ص 15-17.

مهما حاولوا مهندسو الترميم والترقيع الشرعي خلق الأعذار والأسباب الشرعية وغير الشرعية لشرعة العنف والإرهاب (الجهاد) في الإسلام فان هدف الإسلام ظاهر وواضح للعيان وهو( إخضاع العباد والبلاد كافة لسيطرة وحكم الإسلام والمسلمين .

هذا ليس افتراءً على الإسلام كما يزعم المجاهدون . ولا هي محاولة منا لتشويه صورة الإسلام السمحة كما يزعم الذين اسودت وجوههم إذا بشرهم أحد بالحق!.
بل هذا ما أعلنه القران بوضوح ، وبينت تفاصيله السنة النبوية المطهرة. وهذا ما اجمع عليه علماء المسلمين قديما وحديثا وأعلنوه بصراحة ووضوح في مصادرهم الشرعية . وهذا ما يحاول المسلمون أقصى جهدهم لتنفيذه وان كره المشركون.
( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} توبة 33.

من هنا نستطيع القول ( ان كان هدف إسرائيل وحلمها الأكبر هو إقامة المملكة العبرية التي تمتد حدودها من النيل إلى الفرات. فان هدف وحلم الإسلام والمسلمين الأكبر والأوحد ،هو جعل كلمة الله هي العليا بحسب المصطلح الإسلامي وذلك بإقامة الإمبراطورية الإسلامية في الأرض كافة .

لم يقتصر هدف الجهاد في الإسلام على قهر غير المسلمين وإذلالهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وبالتالي إجبارهم على نبذ دينهم والدخول في الإسلام كما بينا سابقاً من خلال القران والسنة .

بل يهدف الإسلام من وراء تلك الفريضة العدوانية -الجهاد- إلى احتلال العالم اجمع -اي فتح العالم بحسب المصطلح الإسلامي.
هذه ليست أقوالنا ولا هي تصريحاتنا وان كنا نؤمن بها.

بل هذا ما أعلنه وصرح به الإسلام والمسلمين من خلال مصادر تشريعهم ومن خلال تصريحات علمائهم .
يقول ابو الأعلى المودودي في كتابه ( الجهاد في سبيل الله):
" ان كان الإسلام نحلة كالنحل الأخرى والمسلمون أمة كغيرهم من أمم العالم ؛ فلا جرم ان الجهاد الإسلامي يفقد بذلك جميع المزايا والخصائص التي جعلته راس العبادات ودرة تاجها. لكن الحقيقة ان الإسلام ليس بنحلة كالنحل الرائجة وان المسلمين ليسوا بأمة كأمم العالم، بل الأمر ان الإسلام فكرة انقلابية ومنهاج انقلابي يريد ان يهدم نظام العالم الاجتماعي بأسره ويأتي بنيانه من القواعد ويؤسس بنيانه من جديد حسب فكرته ومنهاجه العملي. ومن هناك تعرف ان لفظ المسلم وصف للحزب الانقلابي العالمي الذي يكونه الإسلام وينظم صفوفه ليكون أداة في أحداث ذلك البرنامج الانقلابي يرمي إليه الإسلام ويطمح إليه ببصره، والجهاد عبارة عن الكفاح الانقلابي عن تلك الحركة الدائبة المستمرة التي يقام بها للوصول إلى هذه الغاية وأدراك هذا المبتغى. راجع الجهاد في سبيل الله لابو الأعلى المودودي ص 10-11.
ان الإسلام لا ينظر إلى مصلحة أمة دون أمة ولا يقصد بالنهوض بمصلحة شعب دون شعب ، وكذلك لا يهمه في قليل ولا كثير ان تملك الأرض وتستولي عليها هذه المملكة أو تلك ، وان تهمه سعادة البشر وفلاحهم. وله فكرة خاصة ومنهاج عملي مختار لسعادة المجتمع البشري والصعود به إلى معارج الفلاح. فكل حكومة مؤسسة على فكرة غير هذه الفكرة ومنهاج غير هذا المنهاج؛ يقاومها الإسلام ويريد ان يقضي عليها قضاء مبرماً؛ ولا يعنيه في شيء بهذا الصدد أمر البلاد التي قامت فيها تلك الحكومة غير المرضية أو الأمة التي ينتمي أليها القائمون بأمرها. فان غايته استعلاء فكرته وتعميم منهاجه وإقامة الحكومات وتوطيد دعائمها على أساس هذه الفكرة وهذا المنهاج، بصرف النظر عمن يحمل لواء الحق والعدل بيده ومن تنتكس بذلك راية عدوانه وفساده ؟ . والإسلام يتطلب الأرض ولا يقتنع بقطعة أو جزء منها ،وانما يتطلب ويستدعي المعمورة الأرضية كلها، ولا يتطلبها لتستولي عليها وتستبد بمنابع ثروتها أمة بعينها، بعدما تنتزع من أمة أو أمم شتى، بل يتطلبها الإسلام ويستدعيها ليتمتع الجنس البشري بأجمعه بفكرة السعادة البشرية ومنهاجها العملي اللذين أكرمه الله بهما وفضله بها على سائر الأديان والشرائع. وتحقيقا لهذه البغية السامية يريد الإسلام ان يستخدم جميع القوى والوسائل التي يمكن استخدامها لأحداث انقلاب عام شامل ويبذل الجهد المستطاع للوصول إلى هذه الغاية العظمى، ويسمى هذا الكفاح المستمر بانتشار القوى والبغي واستخدام شتى الوسائل المستطاعة (الجهاد) . راجع نفس المصدر 13
ان الإسلام ليس مجرد مجموعة من العقيدة الكلامية وجملة من المناسك والشعائر، كما يفهم من معنى الدين في هذه الأيام.
بل الحق انه نظام كلي شامل يريد ان يقضي على سائر النظم الباطلة الجائرة الجارية في العالم ويقطع دابرها ويستبدل بها نظاما صالحا ومنهاجا معتدلا يرى انه خير للإنسانية من النظم الأخرى ، وان فيه نجاة الجنس البشري من أدواء الشر والطغيان وسعادة له وفلاحا في العاجلة والآجلة مها. ودعوته في هذه السبيل ، سبيل الإصلاح والتجديد والهدم والبناء، عامة للجنس البشري كافة، لا تختص بأمة دون أمة أو طائفة دون طائفة . فهو يدعو بني ادم جميعا إلى كلمته ؛ حتى انه يهيب بالطبقات الجائرة نفسها ممن اعتدوا حدود الله في أرضه واستأثروا بخيرات الأرض دون سائر الناس، يهيب بالملوك والأمراء أنفسهم ويناديهم قائلا: لا تطغوا في الأرض ادخلوا في كنف حدود الله التي حددها لكم. فان أسلمتم لامر الله ودِنتم لنظام الحق -الإسلام- والعدل الذي أقامه للناس خير وبركة، فلكم الأمن والدعة والسلامة. فان الحق لا يعادي أحد، وانما يعادي الحق الجور والفساد والفحشاء. فكل من أمن بهذه الدعوة وتقبلها بقبول حسن، يصير عضوا في الجماعة الإسلامية، أو الحزب الإسلامي، لا فرق في ذلك بين الأحمر منهم أو الأسود او الغني منهم أو الفقير. كلهم سواسية كأسنان المشط ، لا فضل لامة على أمة أو لطبقة على أخرى. وبذلك يتكون ذلك الحزب العالمي أو الأممي الذي سمي (حزب الله) بلسان الوحي. وما ان يتكون هذا الحزب حتى يبدأ بالجهاد في سبيل الغاية التي أنشئ من اجلها. فمن طبيعته ومما يستدعيه وجوده ان لا يألو جهدا في القضاء على نظم الحكم التي أسس بنيانها على غير قواعد الإسلام واستئصال شأفتها وان يستنفد مجهوده في ان يستبدل بها نظاما للعمران والاجتماع معتدلا؛ مؤسسا على قواعد ذلك القانون الوسط العدل الذي يسميه القران
__________________
جاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يكون حكيما في عيني نفسه ( أم 26 : 4 )
الرد مع إقتباس