عرض مشاركة مفردة
  #59  
قديم 28-02-2006
الصورة الرمزية لـ رسول الله
رسول الله رسول الله غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,700
رسول الله is on a distinguished road
( كلمة الله). فان لم يبذل هذا الحزب الجهد المستطاع ولم يسع سعيه وراء تغير نظم الحكم وإقامة نظام الحق - الإسلام- نظم الحكم المؤسس على قواعد الإسلام ولم يجاهد حق جهاده في سبيل هذا،فاتته غايته وقصر عن تحقيق البغية التي أنشئ لأجلها، فانه ما أنشئ الا لأدراك الغاية وتحقيق هذه البغية، بغية إقامة نظام الحق والعدل -الإسلام- ولا غاية له ولا عمل الا الجهاد في هذه السبيل . وهذه الغاية الوحيدة التي بينها الله تعالى في كتابه بقوله: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس) ال عمران 110.
ولا يظن أحد ان هذا الحزب -حزب الله بلسان الوحي - مجرد جماعة من الوعاظ المبشرين يعظون الناس في المساجد ويدعونهم إلى مذاهبهم ومسالكهم بالخطب والمقالات، لا، ليس الأمر كذلك وانما هو حزب أنشأه الله ليجعل لولا الحق والعدل بيده ويكون شهيدا على الناس. ومن مهمته التي ألقيت على كاهله من أول يوم، ان يقضي على منابع الشر والعدوان ويقطع دابر الجور والفساد في الأرض والاستغلال الممقوت وان يكبح جماح الآلهة الكاذبة الذين تكبروا في ارض الله بغير حق وجعلوا أنفسهم أربابا من دون الله ويستأصل شافة ألوهيتهم ويقيم نظاما للحكم والعمران يتفيأ ظلاله القاصي والداني والغني والفقير. والى هذا المعنى أشار الله تعالى في غير واحدة من آية الذكر الحكيم: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) أنفال38. ( الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )أنفال 73. ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) توبة 33.
فتبين من كل ذلك ان الحزب - حزب الله- لا بد له من امتلاك ناصية الأمر ولا مندوحة له عن القبض على زمام الحكم، لان نظام العمران الفاسد لا يقوم الا على أسس حكومة مؤسسة على قواعد العدوان والفساد في الأرض ، كذلك ليس من الممكن ان يقوم نظام للحكم الصالح ويؤتي أكُله الا بعد ما ينتزع زمام الأمر من أيدي الطغاة المفسدين ويأخذه بأيديهم رجال يؤمنون بالله واليوم الآخر. وأضف إلى ذلك ان هذا الحزب -حزب الله- بصرف النظر عما يرمي إليه من إصلاح العالم وبث الخير والفضيلة في إنحاء الأرض كافة، لا يقدر ان يبقى ثابتا على خطته متمسكا بمنهاجه، عاملا وفق مقتضياته، مادام نظام الحكم قائما على أساس آخر سائرا على منهاج غير منهاجه وذلك ان حزبا مؤمنا بمبدأ ونظام للحياة والحكم الخاص، لا يمكنه ان يعيش متمسكا بمبدئه عاملا حسب مقتضاه في ظل نظام للحكم مؤسسا على مبادئ وغايات غير المبادئ والغايات التي يؤمن بها ويريد السير على منهاجها. وكذلك ان أراد مسلم ان يقضي حياته مستظلا بنظام للحكم مناقض لمبادئ الإسلام الخالدة وبوده ان يبقى مستمسكا بمبادئ الإسلام، سائرا وفق مقتضاه في أعماله اليومية، فلن يتسنى له ذلك ولا يمكنه ان ينجح في بغيته هذه أبدا، لان لقوانين التي يراها باطلة والضرائب التي يعتقدها غرما ونهبا لأموال الناس والقضايا التي يحسبها جائرة عن الحق وافتئاتا على العدل، والنظم التي يعرف أنها مبعث الفساد في الأرض ، ومنهاج التعليم التي يجزم بوخامة عاقبتها وسوء نتائجها ويرى فيها هلاكا للامة. فالذي يؤمن بعقيدة ونظام، فردا كان او جماعة، مضطر بطبيعة عقيدته وأيمانه بها ان يسعى سعيه في القضاء على نظم الحكم القائمة على فكرة غير فكرته ويبذل الجهد المستطاع في إقامة نظم للحكم مستند إلى الفكرة التي يؤمن بها ويعتقد ان فيها سعادة البشر، لانه لا يتسنى له العمل بموجب عقيدته والسير عن منهاجه الا بهذا لطريق.
وإذا رأيت رجلا لا يسعى وراء غايته او يغفل عن هذا الواجب، فاعلم انه كاذب في دعواه ولما يدخل الإيمان في فلبه. لعلك تبينت مما أسلفنا آنفا ان غاية الجهاد في الإسلام هو هدم بنيان النظم المناقضة لمبادئه وإقامة حكومة مؤسسة على قواعد الإسلام في مكانها واستبدالها بها . وهذه المهمة، مهمة أحداث انقلاب إسلامي عام، غير منحصرة في فطر دون قطر، بل ما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه ان يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة . هذه هي غايته العليا ومقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره، ألا انه لا مندوحة للمسلمين أو ( أعضاء حزب الله الحزب الإسلامي) عن الشروع في مهمتهم بأحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها اما غايتهم العليا وهدفهم الأسمى فهو الانقلاب العالمي الشامل المحيط بجميع أنحاء الأرض. وذلك ان فكرة انقلابية لا تؤمن بالقومية، بل تدعو الناس جميعا إلى سعادة البشر وفلاح الناس أجمعين، لا يمكنها أصلا ان تضيق دائرة عملها في نطاق محدود من أمة أو قطر، بل الحق أنها مضطرة بسجيتها وجبلتها ان تجعل الانقلاب العالمي غايتها التي تضعها نصب عينها ولا تغفل عنها طرفة عين . فان الحق يأبى الحدود الجغرافية ولا يرضى ان ينحصر في حدود ضيقة اخترعها علماء الجغرافية واصطلحوا عليها. ومن اجل ذلك وجب على الحزب المسلم، حفاظا لكيانه وابتغاء للإصلاح المنشود ان لا يقتنع بإقامة نظام الحكم الإسلامي في قطر واحد بعينه ، بل من واجبة الذي لا مناص له منه بحال من الأحوال ان يدخر جهدا في توسيع نطاق هذا النظام وبسط نفوذه في مختلف أرجاء الأرض. ذلك بان يسعى الحزب الإسلامي في جانب وراء نشر الفكرة الإسلامية وتعميم نظرياتها الكاملة ونشرها في أقصى الأرض أدناها ويدعو سكان المعمورة على اختلاف بلادهم وأجناسهم وطبقاتهم . هذه هي الخطة التي سلكها وهذا هو المنهاج الذي انتهجه النبي ومن جاء بعده وسار بسيرته من الخلفاء الراشدين . فانهم بدءوا ببلاد العرب التي أشرقت شمس الإسلام من آفاقها وأخضعوها أولا لحكم الإسلام وادخلوها في كنف المملكة الإسلامية الجديدة ، ثم دعا النبي الملوك والأمراء والرؤساء في مختلف بقاع الأرض إلى دين الحق - الإسلام- اللاذعان لامر الله . فاللذين آمنوا بهذه الدعوة انضموا إلى هذه المملكة الإسلامية واصبحوا من أهلها. واللذين لم يلبوا دعوتها ولم يتقبلوها بقبول حسن، شرع في قتالهم وجهادهم. ولما استخلف ابو بكر بعد وفاة النبي ، حمل على المملكتين المجاورتين للمملكة الإسلامية،مملكتي الروم والفرس . راجع كتاب ( الجهاد في سبيل الله) لابو الأعلى المودودي ص 28-39.
هل يستطيع اي مسلم ان يشكك بأقوال المودودي المستمدة من القران والسنة؟. الإسلام يتطلب الأرض كلها ولا يقتنع بجزء منها.
عن تميم الداري قال سمعت رسول الله يقول ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر وكان تميم الداري يقول قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية - أحمد 16344.
و للحديث بقية
__________________
جاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يكون حكيما في عيني نفسه ( أم 26 : 4 )
الرد مع إقتباس