عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-03-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
قد يقول البعض: ما دمر من جوامع وقتل من مسلمين يفوق بكثير ما قتل من المسيحيين وما أصاب كنائسهم من دمار، لا شك في هذا، وهي أعمال مدانة ومرفوضة بكل تأكيد، فقتل أي انسان بريء مسالم أياً كانت ديانته أو مذهبه أو عرقه هو جريمة إنسانية لا جدال عليها، لكن علينا أن نميز ونفرق بين ما يحصل للمسلمين وما يحصل للمسيحيين في العراق أو خارج العراق، التعدي على المساجد وقتل المسلمين يأتي في سياق حرب طائفية وصراع بين المذاهب والطوائف والأحزاب الإسلامية على توزيع السلطة والثروة في العراق أو غيرها من الدول العربية والإسلامية، لكن ما يحصل للمسيحيين في العراق أو مصر ليس له علاقة بهذه الصراعات وإنما فقط يقتلون لكونهم مسيحيين تحت ذرائع وحجج باطلة، يتذرع بها متأسلمين يتلذذون بقتل غير المسلم لأنهم يرون في قتله مفتاح جناتهم الخالدة مثلما أخذوا من (الصحيفة الدنيماركية) ذريعة لتفجير الكنائس فوق رؤوس المصلين يوم الأحد الماضي (29كانون الثاني)في بغداد وكركوك وضرب الطلبة المسيحيين في جامعات الموصل. وهنا أكاد أجزم بأن (مسيحياً) عراقياً لم يقتل مسلماً واحداً في العراق لمجرد أنه مسلم منذ الغزو الأمريكي له.لا شك، أن مثل هذه الأعمال السافرة ضد المسيحيين لا يمكن عزلها أو فصلها عما تشهده المنطقة من توترات واحتقانات سياسية وأمنية وأحداث عنف دموية.لكنها أيضاً هي تأتي ضمن اطار حملة منظمة مناهضة للمسيحية، تروج لها بشكل أو بآخر بعض وسائل الإعلام والفضائيات العربية والإسلامية، الرسمية والخاصة، التي جعلت من نفسها منبراً مفتوحاً لفقهاء الجهاد والقتل والذبح على الهوية، في سياق تقييمها وتحليلها لأسباب ودوافع (الحملة الأمريكية) والغربية العسكرية على المنطقة،حيث تضع هذه الحملة في اطار نظرية (المؤامرة الغربية الصليبية الصهيونية) التاريخية على العرب والإسلام والمسلمين.وبالتالي فمثل هذا الإعلام المسموم يبرر ويشجع التيارات الإسلامية المتطرفة التي تعمل على ترويع وترهيب المسيحيين وكل من هو غير مسلم في منطقة (الشرق الأوسط) لإخراجهم منها، تحت شعارات وعنوانين كثيرة، ربما تعميم وتطبيق على جميع البلاد العربية والإسلامية، ما أوصى به الرسول(محمد) : ((بألا يجتمع في جزيرة العرب دينان)).
إن الصمت (العربي والإسلامي) الرسمي عن المذابح التي تنفذها مجموعات اسلامية متطرفة بحق المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط بحجة ولاء المسيحيين للغرب، يعود بالدرجة الأولى الى أن تصوير (الغرب)، من قبل هذه المجموعات الإسلامية،على أنه عدو العرب والمسلمين ينسجم ويتوافق مع الخطاب التضليلي لأنظمة الاستبداد العربي والإسلامي التي جعلت من هذا الغرب (مشجب تاريخي)علقت عليه كل هزائمها وجميع نكساتها ونكباتها، وأوهمت شعوبها على أن الغرب الإمبريالي هو سبب ويلاتها و فقرها وجوعها وتخلفها،للتغطية على مسؤوليتها المباشرة والكبيرة عن هذا الفقر والتجويع عبر نهبها وسرقة المال العام، وعن كل الإخفاقات العربية وعن ما وصلت اليه بلدانها من مآسي وويلات وكوارث، وعن حقيقة كون هذه الأنظمة هي حامية وراعية لمصالح الغرب في المنطقة. بينما نجد أن هذا (الغرب)- الذي هو كافر بنظر المتأسلمين- وفر لملايين المهاجرين (العرب و المسلمين)، الهاربين من ظلم وعسف أنظمتهم وحكامهم ومن الجوع والفقر والعوز الذي اقبعوهم فيه، كل وسائل واسباب الأمان والراحة والعيش الكريم و الحرية الفكرية والسياسية والدينية والاجتماعية.
أخيراً: أن ما يشهده الشرق الأوسط من أحداث عنف وصراعات دموية داخلية يذهب ضحيتها مسيحيين لا ذنب ولا مصلحة لهم بها، تطرح وبجدية مستقبل ما تبقى من المسيحيين و المسيحية التي بدأت تصلب من جديد في هذا الشرق( مهد المسيحية) .
سليمان يوسف...كاتب ..سوري آشوري... مهتم بحقوق الأقليات...
shosin@scs-net.org
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس