مع من أذن يتحالف أقباط الداخل ويصوتون في الانتخابات؟.
لن تتحقق مواطنة الأقباط إلا في ظل نظام ديموقراطى ليبرالى حقيقي، وبالتالي فإن كل من النظام الحالي والأخوان المسلمين لن يحققا المواطنة المطلوبة والمرجوة والتى يناضل الأقباط من آجل تحقيقها.كما أن هناك مطالب عاجلة يرفض حتى الآن كل من النظام الحالى والاخوان الموافقة عليها وهى:
●إلغاء كل المواد من الدستور والقوانيين التى تصبغ الدولة المصرية بصبغة دينية إسلامية.
● الموافقة على التمثيل النسبى للأقباط فى الوظائف والمجاس المنتخبة بنسبة تتراوح بين 10-15%، وللمرأة من 20-30%.
●إرساء قانون موحد لبناء دور العبادة بدون تفرقة.
●حماية ارواح وممتلكات الأقباط وتوقيع عقاب قانونى رادع لمن يعتدى عليهم
● تعزيز الحريات الدينية فيما يتعلق بحرية تغيير الدين وعدم أقتصارها على أتجاه واحد كما يحدث حاليا.
فى أطار سعيها الحثيث لتحجيم الاخوان المسلمين اعطت الحكومة المصرية مساحة محدودة لحركة مقيدة لدعاة العلمانية والمجتمع المدنى، ولكنها تريد أستخدامهم كما أستخدمت المثقفين من قبل فى محاربة الأرهاب فى التسعينات من القرن الماضى. على دعاة المجتمع المدنى والعلمانيين والأقباط والنساء أن لا يقعوا فى هذا الفخ. عليهم أن يتحالفوا لشق طريق ثالث فى مصر بعيدا عن كلا من الاخوان والنظام،. عليهم أن يستفيدوا من هذه المرحلة بخلق تواجد حقيقى لهم يمثل بديلا للسلطة وليس مجرد تنفيس كلامى. عليهم أن يعملوا فى الشارع ليكونوا قوة حقيقية تستطيع أن تنقذ مصر من خطر الأخوان وفى نفس الوقت تقدم نفسها للداخل والخارج كبديلا لهذا النظام الفاسد الفاشى.على حركة كفاية ان تسرع من حركتها ولا تكتفى بمظاهراتها المحدودة العدد والتاثير. على حزب مصر الأم تحت التأسيس أن يقدم أجندة حقيقية للتقدم بعيدا عن الغرق فى الجدل حول العروبة والفرعونية. على كل قوى المجتمع المدنى أن تثق فى نفسها وقدراتها وتسعى وتعمل معا من آجل حكم مصروخلق دولة ديموقراطية حقيقية فيها.
وماذا عن اقباط المهجر؟
الملعب الرئيسى لأقباط المهجر هو الخارج وليس الداخل، وكل عمل ايجابى يقومون به هو لصالح أقباط الداخل وفى النهاية يصب فى صالح مصر كلها، ومن ثم تخلى الأقباط فى الخارج عن عملهم هو أضعاف وتعرية للداخل القبطى.وبالتالى بالنسبة لأقباط المهجر فإن المشاركة في مؤتمر تنظمة المخابرات المصرية ومباحث أمن الدولة، هو فخ كبير يجب ألا يقع فيه أحد، فهو في النهاية محاولة لتخريب العمل القبطي في الخارج.
نحن ندعو أقباط الداخل أن يتفاعلوا مع كافة شرائح المجتمع المصرى،على أرضية سياسية وليست أمنية، من آجل تحقيق حقوقهم العادلة،أما اقباط الخارج فالوضع مختلف وله ترتيبات آخرى. وعموما المطالب القبطية معروفة وقتلت بحثا ولا يبقى سوى التنفيذ.
على الأقباط في الخارج أن يعيدوا ترتيب صفوفهم وأن يعزلوا الخبيث من وسطهم، ويحاولوا الرد على هذه الأجهزة الأمنية بتفعيل وتقوية العمل القبطي في الخارج في وحدة وتنسيق وتجميع الجهود من آجل أخواننا المضطهدين هناك.وكلى ثقة أن محاولات الأجهزة الأمنية المكشوفة ستفشل مع أقباط المهجر هذه المرة كما فشلت العديد من محاولاتهم من قبل.
كلمة أهمس بها فى أذن المسئولين فى المخابرات العامة ومباحث امن الدولة،الأقباط ليسوا أعداء لمصر وطوال التاريخ لم يخونوا أو يتجسسوا ولم يتحالفوا مع أعدائها، لأنهم ببساطة أصل مصر وقلبها النابض،وأى انتهاك لحقوق الأقباط معناه مصر عليلة ومصابة بمرض خطير. وكل جهود أقباط المهجر تصب فى تحقيق الديموقراطية والحريات والمواطنة الكاملة للجميع وهذا قمة الوطنية وقمة الأنتماء.والأفضل لكم أن توجهوا جهودكم نحو أعداء مصر الحقيقيين من الفسدة والمخربين والأرهابيين وأصحاب العقول المريضة، واتركوا الأقباط فى حالهم يكفيهم ما يعانوه من الشارع المتعصب والذى ساهمتم بدور رئيسى فى تكوينه وتشكيله.
الكرة الآن في ملعب أقباط المهجر وعليهم أن لا يعطوا الفرصة لأحد لتخريب عملهم.
دور أقباط المهجر ليس رمي الطوب من الخارج كما قال أحد الجهلاء، وإنما مساندة أخوانهم المضطهدين بكل الطرق السلمية والقانونية حتى تتحقق المواطنة الكاملة على أرض مصر، وأي توقف قبل تحقيق هذا الهدف النبيل يصب في النهاية في زيادة الاضطهاد على شعبنا في مصر والوقوف مع الجلاد ضد الضحية.
وأخيرا
رسالة السيد المسيح هي كشف الحقيقة وقد قال لبيلاطس "لقد أتيت إلى العالم كى أشهد للحق وكل ما هو من الحق يسمع لى"، وقال "أنا هو الطريق والحق والحياة"، وقيل عنه " جاء ليخرج الحق إلى النصرة".
ونسأل أن يفتح الله عيون الشعب القبطي فى الداخل والخارج ليعرفوا الحقيقة.
وفى النهاية يقول التاريخ... ومضى يهوذا وشنق نفسه.
magddi.khalil@yahoo.com