عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-03-2006
NEW_MAN NEW_MAN غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,027
NEW_MAN is on a distinguished road
مسكين ـ بيقارن بين الاسلام وحضارة الغرب ??

أعمدة
43559 ‏السنة 130-العدد 2006 مارس 11 ‏11 من صفر 1427 هـ السبت


صندوق الدنيا
بقلم : أحمد بهجت


المسلمون والحب


لا قيمة لنظام يعتمد علي المبادئ العظيمة التي لا تزيد عن كونها حبرا علي ورق‏,‏ إن تطبيق المبادئ هو المعيار النهائي لقيمة أي نظام‏,‏ ولقد نبع من تطبيق الإسلام في سنواته الأولي نظام لن تعرف البشرية له مثيلا في العدل والإخاء والحب والرحمة‏.‏

وليس ذنب الإسلام أنه انقلب علي أيدي الخلف إلي رسوم وأشكال زخرفية‏,‏ الأصل المفروض أن يبني الاسلام قواعده علي قيم العمل والحرية والحب والشوري والجهاد‏.‏

ليس العمل في الإسلام شقاء من أجل رغيف الخبز أو قطعة اللحم كما تقول حضارة الغرب‏,‏ إنما يتجاوز العمل في الإسلام هذا الإطار لأفق آخر‏.‏ وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون‏.‏

إن الإحساس بأن ما نعمله سيعرض علي الله يجعل للعمل مذاقا آخر‏,‏ بعد العمل يجئ الحب‏,‏ والحب في الإسلام ليس إحساسا يستقر في القلب ولا يصدقه العمل إنما هو خطوة يومية تغير شمل الحياة وأحوال الناس‏,‏ يحب المسلم خالقه رب العالمين سبحانه‏,‏ ويحب رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ ويحب أنبياء الله بلا مفاضلة بينهم‏,‏ ويحب المسلمين ومن سالمهم‏,‏ وإن اختلفت عقائدهم معه‏,‏ ويحب الوجود والكائنات جميعا‏,‏ يحب الأطفال والحيوانات والنباتات‏,‏ حتي الجمادات يشيع في قلب المسلم نحوها إحساس بالحب‏.‏

يرث المسلم‏,‏ إذا أسلم حقا إحساس داود بالكون والكائنات‏,‏ هذا الإحساس الصوفي العميق‏,‏ ويرث المسلم إذا أسلم حقا‏,‏ إحساس عيسي بالجوانب الطيبة في الحياة‏,‏ فينظر إلي جسد *** مات‏,‏ فلا يري غير بياض أسنانه‏.‏

هذا الحب الذي يشيع في حياة المسلمين‏,‏ ويتجاوز الناس إلي الحيوان والنبات والجماد‏,‏ هذا الحب لا يتحقق بقرار ولا يصدر به قانون إنما يجئ عادة من اقتناع العقل والقلب بقيادة عظيمة تهوي إليها الأفئدة وتقتبس من نورها العقول‏,‏ ولقد كان النبي صلي الله عليه وسلم هو هذه القيادة العظيمة‏.‏
كان مثلا أعلي وذروة‏,‏ وأسوة‏.‏





الرد مع إقتباس