[afanous]

أولا أنا أتفق مع جريجوري وبقية الأعضاء في ضرورة احترام قداسة البابا، وذلك رغم اختلافي مع أسلوب قداسته السياسي. وأرجو من الذئب على الأقل احترام مشاعرنا وعدم تجريح قداسة البابا. وإن قلت تجريح فلم أقل نقد، لأن النقد مسموح بل ومطلوب ولكن طالما كان نقدا بناءا وفي حدود الاحترام.

ثانيا، عن الموضوعات التي طرحها جريجوري:
1. منع زيارة اورشليم بسبب موضوع دير السلطان:
في رأيي المتواضع أن هذا أسلوب خاطئ في التعامل مع الأحداث. إن كان هذا هو السبب الفعلي لمنع زيارة المدينة المقدسة فكان من الأولى لقداسته منع زيارة اثيوبيا بما أن الرهبان الأحباش وليس اسرائيل هم من يحتلون الدير. لذلك فبالأولى حل الموضوع مع الأحباش ذو الشأن وليس مع اسرائيل. ثم ما هو تبرير قداسته في منع زيارة اورشليم؟ قداسته يقول دائما أنه بسبب اغتصاب الدولة العبرية للأراض العربية وكأن هؤلاء العرب لم يحتلوا الأرض تماما كما فعلت اسرائيل، فلماذا الكيل بمكيالين؟ وإذا حدث وقامت اسرائيل فجأة بطرد الرهبان الأحباش من دير السلطان وإعادته للأقباط فهل سيعلن قداسته العدول عن تحريم زيارة المدينة المقدسة؟ وماذا سيكون موقفه ساعتها أمام المسلمين؟ وحتى وإن غضضنا النظر عن كل ما سبق، هل زيارة المدينة المقدسة مبرر كاف لحرمان المسيحي من الأسرار المقدسة؟؟؟ وهل ربط أمور روحية يتوقف عليها خلاص الانسان بالسياسة أمر معقول؟ أنا أرى أن قداسته يضع نفسه في مواقف خاطئة ويعرض نفسه لانتقادات هو في غنى عنها. لذلك فمن الأفضل لقيادات الكنيسة الاهتمام بالأمور الروحية والدفاع عن أبناء الكنيسة بدلا من إضاعة الوقت في السياسة التي لها خبراؤها. زيارة اورشليم في حد ذاتها ليست بركة أكثر من زيارة دير أو كنيسة في مصر. ولكننا نتحدث من منطلق حرية الفرد القبطي في فعل وقول ما يحلو له دون الخوف من عقوبات كنسية طالما لم يخرج ذلك الفرد في أفعاله أو أقواله عن الإيمان المسيحي.
2. إن جاع عدوك فاطعمه:
إن جاع عدوك. أي إن صادف ولم يجد طعاما على حد فهمي. وهذا في رأيي لا ينطبق على موائد رمضان لأن المدعوين من أغنى أغنياء البلد الذين في مقدورهم أكل ما يشاؤون. أليس من الأفضل صرف تلك الأموال فيما ينفع البلد، مثل إنشاء مشروعات للحد من البطالة أو مساعدة الفقراء (ولتكن موائد إفطار لفقراء المسلمين مثلا) أو بناء كنائس إلخ؟ كما أني أرى أن إقحام الآيات الدينية لتبرير أفعال كموائد رمضان في غير محله، لأنه إن أجزنا ذلك فيمكنني أيضا الاستدلال بآية "أية شركة للنور مع الظلمة" أو "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذل التعليم فلا تقبلوه في لبيت ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" لتبرير رفضي لموائد رمضان.
3. أساسا الكهنوت طول التاريخ لم يتدخل فى السياسة، البابا شنودة أول من تدخل من أجل شعبه:
أنا أختلف مع تلك الرؤية لأنه من المعروف تاريخيا أن تدخل بابوات الكنيسة المصرية في السياسة كان من أهم أسباب نكبة الأقباط على مر العصور. وكأمثلة على ذلك رجاء مراجعة ظروف القضاء على ثورة البشموريين وظروف عودة جيوش ممالك النوبة والحبشة المسيحيين بعد أن كانوا على أتم الاستعداد لتحرير مصر (مسيحيين ومسلمين) من الاحتلال العربي.

اوجاي خين ابشويس،
اندرو