لعبة الإعلام الحكومي في التعتيم علي مشاكل الأقباط
[B]لقد شاهدت هذه الحلقة ولكن أهم شئ يلفت الإنتباه ويستفز وأكيد أنه سيستفز الكثيرين أيضاً
لدرجة انه استفز أيضاً المهندس عدلي أبادير وقاده لأن يخرج عن حدود اللياقة في الحديث هو (
اكتاب السياسي والصحفي المصري طلعت رميح )مما جعل الأستاذ عدلي يتفوه بألفاظ تصور
معها هذا الطلعت رميح بأنه سيمسكها عليه كأدلة علي أنه أداة في يد الولايات المتحدة والكيان
الصهيوني لزرع الفتن الطائفية وتفكيك المجتمع المصري وباقي المجتمعات العربية وكل ذلك
يصب طبعاً في عملية التعتيم علي مشاكل الأقباط وإنكار وجودها من أساسه .
هذا الكاتب جعلنا لا نلتفت إلي موضوع الحلقة سبب الحوار وهو المشكلة القبطية وما أدي إليه
إهمالها في بلده ومكانها مصر حتى قادت من يهمهم أمرها إلي اللجوء للأمم المتحدة ... ولكن
ما لفت الانتباه هو إنكار ما حدث في دار فور السودان ؛ إنكار المذابح الجماعية والاغتصاب
الجماعي لآلاف النساء السودانيات والاضطهاد علي أساس عرقي محاولاً ربط القضية القبطية
بنفس مشكلة السودان أنها مشكلة أقليات ؛ ويحاول أن يظهر جماعات الجنجويد المسلحة علي
أنها مجرد عصابات منظمة وأنها تختلف عما عُرِفَ عنها من وسائل الإعلام المختلفة وأن لا
علاقة لها بحكومة البشير العروبية الإسلامية التي يعرف الجميع أنها مدعومة من قِبَل هذه
الحكومة .
ينكر كل ما نقلته وسائل الأعلام عالمية ومحلية من مذابح الجنجويد والتطهير العرقي ويموه عليه
موحياً للمشاهد العربي بأن إظهار هذه المذابح علي كل مستويات الإعلام عالمية ومحلية ؛
إنمهو عمليات تاّمرية من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني كما يصور الأمر علي أنه
كذلك .!!!
وهو كصحفي وإعلامي مصري تابع للحكومة المصرية الإسلامية الوهابية ؛ فهو ممن يقودون
عملية التعتيم الإعلامي علي أي إرهاب منظم أو أي مذابح علي أساس عرقي في الشرق
الأوسط .
وعكس ذلك فهو يقوم بعملية ترويج لنظرية المؤامرة والتي يصور أمريكا وإسرائيل طرفاها ؛
وحضرة الكاتب طلعت رميح يصور الأمر علي انه :
هذه المؤامرات هي لتفكيك مجتمعات الشرق الأوسط ؛ فهي تترك إسرائيل تضرب الفلسطينيين ؛
وهي التي فككت العراق وزرعت فيه الفتن الطائفية ... طبعاً لا ذكر للإرهاب الإسلامي بقيادة
أبو مصعب الزرقاوي ولاذكر لمذابح صدام ومقابره الجماعية أو ضربه للأكراد --- الخ
مشتتاً لفكر المشاهد العربي من جهة ما أرادت أمريكا أن تزرعه في العراق وهو الديمقراطية
والتي يريد إفسادها بقية الحكومات العربية بتشجيع إرهاب الزرقاوي أو التغاضي عنه من أجل
بقاء حكوماتهم الديكتاتورية .
ويصور الأمر علي أن ( الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ) ؛ يخطط لضرب السودان
ويحاول بكل ما أوتي من جرأة وكذب وتقية أن يظهر أن ما حدث في دار فور وأعلنته وكالات
الإنباء العالمية والمحلية هو من تلفيق واختراع الإعلام الأمريكي والصهيوني وان لجان الأمم
المتحدة التي حققت في مذابح دار فور وعمليات الاغتصاب الجماعي ؛ أن هذه اللجان أتت
بشهود زور وعملت كما تعمل أجهزة الأمن في بلاد الأستاذ طلعت الإعلامي المصري .
وطبعاً بالتالي ستفعل نفس هذا الأمر بالنسبة للمشكلة القبطية فالاستاذ طلعت يضع مقدمات لما
سيقوم الإعلام بالترويج له وهو ان التحقيقات التي ستقوم بها هذا إن حدث فعلاً تحقيقات من لجان
قادمة من الأمم المتحدة - أن هذه التحقيقات مزورة وليست حقيقية وانها ستكون كذلك لخدمة
المؤامرات الامريكية الصهيونية لتفكيك المجتمعات العربية وعلي رأسها مصر .
يعني حرق الكنائس وخطف البنات والاسلمة الجبرية --- إلخ كله كذب ومن تأليف وتلفيق أقباط المهجر ؛ هكذا سيصورون الامر .!!!
كل هذا ترويج لنظرية المؤامرة بقيادة أمريكا وإسرائيل معتمدين علي إعلامهم المضلِلْ لشعوبهم
؛ بينما هم من يقودون المؤامرة الحقيقية للتعتيم علي قضايا الأقباط وإنكار وجود أي مشاكل
للأقباط .[/B]
|