
16-03-2006
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
|
|
http://www.copts-united.com/wr/go1.p...from=&ucat=16&
وقائع محكمة تفتيش أزهرية
اسم الكاتب: عبد الكريم نبيل سليمان 15/03/2006
ذهبت بالأمس الى كليتى بمدينة " دمنهور " لحضور مجلس التأديب الذى حولت إليه بسبب بعض آرائى ومقالاتى التى أنشرها فى بعض الفضاءات الإلكترونية ، كان بصحبتى الأستاذ " ممدوح نخلة المحامى " مدير مركز الكلمة لحقوق الإنسان ، والأستاذ " ريمون يوسف " الصحفى والكاتب بموقع " الأقباط متحدون " ، ذهبنا الى الكلية فى موعدنا المحدد فى الحادية عشرة صباحا ، وبمجرد أن ولجنا من الباب وأبرزنا بطاقات تعريفنا تحولت الكلية إلى خلية نحل " أمنية " حيث لم يكن أحد منهم يتوقع حضور أحد من منظمات حقوق الإنسان معى فى التحقيق ، وحاولوا منع الأستاذ " ممدوح نخلة " من الدخول إلا أننى رفضت حضور المجلس إلا بصحبته ، وبالطبع سبب لهم موقفى هذا بلبلة شديدة دفعتهم إلى عقد مجلس للكلية لمناقشة هذا الوضع المستجد ، ولم يبدأ مجلس التأديب فى التحقيق معى إلا فى تمام الثانية والنصف .
تراوحت الإتهامات الموجهة إلى بين إزدراء الدين الإسلامى والإلحاد وسب وقذف شيخ الأزهر وبعض أساتذة جامعة الأزهر ( بكل بساطة تحول النقد إلى جريمة سب وقذف ، وتحول إنتقاد التعاليم الإرهابية إلى الحاد وإزدراء للأديان ) ، لم أحاول نفى نسبة المقالات التى أخذوها كأدلة لإتهامى إلى ، بل أصررت وبشدة على أنها من نتاجى الشخصى على الرغم من أنهم كانوا يحذروننى من أن إعترافى هذا قد يجر على العديد من المسؤليات ، إلا أننى فضلت أن أظهر بوجهى الحقيقى بعيدا عن الأقنعة الزائفة التى نصحنى بعض أصدقائى بإرتدائها لإتقاء شر ما يمكن أن يحدث لى .
نتيجة التحقيق لم تصلنى حتى وقت كتابة هذه السطور ، وإن كان من الواضح تماما أن فصلى من الجامعة أضحى أمرا حتميا لا مفر منه ، لأننى إكتشفت أثناء التحقيق معى ( وللمرة الأولى ) أن جامعة الأزهر لا تقيد طلابها داخل حدود أسوارها فقط ، بل فى كل مكان يذهبون إليه ، فهى تحظر عليهم ( وهذا أمر لا مبالغة فيه ) مجرد التفكير فى أى شىء مخالف للدين الإسلامى ، ومن يرتكب جريمة التفكير ( التفكير تحول الى جريمة ) يعاقب بالفصل من الجامعة .
بالطبع رفضت كعادتى التوقيع على أقوالى ، ليس خوفا أو جبنا ، وإنما لأننى لا أعترف أساسا بشرعية مجلس التأديب هذا الذى تحول إلى محكمة تفتيشية على الأفكار والمعتقدات ، كما أننى لم أرد أن أخلط بين الواقع المر الذى أرفض التعامل معه ، وبين كتابتى فى هذه الأماكن الإفتراضية التى أعطتنى الفرصة لكى أثبت وجودى فى الحياة عن طريق التعبير عن رأيي بالكتابة التى أرى أنها أكثر من حرية ... إنها حياة .
ماحدث لم يهز منى شعرة ، ولم يجعلنى أفكر فى التراجع عن موقفى ، بل جعلنى أشد ثباتا وأكثر قوة وصلابة على عكس ما كان هؤلاء المغرضون يرمون اليه من وراء ذالك ، فقد جعلتنى المواقف الأخيرة التى تعرضت لها أكتشف نفسى مرة أخرى وأعرف نفسى بأننى إنسان صلب ولكن ذو أفكار مرنه ، فليفعلوا مايشاؤن بى فلن أحيد عن مواقفى تلك طرفة عين حتى وإن كان الثمن غاليا .
الأزهر وبقية المؤسسات الدينية القمعية إلى زوال ، مثلها مثل السلطة الكنسية فى العصور الوسطى المظلمة ، أزال ظلمتها نور العلم الذى أضاءه علماء ومفكرو أوروبا ، ولن يبقى الظلام أبدا طالما حل النور ، فسيرحل هذا العفن عن عالمنا ... ولكن المسألة تحتاج إلى قليل من الصبر والتفكير ... والصلابة والثبات على المبدأ .
كريم عامر
http://karam903.blogspot.com/
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|