عرض مشاركة مفردة
  #83  
قديم 31-03-2006
john_mikhail john_mikhail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 640
john_mikhail is on a distinguished road
بل قابل للتنفيذ لو كانت هناك إرادة (2)

تتمة

دعونا نبذ الخلافات الطائفية المذهبية البغيضة المُتأصلة في نفوسنا (ولو مؤقتا) و نلتف كُلنا مُتوحَدين خلف قيادة سياسية مسيحية شُجاعة تنتزع كافة حقوقنا السليبة من مخالب الحكومة المُتأسلمة التي لا تكف عن وضعنا دائما في موقف المُذنب الذي يُجاهد دائما لكي يُبرىء ساحته ، والتي لا تكف أيضا عن إبتداع كافة الحيلَ الشيطانية الخبيثة لأسلمتنا ، و بعدها المسيح الذي أسس كنيسته الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية قادر على إرشاد كل الطوائف المسيحية لمعرفة الحق ، و هذا الحق هو الذي سوف يُحررنا جميعا من قيود التعصب الطائفي البغيض.

إذا ، الحل الذي إقترحته وهو إنشاء اللجنة المسيحية الموحدة للدفاع عن حقوق المسيحيين ، لا زال هو الأمل الوحيد الباقي لدينا لكي تخرج مصر من النفق الوهابي المُظلم الذي أدخلت نفسها فيه ، (بتشجيع و تمويل من البترو دولار الوهابي السعودي) لكي نضمن لأجيالنا القادمة مُستقبل أكثر إشراقا ، و لكي نتخلص وللأبد من شبح التطرف و التعصب الإسلامي البغيض الذي أطلَ برأسه كالحية الفحاحة ، والذي نرى الآن بسببه نفوسا تُشحن ، و صدورا تُعبأ ضدنا.

و أزيد على ذلك الإقتراح فأقول بأن تلك اللجنة لو ضمت في عضويتها إخوتنا المسلمين المُستنيرين الذين يؤمنون حقا بالحرية و المساواة الكاملتين و فصل الدولة عن الدين ، وتجريم التمييز بين المصريين على خلفية إنتماءاتهم الدينية ، ويؤمنون إيمانا راسخا بعلمانية الدولة ، سيكون له أثرا أشد فاعلية مما لو كانت تلك اللجنة مُشكلة من مسيحيين فقط.
فهُناك الكثير من إخوتنا المسلمين (أمثال د/ سعد الدين إبراهيم و د/ نوال السعداوي وغيرهما) ، الذين لا همَ لهم سوى المصلحة العُليا لمصر ، وهؤلاء لا تأخذهم لومة لائم من المُتعصبين المتأسلمين الذين غسلوا بأفكارهم الشريرة الوهابية المُتشددة عقول الغالبية العظمى من المسلمين المصريين البسطاء(للأسف الشديد) ، كما أن هؤلاء المُستنيرون يعرفون مدى خطورة تغلغل الفكر الأصولي الوهابي في المجتمع المصري ، ويُشاركونا مخاوفنا (بل ولا أبالغ بالقول أنهم يزيدون عن الكثيرين منا) ، لأنهم يدركون بحسَهم الوطني المُرهف أن طوفان البربرية البدوية الوافدة إلينا من شبه جزيرة العربان لن تبقي ولن تذر على أحد ، بل و سيكونون هم أنفسهم أول ضحايا تلك الهمجية المُتأسلمة الغوغائية على مذبح الطالبانية المصرية التي تكشَفت الكثير من ملامح وجهها القبيح في الآونة الأخيرة.

أما بخصوص أوهام بعض المسلمين المُغالين في تطرفهم و تعصبهم ضدنا على أنه آن أوان التصادم الشامل مع المسيحيين لأسلمتهم بالكامل أو على الأقل طردهم من مصر و للأبد ، أقول لهم :
هذه أحلامكم و أمانيكم الواهمة الكامنة في نفسياتكم المريضة ، ولن يحدث ذلك أبدا لأن المسيحي المصري أشد تعلُقا منكم بتراب الأرض التي إرتوت بدماء آبائه و أجداده ، وهو لن يتركها مهما تزايدت ضده المحنَ و المصائب و الإضطهادات التي تُمارسونها ضده بشكل مُمنهج ، ولو كان أجدادنا فعلوا ذلك في عصور أشد ظلاما و حلاكا من العصر الذي نعيشه ، لكانت تلك الآمال الخائبة قد تحققت لكم من أمدا بعيدا.
فالمسيحيين المصريين الآن (داخل مصر) قد جاوز عددهم العشرة ملايين ، و لن تستطيعوا عمليا إبادتهم عن بكرة أبيهم (كما يصَور لكم شيطانكم المحمدي القرآني) ، دون أن يتصدى لكم الضمير الإنساني لكي يردعكم عن إرتكاب تلك المذابح و المجازر التي تودون تنفيذها في عصر أصبح العالم يرى فيه دبة النملة ، كما إنكم لا تستطيعون نفيَهم خارج أرض أجدادهم لأنه عددهم يستحيل إستيعابه من جميع الدول الجاذبة للمهاجرين و المشردين ، وأقصى ما يُمكنكم عمله الآن هو إستمراركم في إنتهاج المزيد من التمييز و التعصب المحمدي البغيض لعله يُؤتي ثماره التي تنشدونها على المدى البعيد.(علما بأن هذا المنهج تُمارسه حكوماتكم المُتأسلمة بالفعل بكل همَةَ و نشاط و للات الحمد منذ قيام إنقلابها العسكري الملعون عام 1952) ،
و لكني أطمأنكم بأن حتى هذا الأسلوب (برغم خُبثه و مكره الشديدين و تأثيره المُدمر على أقباط مصر) ، شديد المنفعة لهم!!!
ربما يتعجب البعض و يقول : كيف تكون سياسة التمييز و التعصب و الإقصاء المُتعمد و التهميش والتدمير المعنوي نافعة لنا؟؟؟
نعم ، أقولها : بل و نافعة جدا أيضا ، لأن المسحيين الذين سوف يصمدون بعد كل تلك المُمارسات المحمدية الشريرة ضدهم هم المسيحيون الأقوياء فقط (بالطبع ليس بسبب قوَتهم الجُسمانية ، بل بسبب قوَتهم الروحية) ، وليذهب الضعفاء منهم الذين خانوا و باعوا مسيحهم إلى الهلاك مع من سبقوهم في كافة العصور الغابرة ، لأن إبن الهلاك للهلاك يُدعى .

و دعوني أختم مقالي و أقولها صراحة لقيادتنا الكنسية الأرثوذكية :

لتبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدعوة جميع المخلصين من كافة الطوائف المسيحية (وكذلك الشرفاء المسلمين المُتمدنين العلمانيين) للتوحد لتشكيل اللجنة المصرية لدفاع عن الحقوق القبطية ، وإعلانها صراحة بأن لا صفة لها للتحدث في الشئون السياسية و الإجتماعية و الثقافية القبطية ، وليكن ذلك بشكل لكي يعرف كافة المعنيين بالشئون القبطية في الداخل و الخارج أن نطاق السلطان الكنسي لا يتعدى الأمور الروحية و الدينية ، و لكي تتخلص - وللأبد - من إبتزازات الحكومة المصرية المُخابراتية التي لا تنتهي.

كما أود أن أهمس في آذان آبائي قيادات كنيستي القبطية الأرثوذكية (و ليسامحوني إذا كنت قد تجاوزت حدود الأدب و اللياقة) و أقول لهم بأننا لسنا الآن في الزمن الذي لدينا فيه رفاهية التحدث عن الخلافات الطقسية و اللاهوتية بين الكنائس المسيحية ، ولو لا قدر المسيح ، و تمكن إخوان الخراب و الدمار من تحقيق مآربهم الخبيثة بالقفز على السلطة ، فلا تلوم قيادتنا الكنسية وقتئذ إلا نفسها ، و حينئذ لن يُسامحها أبنائها و أحفادها على تخاذلها في إتخاذ موقف قوي و شجاع يُبرأها أمام المسيح و التاريخ تجاههم.

لقد دخلنا الآن في مرحلة شديدة التعقيد و الخطورة ، لم يعد للسفسطات الطائفية و العقائدية و اللاهوتية بين الطوائف المسيحية في مصر أدنى موقع ، بل عنوان المرحلة بالنسبة لنا جميعا كمسيحيين مصريين : (نكون أو لا نكون) .
الرد مع إقتباس