عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 06-04-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a


14- العبرة بالنهاية

أقول للاقباط ، ولبقية أشقائي المسيحيين الشرقيين ، إنما العبرة بالنهاية ، وحتى فيما يتعلق بالأسلمة ، فكم من مرة رأيناها لا تختتم بانتصارات التوبة والرجوع للمسيح ، فحسب ، بل ويتعداها أيضاً انتصارات التنصير ؟

لذلك فما أحوجنا في ظل هذا السيل الجارف من أخبار الهزائم التي نسمعها في مجال أسلمة الفتيات المسيحيات في مصر ، أن نستمع إلى الجانب الآخر من المسألة ؟

وأعني اخبار رجوع المتأسلمات والمتأسلمين ثانياً للمسيحية حاملين في أياديهم باقات من الزهور عبارة عن العديد من نفوس المسلمين والمسلمات الذين تمكنوا ( أبان فترة ارتدادهم ) من ربحهم للإيمان المسيحي، فعادوا بها كهدايا مقدمة للمسيح ، وكأنها بمثابة اعتذار للسيد عن اداؤهم غير الجيد في منتصف جولات المبارة.

فشاول المجدف والمفتري والمضطهد ، هو ايضا بولس الكارز المسيحي العملاق.

وذاك الشيخ المسلم الحقود الذي كان يأسلم المسيحيين ، هو أيضاً ذلك الخادم الملتهب بالغيرة على خلاص النفوس للمسيح. إن لفي ذلك درساً وعبرة فاعتبروا يا اولى الألباب !!!

15 – روعة الانتصار

الأقباط يحبون حضور صلاة قداس العيد داخل الكاتدرائية الكبرى ، ليأخذوا بركة قداسة البابا شنودة الذي يترأس الصلاة ، وليتمتعوا بمشاهدته ومشاهدة شركائه في الخدمة الرسولية من احبار الكنيسة وآباؤها الرهبان والكهنة المحبوبين ، ومعهم خورس الكلية الاكليريكية ، ومشاهدة الضيوف من رجالات الكنائس الأخرى ، والسفراء الاجانب ورجال الدولة، وكبار الشخصيات، وكان هناك خادم قبطي بسيط يجلس بين كبار الشخصيات المسيحية لأول وآخر مرة في حياته ، فلقد حضر عشر قداسات على مدى خمس سنوات هي كل خدمته في البطريركية ، منهم ست مرات بدعاوى عادية وسط الشعب ، وكان هذا يعتبر انجازا كبيرا في حد ذاته ، لأن الكل يتنافس من اجل الحصول على مجرد دعوة عادية بحضور قداس العيد في البطريركية ، ومنهم مرتين بدعوة كبار الشخصيات فئة ب ، لكنها المرة الاولى التي يحمل فيها دعوة فئة أ ، وكأنه تكريما من الكنيسة بمناسبة انتهاء خدمته الرسمية في الحالات الخاصة داخل مصر ، ولقرب مغادرته البلاد بعدما استحال العيش فيها بسبب وضعيته الصعبة والمعقدة ، فهو كنسياً خادم مكرس ، لكن رسمياً شيخ في الجامع يحمل اسم محمد !!

وكان كعادته دوماً ، كلما حضر صلاة القداس ، يتابع الصلاة بانبهار ، وكان قداس عيد القيامة لهذا العام مليء بالأفراح المضاعفة ، وبقمة الشعور بالانتصار على المستوى الروحي والشخصي له ، فأيام قليلة وسوف يغادر وطنه بعد سلسلة طويلة من المعارك التي خرج منها منتصراً ، وشعرة واحدة من رأسه لم تسقط ، حاولوا اغتياله مرات كثيرة ، لكنهم لم يتمكنوا منه ، هاجموا بيته وحاصروه وظلوا يطاردوه من مكان لآخر دون أن يتمكنوا منه ، وهاهو يطلق ضحكة النصر بمن فداه ، ومن الموت أحياه .

نظر إلى كبار رجال الأمن االمندوبين من الحكومة لحضور القداس ،نظرة ذات مغزى ، وكأنه يقول لهم :

أنا هو الذي تبحثون عنه ، ها أنا جالس أمامكم ولا ترونني !!!

التفت للوراء تجاه الجزء المخصص لعامة الشعب ، ثم رفع يديه محيياً لبعض الحالات التي ربحها للمسيح ، والتي أتت للمشاركة في الصلاة ، كان يتابع الاستعداد لموكب دورة القيامة ، بقلب خاشع ، وظلت عيناه تترقبان المشهد حيث دخول الهيكل ، وغلق الباب ، واطفاء النور ، وترديد الشماسان على ثلاث دفعات :

أخرستوس آنستي ( المسيح قام ) . فيرد عليهم قداسة البابا ’آليثوس آنيستي ( بالحقيقة قام ) ثم يقول الشماس : افتحوا ايها الملوك أبوابكم ، وارتفعي ايتها الأبواب الدهرية ، ليدخل ملك المجد .

البابا : من هو ملك المجد .

الشماس : الرب العزيز القوي الجبار القاهر في الحروب هو ملك المجد ..

ثم يقرعون باب الهيكل ، ويفتح الباب ،وتضاء الانوار ، ويطوفون حول الهيكل وهم يرتلون :

المسيح قام من الأموات ، بالموت الذي داس الموت ، والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية)

16 - الذين في القبور

تذكر الخادم (الشيخ السابق) 14 نفساً من النفوس الكثيرة التي كانت في القبور ثم انعم المسيح عليها بالحياة الأبدية ارتسمت على وجهه ابتسامة النصر بذاك الذي بالموت داس الموت .. فرت دمعة فرح من عينيه وهو يقول :

عجيب أنت يا رب ، وعجيبة هي أعمالك ، فمن كان يصدق نجاة هذه النفوس ؟

وخصوصاً نفس أخت عضو الجماعات الإرهابية ؟

17 - المحجبة التي احبت المسيح لطهارته

الله وحده يعلم محبة الخادم لهذه الفتاة فهي ابنته في المسيح ، ويوم معموديتها كان يوم فرح كبير له ، فهي فتاة محترمة ، جاءت للمسيح عن اقتناع ، وليس عن دنس ، ( أو حبل في سبيل الله !!!) تنحدر من عائلة مسلمة متدينة واخوها شيخ متزمت ، وعضوٌ في الجماعات المتطرفة ، ورغم انها كانت محجبة وملتزمة جدا لمحبتها للطهارة منذ طفولتها ، إلا انه كان دائم التصييق والتشديد عليها ، وكانت لا تتضايق من تشديداته ، انما كان كل ما يضايقها منه هو عدم امانته فيما يدعو إليه ، فلقد رأته في وضع مخل ، فسقط من نظرها ، وذات يوم نهضت من نومها مفزوعة لترى اخوها الشيخ (التقي ) وهو يحاول التحرش بها !!! فصفعته على وجهه.

ومن هذه اللحظة بدات تشعر باشتياق جارف لمعرفة اي شيء عن شخصية السيد المسيح ..

كانت كالأرض العطشانة لماء الحياة ، التقيت بها لأول مرة داخل مكتبي وظننتها مسيحية أباً عن جد ، فالبنت وديعة وملامح الطهر تشع من وجهها الملائكي ، قالت لي بشغف :

من فضلك أريد أن أعرف كل شيء عن سيدنا عيسى ، وخصوصاً عن طهارته وعفته !!!

لماذا لم يتزوج ؟

لماذا لم يلمس امرأة ؟

لماذا لم يشتهي امرأة ؟

ففتحت فاهي وتكلمت ، بينما كانت الدموع تنهمر من عينيها ، ظللت تترد على مكتبي ستة شهور بواقع ثلاث جلسات أسبوعياً ، في كل جلسة نفتح الإنجيل والقرآن ، ونقارن بين تعاليمهما ، ونقارن بين اخلاقيات مؤسسي الديانتين ..

ذات مرة قالت : كفى ارجوك ، أريد أن أنال المعمودية لأصير مسيحية !!!

وتعمدت وحملت اسم قديسة قبطية معروفة ، وانضمت إلى هذا الشعب القبطي المتألم في الجسد ، المنتصر في الروح
الرد مع إقتباس