العراق ومصر.. تاريخ ومواقف


ازمات العراق عند مصر فوائد..
قد يكون من حق العديد من بلدان ان المنطقة عربية كانت او غير عربية ان تعلن تخوفها وخسائرها من الازمات التي ولدتها الحكومة العراقية السابقة في ثلاث حروب رئيسية معروفة في الخليج وذلك حينما تسببت بجلب ترسانة عسكرية امريكية اقتحمت الشرق الاوسط باكملة بالوجود بل ادخلت الينا المفاعلات النووية المصغرة في حاملات الطائرات الامريكية العملاقة في الخليج
كل ذلك وغيره يستدعي قلق وتخوف العديد من البلدان باستثناء دولة عربية واحدة كانت الوحيدة من بين زميلاتها تستفيد كل مرة من جميع ازمات العراق لم تكن تلك الدولة سوى مصر التي وفرت عليها مثلا حرب الخليج الثانية لوحدها اسقاط سبعة مليارات دولار... فضلا عن الاجور المقبوضة ازاء عبور الاساطيل العسكرية المدججة بالسلاح عبر قناة السويس وبعد ذلك ايضا كان يصب بالخزانة المصرية وهكذا هو الحال مع فترة الثمان سنوات حرب العراق مع ايران، اما حرب الخليج الثالثة هي الاخرى ايضا جلبت لحكومة المصرية الكثير، فجميع ازمات العراق اصبحت مشاريعا استثمارية هائلة الارباح تحصد مكاسبها الحزب الحاكم في مصر ومع ذلك يملأ الدنيا ضجيجا وعويلا من اجل العروبة في العراق ومن اجل مصلحة العراق نفاقا وعهرا وتزلفا... هذه هي طباعهم واذا لم تستح فافعل ماشئت.
ان مصر كانت تفتح مصراعيها لقوافل الحرب حتى لو كانت على العراق و حينما تلوح امريكا بالمساعدات المالية تذوب جميع جبال الجليد التي تشكلها شعارات القومية والوحدة ولا يعلو الا صوت مصر في ثلاث حروب جعلت مصر تتجاوز جميع اخفاقات وديون الحروب مع اسرائيل... والكبش الفداء في ذلك هو الشعب العراقي الذي يتباكى عليه شماتتة صاحب الولاء لاسرائيل ( حسني )...

اذا كان ولاء الشيعة الى ايران فولاء المصريين لاسرائيل
اننا في كل مرة نقف معكم في مصر في حركات التحرر وفي حروبكم التي خضتموها وفي رؤاكم واتجاهاتكم كان لها صدى واستجابة في العراق في كل مرحلة زمنية محددة وكنا نتجاوز كل مرة حتى خناجر الطعن التي زرعتموها بظهر الحقبة القاسمية في اوائل الستينات حينما كانت تلك الحقبة تمثل للعراقيين انتصار الغالبية الفقيرة على البرجوازية والفساد الاداري وقيمة الوطن ومعنى السيادة والعدل، كانت تمثل لنا تلك الفترة كما هو الاحال مع حكومة جمال عبد الناصر التي تعني الكثير للمصريين ولعنة للاقطاع والملوك ومن يقتات على قتاته.
لقد اجهضتم احلاما وطنية عديدة في العراق وتخونون الغالبية العربية في العراق بولائها لدول لاخرى وبقيتم انتم ومن تشتهون فقط ( وطنيين... ) توزعون صكوك الوطنية والخيانة وفقا لما تشتهيه امزجة المصريين.
العراق خائن واذا كان خائن من حقه ان ينظم لاي دولة اخرى لا بل من حقه ان يكون مقاطعة لامريكا او لايران اذا كانت اغلبيته تدين بالولاء ( في نظركم ) اذن فماذا لكم في العراق يا عش الاستبداد.
لقد ادنتم لاسرائيل حتى النخاع فلماذا تزايدون على عراقية الشيعة، الذين من سوء حظهم انهم لحد هذه اللحظة لم يغادروا هذه المهزلة العربية ... التي لم تجلب لهم الا الويلات وغير مستعدة للتنازل حتى عن دولار واحد مما لها على العراق من ديون.
اخيرا
هذه هي الامة العربية التي طبلت لها الاقلام والساسة المصروين حتى وصل بها الحال انها ليس فقط تخلت عن احلامها السرابية تجاه ما تسميهم اعداء العرب بل ركعت امام اقدامهم من اجل الاستمرار في كراسي الحكم فقط.
جمال الخرسان
كاتب عراقي
Mosawi_gamal2hotmail.com