عيـد الفصـح
ــــــــ
وتعـني كلمة الفصح ( النجـاة ) ولا يوجد تاريخ محدد لعيـد الفصح لدى أي من الأطراف والمذاهب المسـيحية ، لكن مناسـبته تكون عادة كل عام في أحد أيام الأحد الواقعة بين 22 آذار ( مارس ) و25 نيسـان ( أبريل ) ويرتبط بعيد الفصح العديد من المناسـبات والأعياد الأخرى ، منها : أنه يسـبق بالصوم الكبير الذي يدوم أربعين يوما ، لكن شـكل هذا الصيام وما هـو مطلوب منه للإلتزام بـه ، فإنـه ليس على نهج واحد لـدى كل الطوائف ، فبعضها يلتزم بكل الأيام بصورة متشـددة ، وبعضها خـفف قليلا أو كثيرا من هذا التـشـدد .
وموعد عيد الفصح لكل الطوائف المسيحية يكون دائما يوم الأحد ، وهو مرتبط بحصول القمر بدرا في الأسـبوع السـابق له ، من الإثنين إلى السـبت ، ويحل عيد الفصح ، في بعض السـنوات في يوم واحد لكل الطوائف ، كما حصل قبل سـنتين ، مهما كان نوع التـقويم المسـتخدم ، فإذا ظهر القمر بدرا بعد إنتهاء 13 يوما التي تشـكل الفرق في التـقويمين ، فإن هذا العيد يكون موحدا ، وتكون كل المناسـبات الدينية المرتبطة بموعده ، قبله وبعـده ، موحدة أيضا . وبشكل عام ، فإذا ظهر القمر بدرا خلال الفتـرة من 5 إلى 10 نيسـان بحسب التـقويم الجديد ، أي الفترة ما بين 22 و 27 آذار بحسب التـقويم القديم يكون العيد موحدا ، وهذا يعني أن موعد عيد الفصح يرتبط بأمرين : الظاهرة الفلكية والإختلاف بين التـقويمين القديم والجديد ، ولهذا فإنه قبل العمل بالتـقويم الجديد كان الإحتفال بعيد الفصح موحدا مهما كان الإنتماء الطائفي والمذهبي .
وبالنسبة للعام الحالـي ، فإن القمر سـيكون بدرا في 12 نيسـان ( بحسـب الغريغوري ) ما يجعل الأحد الذي يليه يوم 16 نيسـان وهو العيد بموجبه ، في حين سـيكون بالنسبة للطوائف التي تلتزم التـقويم القديم ( اليوليوسي ) بعـد ذلك بأسـبوع أي في 23 نيسـان .
و ترتبط بوقت حلول عيد الفصح ، الأوقـات التي تحدد لجمعة لعـازر وهي الجمعـة الثانية قبل العيد ، ولعـازر هو الشـخص الذي كان ميتا وأحياه السـيد المسـيح كما ذكر في الإنجيـل ، وأحد السـعانين وهو الأحد السـابق للعيد ، وكلمة السـعانين مأخـوذة مـن ( هوشيعـنا ) أي ( خلّـصنا ) ولهذا يشـتهر بكلمة ( الشـعانين ) وفي هذا الأسـبوع يوجد خميس الفصح ، وتليه جمعـة الآلام التي تسـمى أيضا الجمعة العظيمة ، ثـم سـبت النور التي تسـبق أحد الفصح .
ومن الأعياد والمناسبات التي ترتبط بوقت حلول عيد الفصح وتأتي بعده ، جمعة الشهداء المعترفين وهي الجمعة الأولى بعد العيد ، ثم الأحد الجديد وهو يوم الأحد الذي يلي الفصح ، وعيد الصعود الذي يصادف عادة يوم الخميس بعد 40 يوما من أحد الفصح ، وعيد العنصرة ومعناه ( الإجتماع والمحفل ) وهو تذكار حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح ويقع بعد عيد الفصح بخمسـين يوما .
ويبقى أمر توحيد عيد الفصح ، أسـوة بمتطلبات توحيد المناسـبات والأعياد المسيحية الأخرى ، مرتبطا بإلـتزام التـقويم الجديد الذي تم إستحداثه لتلافي الأخطاء المذهبية التي أثبت التطبيق وجودها ، والتي بمرور الزمن كان يمكن أن تؤثر على الشكل المناخي المرتبط بتلك المناسبات ، مثلا عيد ميلاد السيد المسيح المرتبط بوقت سقوط الثلج والبرد ، كان سيتحول إلى الربيع وحتى إلى الصيف بمرور الزمن لو إسـتمر العمل بالتـقويم القديم ، وهذا كان سـيتعارض مع ما هـو مذكور دينيا في الإنجيل بالنسـبة لحصول هذه المناسـبات في واقعها الأصلـي
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|