
20-04-2006
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
|
|
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=16060&Page=1
التطرف القبطي المسكوت عنه !!
عاطف مظهر : بتاريخ 19 - 4 - 2006
الأحداث الطائفية التي جرت هذا الأسبوع بمدينة الإسكندرية ، وما صاحبها من أفعال اتسمت بالاجتراء والتجاوز غير المسبوق في حق الوطن .. كشفت عن واقع جديد بدأ يتشكل ويترسخ وجوده في المجتمع المصري ، وهو انتشار التعصب وازدياد التطرف وسط قطاعات واسعة بين الإخوة الأقباط بدرجة تنذر بالخطر وتؤجج الفتن وتهدد السلام الاجتماعي والوطني وتضربه في الصميم . قبل الدخول في التفاصيل نود أن نوضح أننا لن نضيف جديدا إذا سجلنا ما يحتمه علينا الضمير الإنساني والوطني وما نعتقده دينيا وسياسيا ، بأن الاعتداء الدنئ والأخرق على نفر من الأقباط المسالمين هو عمل جبان ندينه بأشد العبارات، ونطالب بمعاقبة فاعله بأقسى العقوبات .. وإذا لم يكن الشخص الذي قام به مختلا عقليا ، فهو بالتأكيد شخص مختل فكريا وفاقد للأهلية الوطنية والدينية ، بما قام به من حماقة تخالف صحيح الإسلام وتناقض الفطرة الإنسانية السوية ، فالإسلام يحرم ويجرم الاعتداء على المواطنين الآمنين ويهيئ أسباب الأمن والسلام لجميع الناس .
هذا هو موقفنا المبدئي من الأحداث، وهذا ما اتفق عليه جميع أهل الرأي في مصر ، الذين ساءهم الحدث وتألموا له .. ولكن ما جرى من رد فعل هيستيري ومتشنج في الجانب القبطي طوال الأيام الماضية ، كان أبشع بكثير من هذه الجريمة النكراء .. فقد قتل المتظاهرون الأقباط بدم بارد رجلا مسلما ليس له ذنب فيما جرى ، وأصابوا العشرات من بينهم أطفال أثناء هياجهم في شوارع الإسكندرية ، واخذوا يهتفون بعبارات عدائية ضد الإسلام وكل المسلمين ، وقاموا بالتشويش على رفع الأذان والصلاة بمسجد مقابل للكنيسة برفع أصواتهم بالترانيم والتراتيل المسيحية !! ..
الغريب في الأمر أن كل الذين تحدثوا سابقا عن تنامي التطرف والشحن الطائفي عند الطرف المسلم ، سكتوا تماما عن إدانة هذه الأفعال القبطية المتطرفة ، بل وتجاهل الجميع الإشارة إليها ربما خوفا من الآلة الإعلامية التي يمكن أن تصفهم هم أيضا بالغلو والتطرف إذا مسوا الجانب القبطي ، فاكتفوا كالعادة بكيل الاتهامات للطرف المسلم الأضعف حالا هذه الأيام والمدان دائما من القريب والبعيد .
والنتيجة انه في غمرة الاتهامات الموجهة للمسلمين تجاوز التطرف القبطي كل الحدود ، واستفحل خطره بتحريض خارجي من أقباط المهجر في ظل غياب وتهميش الأصوات القبطية الوطنية والعاقلة ، وبعد شعوره بالاستقواء أمام دولة ضعيفة ونخبة حاكمة انفصلت عن الناس ولا تفكر سوى في بقائها في الحكم بأي ثمن وبأي وسيلة ، فراحت تلبي له كل مطالبه المعقولة وغير المعقولة !! .
قد يقول قائل أن للأقباط عذرهم في الغضب لمقتل أحد أفرادهم ، وإحساسهم الدفين بالخوف كأقلية عددية بين المسلمين، وتأثرهم بترسبات قديمة نابعة من إحساسهم بالتمييز في حرمانهم من بعض الوظائف العامة.. وهذا كلام نفهمه ونضعه في حسباننا عند التقييم .. ولكن بغض النظر عن موضوعية وصدقية قائله ، وخلافنا معه حول تقدير بعض هذه المشكلات ، وفي رؤيتنا لطرق معالجتها ضمن أجندة وطنية تسعى للإصلاح السياسي العام وليس وفقا لأجندة طائفية مشبوهة .. فما نود توضيحه أنه في خضم هذا الإحساس القبطي المتنامي ، تولد لدى قطاعات واسعة من الأقباط أفكار متطرفة تمس شركائهم في الوطن .. من قبيل أن المسلمين أحفاد العرب الغزاة وليسو أصحاب البلد الأصليين ، وأنهم اضطهدوا الأقباط وأجبروهم على الإسلام .. فضلا عن مس عقائد وسلوكيات المسلمين بالنقد والتجريح .. هذه الأفكار الكاذبة والمسمومة تجد لها رواجا وانتشارا هذه الأيام في الأوساط القبطية .. وللأسف الشديد يشارك في إشاعتها وتلقينها للأقباط رجال دين مسيحيون، كان عليهم إشاعة السماحة والاعتدال بدلا من بث الحقد والفرقة في النفوس .. وقد انبثق من هذا الشحن الطائفي السلبي ما شاهدناه من تجاوزات خطيرة منذ حادثة الراهب المنحرف وموضوع وفاء قسطنطين وعرض المسرحية المسيئة للإسلام وحتى حادث الإسكندرية الأخير ..
فلا يعقل أن تشتعل الفتنة في طول البلاد وعرضها بعد كل حادثة من هذا النوع .. وهي أشياء تحدث كل يوم في كل بلاد العالم وتعالج دون تهويل أو تضخيم .. المعيار الموضوعي هنا أن هذه الأحداث فردية ومحدودة وليست عامة ومنتشرة ، ومن ثم لا تستوجب إثارة الفتنة وكل هذا النفخ في النار ..
ليس معنى هذا الكلام أن الجانب المسلم مبرأ دائما عن الأخطاء .. فهناك متطرفون أيضا في الجانب المسلم .. وهم أفراد قليلون يتسمون بالجهل وضيق الأفق .. لكن الفرق بين التطرف الإسلامي والتطرف القبطي ، أن الأول مشبوه ومدان من الجميع وتنهال عليه اللعنات والاتهامات ليل نهار ، ومحاصر في قطاعات ضيقة بين المسلمين ، وفي انحسار مستمر .. أما التطرف القبطي فعلى العكس من ذلك تماما ، فهو في تصاعد مستمر ، وذو صوت عال بات يطغى على الصوت القبطي العاقل ، وأصحابه محتفى بهم ومنتشرون عبر وسائل الإعلام .. ينعقون كالغربان لإشاعة
الفتنة واستعجال الخراب والدمار .. لا يكفون عن ترديد الأكاذيب وتلفيق التهم لتنفيذ أهداف خبيثة ليست في صالح الوطن ، غير مدركين أنهم سيكونون أول ضحاياها .
وفي الختام أقول أنه مازال السواد الأعظم من المصريين مسلمين وأقباط مستمسكين بحبل الوطن .. يحفظون الود لبعضهم البعض بسماحة المصريين وينبذون العنف والتطرف .. وما يثبت صحة هذا الكلام أنه تزامن مع حادث الإسكندرية حدث آخر نقيض له في المعني .. حيث مات شابان مسلمان أثناء محاولتهما إنقاذ زميلهما القبطي في العمل .. هذه هي مصر الحقيقية .. وهؤلاء هم المصريون الحقيقيون .. أما المتطرفون من الجانبين فتعسا لهم وخاب كيدهم .
atefmazhar@yahoo.com
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|