توجهت إلي كنيسة القديسين لمعرفة المزيد من الشهادات ,فقابلني مينا وقال كل شئ في كنيسة 45 أنتي رحتيها فقلت سوف اذهب و أجاب أنا ذاهب سوف أخذك معي , وقبل أن اذهب قال لي رجل مسيحي لم اعرف اسمه أنا حاربت في 73 الرصاص مفرقش بين مسيحي ومسلم الجهل هو اللي بيفرق , دعاني على الغداء رغم علمه بأني مسلمة وقال أم العيال في البيت تعالى اتغدى معانا زمانك جعانه ,شكرته و ذهبت الي 45 كان الشارع مليان صيحات " المسيح هو الله " وبالطرف الثاني " لا اله إلا الله محمد رسول الله " لم أتعرف على الأحداث من البداية مكثت فتره حتى اعتاد الوقوف بين كل هذه الأعداد من رجال الأمن , احسست بالحماية لوقوفي مع مسيحي فالجميع في هذا الطرف يعرفونه حتى رجال الأمن , فقد سهر بهذا الشارع حتى صباح اليوم , حكى لي مينا عن الجنازة وان السكان قد القوا المهملات وبعض الزجاجات وهم مارين بالشارع وان المسيحيين ردوا , أعجبني انه لم ينكر أخطاء أولاد دينه , استأذن هو رجال الأمن حتى وصلت آلي أخر صف وكنت أمام كنيسة القديسين بالعصافرة تماما لا يبعدني عنها سوى صف واحد من رجال الأمن المركزي واستطعت ان أرى الجانب المسيحي , هم مجموعة من الفتية لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما يحمل البعض سكاكين كبيره تشبه السيف و آخرون يحملون عصيانا ملفوفة بسلك شائك , دخل مراسل لإحدى الفضائيات وخرج دون ملابسه وبه الكثير من الجروح , مكثت هناك منذ الواحدة أي في بداية أعمال الشغب لا أريد أن أقول إنها فتنة طائفية , ليس لأني أخاف منها فقط ولكن كل ما رايته لا يحوى أعمال فتنة , وإذا ظن البعض ذلك فسأشك في قواى العقلية لكنى لن ادخل كنيسة ولا جامع واقتل بها أحد فهي دور للعبادة لا للقتل , حين وقفت في ذلك المكان رأيت القليل من المراسلين الصحفيين اغلبهم أجانب, أردت الدخول للاقتراب من الكنيسة فقال لي ضابط : حقوق إنسان إيه مش لما يكون في زفت الأول يبقى فيه حقوق , وددت أن ألقى عليه خطبه لكنى عزفت عن ذلك بعد معرفتي للإجابة , الإجابة سريعة سألقى أنا الخطبة و يلقينى هو في اقرب سيارة اعتقالات , وقفت التقط بعض الصور , لكنى شعرت أنى أمام خناقه في عزبة أبو قرن, الأمن يحاصر المسيحيين من كل جانب والمسلمين يخرجون من الشوارع الضيقة لإغاظة الجانب الأخر تحت مرأي ومسمع من أجهزة الأمن و البلطجية , بين الحين والأخر كان يخرج من الكنيسة بعض الأباء ليدخلوا الفتية بالكنيسة ولكنهم يرفضون , مر الوقت دون حدوث شئ غير عند دخول او خروج مسلم في الإسعاف , فتذكرت محمد صبحي لما قال " الحمار مرضيش يدخل وهو دخل " طال الوقت و أنا وحيده جلست أدون بعض النقاط لأجد الكثير من عساكر الأمن ينظرون في كتاباتي فلما نظرت إليهم قالوا : ممكن نقرأ معاكى , فقلت طبعا لا , ورد أخر: يعنى إحنا بنعرف نقرأ !!! , تبادلنا الأحاديث والمياه , فسألتهم أتعلمون الى أين تذهبون قال إحدهم نعم , وقال أخر مش أنتي حقوق إنسان الضابط بيشد علينا و بيضربنا قوى
..
سالتهم عن الحادث فقالوا
:
- المفروض يحطوا دول على دول ويسيبوهم يضربوا بعض واللي يخرج نكمل عليه إحنا
. - امبارح كان بهدله ضربنا رصاص حي .
- و أنا برفع البندقية الطلقة نطت راح الضابط قالي جدع .
- الناس كسرت المحلات امبارح , و سرقوها
- سألته وانتم عملتوا إيه قال : إحنا تبع الأوامر اضربوا نضرب وهما مدوناش أوامر .
- الناس بترمى علينا ازايز من الشبابيك طيب إحنا مالنا .
.. مر الوقت ونحن نتبادل الأحاديث مع كل منهم عن ما حدث في كل مكان ومن أين أنت وما هي المشاكل التي تواجهك, حتى سالت الضابط الموضوع هيخلص أمتي فرد ساعة واحدة , كنت اعلم انه لدية شئ من اثنين إما حيله أو ان الجيش قادم , لم أرد أن يدخل الجنود إلى الكنيسة لاني اعتبرها مكانا مقدسا , بدأت أتحرك بالمكان , كان بجانب الأمن المركزي وعلى الناصية الأخرى امامه شباب يلبسون ملابس مدنيه مقطعه ويحملون عصيا و سكاكين و سيوفا.. كانوا بلطجيه , النساء والرجال تطل من البلكونات لتتابع الموقف بين الحين والأخر ترسل إلينا زجاجات المياه , بدأت أحس بتراجع الضباط إلا أعداد بسيطة منهم , حولت النظر إلي الجانب الأخر " المسلمين "..لم اخط سوى خطوتين لأجد النساء تصرخ من البلكونات لتعلم المسيحيين الذين يقفون أمام الكنيسة بان المسلمين يدخلون المنازل والمحلات حتى المحلات المغلقة , والأمن موقفه سلبي أما الضابط يأمر العساكر بأخذ وضع الاستعداد , ابتعد قليلا خوفا من القنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت التي لم أقابلها إلا هذه المرة , المجموعة التي كانت أمام الكنيسة لم تتجاوز السبعين فردا كلهم رجال بينما النساء كانت بالداخل , ابتعد اكثر عن الكنيسة لأعرف ما تفعله الشرطة بالجانب الأخر , للأسف اتخذوا موقف الحياد فلم يتحرك أحد وكان الضابط يأمر العساكر بالنظر أمامهم ..هللت السيدات بالبلكونات فدفع ذلك المسيحيين لمحاولة الخروج من الكردون فضربهم رجال الأمن بالقنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت , ودخل البلطجية من اهل المنطقه مرتدين المدني لإحضار المسيحيين و كل هذا امام ظباط الامن , لم تتجاوز المدة العشر دقائق , أنهت قوات الأمن أعمال الشغب التي أسمتها هي بالفتنة في عشرة دقائق , وخلالها قامت بالقبض على المعتصمين امام الكنيسه .. ارادت فقط أن تقوم بتغطية القبض على المسيحيين , دخلت مظاهرة وسط كل هذا الحشد الأمني لتقول يحيا الهلال مع الصليب , لم التفت الى المظاهرة ولم أحس بالسعادة لأني اعلم جيدا أن الحكومة تزيف و تخدع الناس , وجهت نظري إلى عربات الاعتقال فأنا احفظ شكلها جيدا فهي تعيش معنا بشوارع القاهرة , رأيت مشهد القبض على أطفال أعمارهم لا تتعدى 13 عاما يبكون لأنهم لا شئ سوى أطفال ,لم يقبض رجال الأمن على أحد ممن كانوا مدنيين يحملون عصيانا وسكاكين و سيوف (بلطجيه ) , يمسكون المقبوض عليهم بشكل همجي ومخيف , و أنا أصور قال لي أحد الضباط لا تصوري هذا صوري المظاهرة , دخل مجموعة من الأقباط والمسلمين إلي المكان وعبروا الكردون الأمني ماسكين أيدي بعض لكن فتاة من الطالين من البلكونة بكت كما لو ارادت أن تقول: لا تصالح حتى لو منحوك الذهب , بكت وخبطت رأسها بالحائط , طلبت باقي النساء من الأمن أن يخرجوا المقبوض عليهم من سيارات الترحيل فعاش الأمن دور العبيط " فين دول هو إحنا قبضنا على حد " وبكثرة الهتافات اخرج الأمن عدد قليل مما كانوا داخل السيارات وساد المكان الهتافات من جميع الأماكن عاش الهلال مع الصليب , شغلوا الدى جى على اغنية يبقى أنت أكيد في مصر , لا تخف لما تسمع الأحداث دى يبقى أنت أكيد في مصر ولما موضوع يعقد ثلاث أيام يتحل في عشر دقائق يبقى أنت برضه أكيد في مصر

القبض على احد المعتصمين الاقباط .. و يبدو من الصوره صغر سنه

بلطجيه يعتدون على معتصمين اقباط بعد القبض عليهم

مظاهره اقتحمت ( او اقحمت ) صفوف الامن حيث الاعتصام هاتفة بحياة الهلال مع الصليب

النساء شاركن من الشرفات
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
آخر تعديل بواسطة makakola ، 22-04-2006 الساعة 02:09 AM
|