وفد من الأقباط يؤيد القضاة
ذكرت جرية المصريى اليوم ان وفد من المثقفين ورجال الدين الأقباط زار أمس القضاة المعتصمين لإظهار تأييدهم وتضامنهم مع المعتصمين، وقد استقبلتهم قيادات النادي برئاسة المستشار زكريا عبدالعزيز الذي قدم لهم الشكر علي هذه الروح التي تدل علي معدن الشعب المصري الأصيل بجميع فئاته.
وقال أحد المراقبين أن زيارة وفد الأقباط إيجابية جدا ولكنها كمن يذهب للعزاء .. رمزية. وأضاف نريدهم أن يعتصموا ويتظاهروا كأنهم من أهل هذه البلاد. من غير المعقول أن يتظاهر الجميع عدا الأقباط.
وقال عبدالعزيز: إن المسلم الحق يعلم أن الدين لله والوطن للجميع ولا يفرق بين أحد من رسله، مضيفا أنه علينا البحث عن أسباب الاختلاف في الحوادث الأخيرة من أجل إزالتها، حتي لا تكون هناك فتنة بين المصريين، والمصري يعني قبطي وكلنا مصريون والوطن لنا جميعا.
ولفت إلي أنه من خريجي مدارس القديسيين بصعيد مصر مطالبا بالحوار لفض أي نزاعات بين المسلمين والمسيحيين.
وأكد أن نادي القضاة حمل علي عاتقه قضية استقلال القضاء وهو ليس ملك للقضاة فقط أو يعطيهم ميزات شخصية ولكن القضية قضية الوطن واستقلاله. وأوضح عبدالعزيز أن القضاة مصممون علي مطالبهم المشروعة من أجل إصدار مشروع قانون السلطة القضائية ومن أجل تحقيق إشراف قضائي كامل علي العملية الانتخابية لضمان نزاهتها.
ولفت إلي أن هذه المطالب مرفوعة منذ مؤتمر العدالة الأول عام ١٩٨٦، وأن القضاة صاغوا مشروعا لتعديل قانونهم في ١٩٩١، واستمر جهادهم لإقراره طوال هذه السنوات حتي الآن خصوصا في اعتصام القضاة الأخير.
إلي ذلك قدم المستشار محمود أبوشوشة رئيس محكمة المنيا الابتدائية وعضو مجلس إدارة نادي قضاة الإسكندرية، مذكرة إلي المستشار محمد منيع رئيس محكمة الاستئناف ــ بصفته قاضي التحقيق في القضية ــ بأقواله فيما نسب إليه في بلاغ المستشار عزت عجوة رئيس محكمة الاستئناف حول ما يسمي بـ «القائمة السوداء» للقضاة المزورين. يذكر أن المستشار عجوة قد قدم بلاغا بالتحقيق الجنائي ضد كل من المستشارين أحمد مكي وهشام البسطويسي ومحمود مكي نواب رئيس محكمة النقض بالإضافة إلي محمود أبوشوشة.
وقال المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية: لم نشعر بأي تفرقة بين المسلم أو المسيحي وجميعنا نسيج واحد متجاورون ومتحابون، متسائلا: لماذا تضايقهم وحدتنا؟ ويستخدمون معنا سياسة «فرق تسد».
مؤكدا أن النسيج الواحد لا يمكن أن يتسلل إليه عارض يفرق بينهم، وأن ما يجري الآن وعلي فترات متفرقة عوارض لمحاولة التفرقة بين فئات المجتمع من مسلمين وأقباط وهي محاولات مشبوهة تحركها فئات مغرضة تبغي النيل من وحدة هذا الشعب لمصلحتها الشخصية.
وشكر الخضيري الوفد القبطي علي هذه الروح، خصوصا وأن الوفد طلب من القضاة الاستمرار لمواصلة نضالهم من أجل استقلالهم لأن الشعب المصري يعلق آمالا كبيرة علي القضاة وطمأنهم المعتصمون بأن القضاة مصممون علي الكفاح الذي بدأوه مهما نالهم من أذي في سبيل ذلك، وأن هذا الاعتصام ووقفة الاحتجاجية.
وقالوا: إن هذا الكفاح ليس كفاحا من أجل مصالح فئوية ولكنه كفاح من أجل مصر والمطالبة بالتغيير والإصلاح، لافتين إلي أن قانون السلطة القضائية المستفيد منه هو الشعب أكثر من القضاة، لأنه يؤدي إلي وجود قاضي قوي علي المنصة وهذه ضمانة للشعب، مؤكدين أن نزاهة الانتخابات بداية الإصلاح في مصر ولا يمكن أن يكون هناك إصلاح بغير انتخابات نزيهة.
وقال القبطي البارز كمال زاخر نيابة عن الوفد: لقد صممنا علي الاحتفال بعيدنا مع القضاة وقررنا أن نأتي إلي مقر النادي لإعلان تضامننا مع القضاة الشرفاء في عيد القيامة المجيد الذي هو إيثار للموت والفناء علي الحياة من أجل قضية، مضيفا أن القضاء المستقل هو الملاذ الأخير لكل المصريين وكل أصحاب الرأي المستنير ونحن نعتقد أن لقاءنا بالقضاة هو بداية تصحيح للمسار وحقوق المواطنة، لأن القضاء هو الحصن الذي يصون حقوق المواطنة، لا حق لمسيحي أو مسلم إلا بالمواطنة.
وأوضح زاخر: أننا لا نطالب بحل مشاكل الأقباط علي أرضية طائفية ولكن علي أرضية المواطنة والعودة إلي ما قبل ثورة يوليو ١٩٥٢، وقال: نريد العودة إلي مصر عند انتصار الشرفاء القضاة.
كما استقبل النادي بعض رموز حركة ٩ مارس لاستقلال الجامعات الذين أعربوا عن تضامنهم مع القضاة المعتصمين، مؤكدين أنهم يخوضون نفس المعركة من أجل استقلال الجامعات، وقال الدكتور سيد البحراوي نيابة عن الوفد: نحن نتضامن مع القضاة الشرفاء لمواجهة كل ما يحدث في الحياة المصرية، التي وصلت إلي حد التدهور والضياع فلابد أن تتضامن جميع فئات المجتمع وطوائفه من أجل مستقبل مختلف.
وكان عدد من المستشارين الأقباط قد زاروا النادي لتقديم الدعم والمساندة للقضاة المعتصمين، بوصفهم يخوضون معركة للقضاة جميعا، وقدم بعضهم حلوي وكعك العيد للمعتصمين بالنادي ومن هؤلاء المستشارين رفعت حنا شنودة نائب رئيس محكمة النقض.
|