ظاهرة الهجرة من الشرق الأوسط
http://www.copts-united.com/wr/go1.p...from=&ucat=88&
كلمة الدكتور / إبراهيم حبيب المهاجر ببريطانيا وممثل الأقباط المتحدون بالمملكة المتحدة
إلي الأستاذ / ممدوح نخلة والأخوة المؤتمرين في القاهرة لبحث ظاهرة الهجرة من الشرق الأوسط وبخاصة مصر أحيكم وأتمني لكم مؤتمراً طيباً .
لا شك أن القرن الواحد والعشرين وتحديدا منذ تسعينيات القرن الماضي وتنامي ظاهرة العولمة وثورة الاتصالات أصبح العالم حقيقة قرية كبيرة وفي خلال العقدين الماضيين شهد العالم أكبر موجات للهجرة فيقول الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود في مقاله في جريدة النهار 29 يناير 2002 " يتعرض العالم العربي لنزيف بشري واجتماعي وثقافي وسياسي واقتصادي علي جانب كبير من الخطورة : هجرة العرب المسيحيين التي لم تنقطع منذ أعوام انه واقع صعب ستخرج عنه آثار بعيدة علي صعيد عالمنا العربي وسيغير من طبيعة المنطقة ومن أسس ازدهارها وسلامها واستقرارها الداخلية إن لم يتخذ العرب مسلمون ومسيحيون علي السواء قراراً بالتصدي لهذه الظاهرة " علي مدي التاريخ كان تواجد المسيحيين علي الساحة عنصر من عناصر القوة فمنهم كان العالم والطبيب والمؤرخ والمعماري وأصحاب الحرف والصانع والزارع ومنهم كان الجندي الشجاع فيقول المؤرخ الدكتور جمال البدوي أن الدائرة الأقرب لصلاح الدين الأيوبي كانت من أقباط مصر وكلنا نتذكر اللواء فؤاد عزيز غالي قائد الجيش الثاني الميداني في حرب 1973 من المؤسف نجد أن علي مدي الثلاثة عقود الماضية ومع زيادة تصاعد الوهابية السياسية في المجتمع المصري بازدياد روح الكراهية ونبذ الآخر والتعصب والضغوط المتزايدة للتوحيد القسري بأسلمة المجتمع المصري أن شريحة كبيرة من الأقباط تبلغ حوالي واحد ونصف مليون قد هاجروا الي أمريكا وكندا واستراليا وأوروبا هؤلاء قد حققوا نجاحاُ منقطع النظير في حياتهم العملية فمنهم أكثر من 600 بروفيسور في أمريكا وحدها في حين أن أساتذة الجامعات من الأقباط في مصر أقل من هذا الرقم بكثير ولا يخفي أيضاُ أن هناك نجاحات مماثلة وأرقاماً متشابهة من المسلمين الذين تركوا الجماعات المصرية بسبب فساد التعليم الجامعي وانتشار المحسوبية وسوء النظام التعليمي في مصر حتى أن من بين 150 أحسن جامعة هذا العام لم تحصل أي جامعة مصرية علي هذا اللقب .
لا شك أن الضغوط الاقتصادية عامل من عوامل الهجرة ولكني أحسب أن العامل الاقتصادي ليس الأهم بين أسباب الهجرة للخارج العوامل الطاردة والمسببة للهجرة تكمن في الفساد والمحسوبية وفشل المؤسسات في تشجيع المجد ومعاقبة الكسول والمتواكل والمتراخي في عمله وعدم احترام القيم التي تدفع المجتمعات والأفراد للنجاح مثل الشفافية والعدالة والمساواة والديمقراطية واحترام القيمة الإنسانية للفرد وتشجيع المبادرة الفردية والعمل بجدية 0
أخيراً 000 فبقاء العقول والخبرات المصرية علي ارض مصر هو منع لاستنزاف قسم مهم من الطاقات العلمية الثقافية الفكرية الخلاقة واستمرار الهجرة هو ضربة عميقة توجه إلي صميم المستقبل 0
|