عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 07-05-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
الكلمة هي الأصل. هي التاريخ والحاضر والمستقبل!

نحن نتاج الكلمة التي حملتها الرسالة المحمّدية!

يصعب على أحد فينا أن يتصور مدى الأثر الذي تتركه الكلمة سواء كان ذلك سلبيّا ام ايجابيّا!

الفوضى التي يعيشها الناس في أيّ مجتمع اسلامي، هي ثمرة من ثمار الفلسفة الاسلاميّة.

انظروا الى أي رجل مسلم يتبوأ منصبا، ابتداء من رئيس الدولة وانتهاء برئيس مخفر شرطة، ودعونا نقيّم اول عمل يقوم به بعد تبوأه لذلك المنصب!

"الاقربون اولى بالمعروف"!

يسعى بيديه ورجليه للبحث عن اقربائه. لا يترك "صايع" في عشيرته ولا "ثرثري" في قبلته ولا "حرامي" في عائلته إلاّ ويغمره بما ملكت يمينه!

ينهب "المنصب" متعاونا مع جاره الثامن قبل التاسع ومع التاسع قبل العاشر!

درجة القرابة تحدد حجم الغنيمة ومقدار الضرر.

لا قيمة عنده للكفاءات، ولا قدرا للملكات والمهارات!

يتحول المنصب برمّته الى فريسة يجتمع عليها وحوش عائلته وعشيرته وقبيلته بالتدريج، ابتداء بالأقرب وانتهاء بالأقل قرابة!

"الأقربون اولى بالمعروف" فلسفة لا تخلّف سوى الظلم والقهر والفقر. تقضي على التواصل الانساني وتعزز العصبية القبلية وتعمي الفرد فلا يرى في غيره قيمة انسانية إلاّ من خلال درجة قرابته له.

اليس في العراق رجل كفؤ للقيادة سوى عدّي وقصيّ صدام حسين؟!!

اليس في سوريّا رجل كفؤ ليستلم القيادة سوى بشّار حافظ الأسد؟!!

اليس في مصر رجل كفؤ ليتصرف بخزينة الشعب المصري سوى جمال حسني مبارك؟!!

اسألوا نبيّ الاسلام وسيأتيكم الجواب: الأقربون اولى بالمعروف!!

***************

تعالوا نفترض جدلا بأن نبيّ الاسلام قد أصرّ في تعاليمه على أن "المحتاجون اولى بالمعروف" أو على أنّ "الأكثر فيكم مهارة وكفاءة هم الأولى بالمعروف"، هل كنّا سننحدر الى هذا الوضع المزري؟!!

طبعا لا!

لو كان صدّام حسين قادرا على ان يتجاوز فلسفة هذا "الحديث النبوي" لرأى في الكثير من شباب العراق من هو أكفئ من هذين "الجلاّدين"!!

لو كان حافظ الأسد قادرا على ان يتجاوز فلسفة هذا "الحديث النبوي" لرأى في الكثير من شباب سوريّا من هو أكفئ من هذا "المراهق الأهبل".

لو كان حسني مبارك قادرا على ان يتجاوز فلسفة هذا "الحديث النبوي" لرأى في الكثير من شباب مصر من هو أكفئ من هذا "المعتوه"!

لا يستطيع الرجل في أغلب الأحيان أن يتجاوز حدود تربيته وثقافته.

لكي تعيدوا الى كل ذي حقّ حقه، غيّروا فلسفة القرابة واجعلوا صلة العقل والانسانية أقوى من صلة الدم.

انشروا بين اجيالكم القادمة ثقافة تعتمد على مبدأ: أهل الكفاءات والمهارات أولى بالمعروف من ذوي القربي.

اعيدوا صياغة المثل الذي يقول: انا واخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب، بمثل آخر: ابن عمي المتعلم خير من اخي الجاهل، ورجل غريب أكثر علما خير من اخي وابن عمي!

ابنوا العلاقات الانسانيّة على اساس العلم والخير لا اساس الدم وصلة القربى!

عندما تفعلون ذلك سيغيّر التاريخ مجراه وسيكون لكم حضارة قادرة على ان تنافس حضارات اليوم، لا على ان تتصارع معها!

أنتم تتصارعون مع العالم لأن هذا العالم، ومن خلال منظاركم الضيق، لا يندرج تحت مظلة "الأقرباء". وتبجلون جهلاءكم لأنهم اخوانكم واولاد عمومتكم!

انشتاين عدوّكم لأنه يهودي، بينما صدّام حسين من دمكم ومن نفس الرحم التي انجبتكم، ولذلك ظلّ انشتاين بعيدا عنكم وظلّ صدّام يدوس على رقابكم!

******************

يتعامل الغرب مع الاسلام على اساس انّه دين كغيره من الأديان ويتعامل مع المسلمين على اساس انهم بشر كغيرهم من البشر.

فتح لهم ابوابه على مصراعيها واحسن استقباله واحتواءهم. كان المسلمون ولم يزالوا اكثر المهاجرين استفادة من أنظمته وقوانينه التي تحترم الانسان، بل وتبجله.

وقد يتساءل أحد: ولماذا كانوا اكثر المهاجرين استفادة؟!!

والجواب: لأن عداءهم السافر لكل ماهو غير مسلم برر لهم طرقا كثيرة غير مشروعة ولا اخلاقية لاستغلال تلك النظم والقوانين!

يأتي المسلم مع عائلته الى امريكا، يعيش مع زوجته على سنة "الله ورسوله" ومطلقا اياها على سنة القوانين الأمريكية، فتسرق وتنهب من النظام الاجتماعي الذي يكفل للام واولادها مستوى معيشة لائق عندما لا يكون لها عمل أو معيل!

ويبحث هو عن طرق سهلة يلفّ بها على القانون فيحتال على بطاقات الائتمان وشركات التأمين والبنوك وينهب، وعندما يطاله القانون يلجأ الى المحاكم بحجة إنّ التمييز العنصري ضد اسلامه كان وراء وقوعه!

*****************

منذ حوالي عدّة سنوات حدثت واقعة في احدى الولايات الأمريكية أقامت عليها "كيير" الدنيا ولم تقعدها.

أمراة مسلمة محجبة كانت تجلب اولادها الى احدى الحدائق العامة القريبة من بيتها، يتناولون طعامهم ويلعبون ويقضون بعض الوقت سوى تغادر بعد ان تترك وراءها أكواما من الزبالة.

أحد سكان الحي المواجه بيته للحديقة تقّدم منها أحد المرات وسألها بلطف ان تقوم برمي الاوساخ في سلّة القمامة.

وعندما رفضت بحجة أنّه لا علاقة له بها. منعها من ان تغادر المكان حتى يصل البوليس.

وصل البوليس والزم السيدة بجمع اوساخها وإلا ستدفع غرامة وتحال الى المحكمة.

احتجت "كيير" على الحادثة بحجة التمييز العنصري ضدّ الاسلام، فالرجل الامريكي اعترض سبيل السيّدة فقط لأنها محجبة ولأنه عرف بأنها مسلمة!

طبعا احداث كثيرة على غرار تلك الحادثة وقعت قبل حادثة ايلول الارهابية وكان المسلمون يخرجون دائما من المولد بصحن الحمص كله!

فالقوانين لصالحهم حتى يثبت العكس!

بعد احداث ايلول الارهابيّة ازداد اهتمام الغربيين بمعرفة الاسلام والمسلمين وارادوا ان يعرفوا اين اخطأوا عندما سمحوا لهؤلاء البشر باستباحة ارضهم وقوانينهم وأخلاقيتهم.

وبدأ البحث والسؤال: اين الخطأ؟!!

ازدادت مبيعات القرآن وازداد اهتمام الأمريكيين خاصة والغربيين عموما بقراءته!

والمسلمون منتشون فرحا لأن ذلك يعني ازدياد حالات التأسلم في الغرب!

يفضلون ان يعلوا ولو على رأس خازوق!

كنت مرّة اصغي الى مقابلة مع مسؤول امريكي عسكري قال في سياق اجابته على بعض الأسئلة: قرأت القرآن مرتين في أعقاب حادثة ايلول.

سأله احد الصحفيين: وبماذا خرجت من قرائته؟!!

أطرق رأسه قليلا ثم قال: علينا ان نحمي انفسنا!

في حقيقة الأمر كانت غاية الأمريكان ازدياد معرفتهم بالاسلام والمسلمين على مبدأ: اعرف عدوّك!

في غمرة البحث عن تلك المعرفة توصل ذلك الرسام الدنماركي الى الكثير من المعطيات التي قادته الى رسومه!

اذا تلك الرسوم لم تأتِ من فراغ!

يضاف الى تلك المعرفة الحريّة المتاحة للفرد هنا!

حقّ الفرد في التعبير عن رأيه حق مصان. دفع الغرب ثمن الحفاظ على هذا الحق سنوات من الحروب الأهلية واراقة الدماء.

لن يتخلى عن ذلك الحق بسهولة!

يصعب على المسلم ان يعي أهميّة هذا الحق بالنسبة للانسان الغربي لأن لم يمارس هذا الحق في حياته!

الحرية لا يعرف قيمتها من لم يعِشها!

ويصعب عليه ان يفهم بأن هذا الرأي لم يأتِ من فراغ، بل استند على معطيات قدّمها المسلمون للعالم على طبق من ذهب!

الارهاب الذي مارسه بعض الإسلاميين على مرآى من المسلمين كلهم، دون ايّ احتجاج، أجبر العالم على ان لا يميز بين مرتكب الارهاب والساكت عنه!

فالمسلمون اما ارهابيون واما مشجعون بسكوتهم للارهاب، والغرب لم يعد يميّز بين الفئتين!

فالساكت عن الارهاب كفاعله!!

عندما يقطع مسلم رأس رهينته امام العالم كلّه وهو يزعق: الله اكبر.. الله اكبر أشهد ان محمدا رسول الله، عندما يفعل ذلك بمباركة المسلمين اجمعهم، تلك المباركة التي يعنيها صمتهم وتبرير بعضهم، عندما يفعل ذلك يثبت للعالم كلّه بأن كوفيّة الرسول قنبلة وليست حمامة!

**************

الفئة "المثقفة" من المسلمين وخصوصا تلك التي تعيش في الغرب تنافست فيما بينها أثناء تداعيات الحدث وراحت تتبجّح:

"نحن نؤمن بحرية التعبير، ولكن يترتب على ممارسة الحرية بعض المسؤولية. اليست هناك خطوط حمراء يجب على الانسان ان لا يتجاوزها؟ أليس احترام العقيدة حق من حقوق الانسان؟"

والجواب: طبعا وبلا ادنى شك!

فاحترام العقيدة، في حقيقة الأمر، قيمة غربيّة لا علاقة للاسلام والمسلمين بها.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس