
08-05-2006
|
|
ومبارك يستقوى بواشنطن للبطش بشعبه
1- هيرالد تربيون: بوش يتعامى عن القمع فى مصر
يوم الأربعاء الماضى اضطر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك إلى توجيه انتقادات عنيفة لنظام الرئيس مبارك، بسبب تمديد قانون الطوارئ فى مصر.
وقد جاءت تصريحات ماكورماك لتقطع حالة الصمت والخرس التى التزمتها الإدارة الأمريكية طوال الأسابيع الأخيرة تجاه ما يجرى فى مصر مما دعا الصحافة الأمريكية إلى شن حملة عنيفة على البيت الأبيض الذى اتهمته بالتغاضى التام عن الممارسات القمعية التى يقوم بها الرئيس المصرى وآخرها إقدامه على مد حالة الطوارئ لعامين آخرين. ماكورماك قال إن الرئيس مبارك سبق ووعد أثناء حملته الانتخابية بإلغاء حالة الطوارئ وإصدار قانون جديد يركز على مواجهة العمليات الإرهابية ولا يطول النشطاء السياسيين، ولكننا فوجئا بالطلب الذى قدمته الحكومة المصرية لمد حالة الطوارئ لمدة عامين ومن هنا فإننا نشعر بخيبة الأمل. قال ماكورماك نود أن ينفذ الرئيس مبارك الوعد الذى قطعه على نفسه خلال الانتخابات الرئاسية الماضية بإلغاء قانون الطوارئ. كما ربط ماكورماك بين استمرار العمل بقانون الطوارئ والمعونة الأمريكية لمصر بقوله إن الإدارة تتوقع المزيد من الإصلاحات من قبل مصر التى تحصل على مليارى دولار سنويا كمساعدات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة.
إلا أن تصريحات وزارة الخارجية لم تكن كافية فى نظر الصحافة الأمريكية التى وجهت اتهاما صريحا لإدارة بوش بالتعامى والتغاضى عن عمليات القمع التى يمارسها الرئيس مبارك فى مصر، وقالت صحيفة بوسطن جلوب وهى من كبريات الصحف الأمريكية فى مقال نشرته الأسبوع الماضى تحت عنوان بوش يتعامى عن القمع فى مصر، ونقلت صحيفة هيرالد تربيون الدولية المقال نفسه الذى ورد فيه صراحة.
أن قيام الرئيس حسنى مبارك بمد حالة الطوارئ السارية فى البلاد بعد اغتيال أنور السادات فى 1981 على يد الإسلاميين المتطرفين يمثل عملية إسدال للستار على المسرحية الهزلية السياسية التى كان يلعبها بناء على أوامر جورج بوش.
إن مصر كانت فى حاجة ماسة للإصلاح الذى وعد به مبارك فى الخريف الماضى أثناء حملته الانتخابية لفترة رئاسة جديدة تستمر 6 سنوات. وكان عد مبارك أثناء هذه الحملة. بإلغاء ورفع القوانين المتعسفة التى تعصف بالحريات المدنية هى حجر الزاوية فى سياسة انفتاح سياسى جديدة كان الهدف الأول منها هو تهدئة بوش الذى كان يلح دائما على ضرورة دعم التحول الديمقراطى فى العالم العربى باعتبارها الصيغة المثلى للخلاص من الغضب والإحباط الذى يعتقد أنه يكمن وراء انتشار القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية المشابهة.
ولكن ومما يصيب بالحزن أن الأحداث المتداخلة قد أبردت من حمية الرئيس بوش فى دفع عمليات التحرير السياسى فى البلاد العربية التى يحكمها حكام موالون ل الولايات المتحدة. كان النجاح النسبى لجماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية المقيدة التى جرت فى الشتاء الماضى، والنجاح الكامل لقرينة الإخوان حماس فى الأراضى الفلسطينية قد أصاب بوش ومستشاريه بالصاعقة.
وقد لاحظوا فجأة أن سنوات الحكم الديكتاتورى فى أغلب بلاد العالم العربى قد أفرغت الساحة السياسية من أى منافسين حقيقيين ما عدا الإسلاميين وأعدادا من النخبة القائمة.
وقد استطاع مبارك أن يخلف وعده الذى قطعه على نفسه بعمل انفتاح فى نظام مصر السياسى لأن بوش توقف عن الضغط عليه لإنهاء أساليبه القمعية، وكان ذلك يعكس سياسة غير متماسكة لا تستوعب الحقائق السياسية فى مصر والعالم العربى.
وفى الخريف الماضى طالب بوش والإخوان المسلمون بضرورة إلغاء حالة الطوارئ باعتبارها الخطوة الأولى للإصلاح السياسى. ورغم أن كل واحد بوش والإخوان لديهم أسباب مختلفة فى معارضة قوانين الطوارئ، إلا أنهم اتفقا على أن الطوارئ هى العائق الوحيد أمام إصلاح نظام يسمح ل مبارك والدائرة الضيقة الملتفة حوله باحتكار السلطة. هذه القوانين القمعية تسمح باعتقال الأفراد بدون حد وبدون محاكمة وتسمح بعرض القضايا المدنية على محاكم عسكرية، وتمكن السلطات من منع وتقييد حرية الاجتماع وحرية الكلام والتعبير وعلى أساس أنها تسعى لتشويه صورة مصر، كما أنها تمكن الشرطة من فض التجمعات العامة التى تزيد على 5 أشخاص.
إن مصر تحتاج بشدة للإصلاحات التى سمح بوش ل مبارك بقمعها. إن قمع الحرية هو الذى يقلل فرص الليبراليين المصريين فى مواجهة النظام القمعى ومواجهة جاذبية القوى الرجعية مثل الإخوان المسلمين.
* * * *
http://harakamasria.org/node/6053
|