عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 13-05-2006
moataz moataz غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 326
moataz is on a distinguished road
محاكم التفتيش في اسبانيا نشأت بعد نهاية ما سمي بحروب الاسترداد "la Reconquista" التي انتهت في 2 من يناير 1492 باستسلام آخر ملوك المسلمين و بالتالي سقوط غرناطة.
هذا السقوط مكن المنتصرين (Isabella ملكة قشتالة و زوجها Ferdinand II d'Aragon ) من الحصول على مباركة البابا "Alexandre VI Borgia" الذي شرفهما بلقب "ملوك المسيحيين".
فشكلت هذه الأحداث نهاية حقبة من أعظم الحقب التي عرفتها اسبانيا و التاريخ، حقبة ازدهرت فيها العلوم و الآداب و الثقافة بكل تنوعاتها، حقبة عاش فيها الناس باختلاف أعراقهم بسلام و بتسامح تحت حكم اسلامي عادل سمح لكل الأديان بالتعبير عن نفسها بكل حرية في وقت كانت فيه أوربا غارقة في الدم و القتل باسم الآب و الابن و الروح القدس.
فمباشرة بعد نهاية الحكم الاسلامي بدأ الاضطهاد و التطهير العرقي الممنهج،ويمكننا تقسيم ضحايا هذه الحرب المقدسة الى قسمين:من جهة المسلمين و اليهود الذين طردوا و فروا بدينهم و تركوا أملاكهم عرضة للنهب و للسرقة لصالح خزينة الدولة الاسبانية، ومن جهة أخرى المسلمين و اليهود ممن بقوا في اسبانيا و اضطروا لتغيير دينهم في الظاهر خشية القتل و هؤلاء هم الذين عانوا من محاكم التفتيش و كانوا يسمون ب "Morescos"بالنسبة للمسلمين و ب "marranes" بالنسبة لليهود.


و سأقف عند هذا الحد رغم أنه يوجد الكثير مما يمكن أن يقال حول الجرائم التي ارتكبت وو سائل التعذيب التي استعملت ضد المسلمين آنذاك، و ذلك بسب ما هالني من عظم نفاق الفكر الغربي(مع وجود استثناءات) ، فعلا فكر شوفيني مريض الى أقصى حد. فعند بحثي عن معلومات اضافية عن محاكم التفتيش فو جئت بكون أغلب المراجع و الكتابات الغربية المتعلقة بالموضوع و على كثرتها لا تقل دناءة عما يتوفر عندي من كتابات.
فقد وجدت أنهم يركزون على اليهود بشكل كبير لدرجة قد يعتقد معها القارىء أن المسلمين لم يكن لهم وجود في تلكم البقاع أو موجودين بنسبة لا تذكر، فعلا شيء غريب أن يتم التركيز على معاناة اليهود هناك (وهي حقيقة لا نرفضها) و في المقابل يتم تهميش ما عاناه المسلمون من القتل و الطرد و الاكراه على تغيير معتقدهم وهم الذين كانوا يحكمون البلاد بالعدل و المساواة. فهناك تركيز كبير على تحديد كم قتل من اليهود وكم طرد منهم في حين تجد تهاون أو عدم رغبة في التدقيق عندما يتعلق الأمر بالمسلمين و كأنهم حيوانات لا داعي للتركيز عليهم و اذا ذكروا يتم استعمال تسميات من قبيل "المورس" التي يحبونها كثيرا فهي تعفيهم من كتابة كلمة " المسلمين ".
أحسست فعلا أن أعصابي ستنفجر لو أكملت قراءة كتاباتهم، فهم مستعدون للاعتراف بجرائمهم ضد كل الأجناس و الأعراق و الديانات الا تلك التي اقترفوها ضد المسلمين، الشىء الذي جعلني أتأكد من كونهم يعتبرون الحضارة الاسلامية حضارة منافسة "لحضارتهم" و ان كانوا يحاولون اخفاء ذلك.


للأسف- موجود صور لكن لا اعرف كيف انقلها
لكني متأكد ان كانت موجوده لتم التخلص منها فورا بدلا من الفضيحة






__________________
الرد مع إقتباس