عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-05-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
بعد ذلك أصبح أى موضوع ينشره الموقع يتحول إلى نقاش ومناظرة دينية متعصبة.. حتى الحديث حول حفل الـ Prom وهو حفل التخرج الذى يقيمه عادة طلبة السنة الأخيرة بالكليات فى أحد الفنادق.. يرقصون على أنغام الدى جى.. ويتعاقدون مع مغنٍ معروف تحول إلى موضوع دينى وأزمة طائفية.. معظم المسلمين حرموه، واقترحوا إقامته فى قاعة بجامع، مما أثار المسيحيين.. مرة أخرى وليست أخيرة، احتدم النقاش من جديد وانتهى - كما يحكى لنا أحد الطلبة - إلى أن المسلمين احتفلوا بحفل الـProm فى قاعة بجامع «أحضروا فيه مقرئا».. بينما خصصت قاعة للطالبات وضعت بها سماعات.. ثم قام الطلبة بلعب مباراة كرة قدم فى ساحة الجامع. لذلك تحول نقاش عادى حول تحديد موعد امتحان إلى خناقة وجدل عنيف امتد على عدة صفحات إلكترونية، حيث اقترح أحد الطلبة أن يكون الامتحان يوم الأحد، الذى كان يوافق عيد القيامة، فاعتبر الطلبة المسيحيون ذلك الاقتراح إهانة وازدراء لهم.. وتدخل طالب مسلم ليشرح الأمر قائلا: هذا عيدهم، والسبت هو ليلة عيدهم، أى مثل الوقفة عندنا، أما الجمعة فلديهم صلاة خاصة بالكنيسة، فمن الأحسن أن نؤجل الامتحان».. فانهالت عليه الردود، فقال له أحد الطلبة «يا سلام.. ما إحنا عندنا خمس صلوات فى اليوم، يعنى نأجل الامتحان خالص؟».. وهكذا حتى اضطر الأستاذ إلى إلغاء الامتحان من أساسه.

صاحبت هذه النقاشات تطورات فى القسم السلفى، فأضيف موضوع، قبل عيد القيامة بثلاثة أيام، حول حرمانية تهنئة الأقباط بأعيادهم.. ورصت الفتاوى مجهولة المصدر والأحاديث المفسرة حسب أهوائهم، التى تحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم تحريما قطعيا. وأقيمت حملة تدعو للنقاب تحت عنوان «حجابك مش كفاية» وبالفعل ارتدت اثنتا عشرة طالبة النقاب، كما فتح نقاش عنيف حول مدى إجازة السلام الوطنى وتحية العلم، وجاءت معظم الآراء تحرم تحية العلم وترديد السلام الوطنى، الذى هو بدعة من بدع الغرب. والنتيجة هى حالة من الغليان المكبوت فى المدرج، وقطيعة معلنة بين المسلمين والمسيحيين، حتى أصبح من النادر تبادل السلام.

أما موقع كلية حاسبات ومعلومات بجامعة عين شمس، فهو أكثر اشتعالا، حيث يتبادل الطلبة المسلمون والمسيحيون الاتهامات الحادة حول دين بعضهم البعض. على نفس النهج، أقام طلبة البكالوريوس بالكلية موقعا إليكترونيا خاصا بهم، يوصلهم بالمسابقات المحلية والعالمية حول سبل البرمجة ولغاتها المختلفة إلا أن الموقع تحول فجأة عن هدفه، بعدما فتح طالب موضوعا تحت عنوان «أكثر الأديان أهمية.. أكثرها اعتناقا».. وبدأ المسلمون والمسيحيون يتبارون فى كيفية تدمير وتلطيخ دين بعضهم البعض. استعانت طالبة مسيحية بموقع برنامج زكريا بطرس الذى يقدمه على قناة «الحياة» ويهاجم فيه الإسلام.

فبدلا من أن تدور النقاشات حول التكنولوجيا والكمبيوتر دارت حول شخص هذا الكاهن المشلوح، الذى أطلق عليه الطلبة المسلمون اسم «زكريا بقلظ».. وبدأوا يوجهون اتهامات للدين المسيحى بالتحريف.. فتحداهم الطلبة المسيحيون «أرسلوا لنا أسئلتكم ونحن سوف نجيبها، إذا كانت لديكم أسئلة حقيقية». وكتب بعض الطلبة دعاء للمسلمين بأن يهديهم الله إلى دينه الصحيح، فرد المسلمون بأن هذا الدعاء يجب أن يوجه للمسيحيين الغلابة المخدوعين فى دينهم.. واستجابة لتحدى المسيحيين أرسل طالب عشرات الأسئلة والاتهامات للمسيحية.. تتهم الأناجيل بالتناقض والتضارب وتدور حول الجنس فى سفر نشيد الانشاد وتحريف التوراة.. وكان قد اقتبس هذه التساؤلات من على مواقع من الإنترنت. وأرسل سيلا من الرسائل تتحدى الطلبة المسيحيين وتطالبهم بإرسال ردود على هذه الأسئلة.. وعدم التحجج بأن هذا ليس موقعا دينيا أو بأن هذا مكان للعلم فحسب.. فأصبح من يقول أن هذا موقع مخصوص للعلم وليس للتناظر الدينى يتهم بالضعف وعدم القدرة على الرد.. ومازالت المناظرات مستمرة.

أما موقع حاسبات ومعلومات بجامعة القاهرة، فقد أكدت لنا بعض الطالبات من أنه كان يرسل عليه أيضا كثير من الرسائل التى تهاجم الأديان والكتب المقدسة، إلا أن الطلبة القائمين على الموقع، أوقفوا هذه المهاترات وأرسلوا رسالة على الموقع يطلبون فيها من الطلبة وقف هذا النقاش العقيم وتقول أنها قد أزالت كل نقاشاتهم الطائفية السابقة التى تبعد بالموقع عن هدفه التعليمى. هكذا وجدنا الحال على المواقع الجامعية.. احتقان.. كراهية.. حقد.. تربص.. جام من الغضب يصبه الطلبة على صفحات المواقع، طالب يقول: الأمة ليس لديها التطور الكافى لاقتحام الموقع أو متابعته!!

تقول د.هادية الحناوى عميدة كلية الهندسة بجامعة عين شمس: لا تخضع هذه المواقع لإشراف الجامعة، فهذه مواقع ينشئها الطلبة.. بينما تقول إحدى الطالبات.. الأساتذة والمعيدون الذين يدخلون إلى الموقع لإرسال تكليف أو ورق لنا لا يدخلون فى محتوى الموقع أو يعترضون عليه، فهذا ليس من شأنهم. قضيتنا هنا ليست البحث عن سبل قمع لهذه المواقع.. فهذا شبه مستحيل، لكن الظاهرة التى نعرضها هنا تعكس مشاكل عميقة بين جيل الشباب المتعلم، الذين من المفترض أن نرى فيهم الأمل فى مستقبل أفضل.. من الذى يشحن هذا الشباب المتحمس؟.. من الذى يزرع تلك الأفكار فى أذهانه؟ وكيف يمكن اقتلاع هذا الفكر العنصرى المدمر والمعرقل لأى نوع من أنواع التقدم والتنمية؟!
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس