العزيز/ة المسيح لنا.
أنا لم أحاول حتى تفنيد الموضوع معها فهذا أمر آخر، لكن أردت أن ألفت إنتباه القاريء أن شخص المفترض فيه أنه حاصل على دكتوراة في الأدب الفرنسي على أتم الاستعداد للكذب المفضوح في سبيل تحقيق مأرب شخصي. أما تفنيد القصة نفسها فأعتقد أن أفضل تفنيد لها يجب أن يتم كعمل روائي فاشل. أنا حضرت عدة مقابلات لدان براون وكلما يضغط عليه أي شخص بأن ما يقوله يستحيل إثباته تاريخية فيكون رده "هذا عمل روائي". ولو تمت مناقشته على أنه عمل روائي يقول "لكن ما ذكر فيه عن مؤسسات وغيره حقيقة". فهو يحاول التحرك بين منطقة الرواية والحقيقية. وهذه الأسلوب في الكتابة معروف جدا. أشهر مثال له المسلسل التليفزيوني الشهير ملفات أكس. فالمسلسل كله عبارة عن خيال علمي. لكنه مبني في الأساس على مجموعة معطيات صحيحة لكنه يعيد ترتيبها لكي يحصل على قراءة مغايرة تماما للأحداث.
ومن الممكن أن نفرد مداخلة كاملة للرواية. لكن كملاحظة سريعة عليها كعمل روائي.
القضية الأساسية التي يطرحها دان براون هو محاولته لدفع قضية الحركة النسائية في أمريكا بقوة. وأختار هذا بأن يعيد إحياء فكرة المجتمع الأمومي وفكرة الإلهة الأنثى. لكن المثير للأمر هو الشخصية النسائية الأساسية في الرواية "صوفي نافو" أو الحكمة الجديدة. فهي تصدمك كشخصية غبية إلى أبعد حد، لا تفكر لنفسها، تحتاج من يملي لها المعلومات بالقطارة، فأتت طعنة للحركة النسوية وليس دعما لها، فالرواية تقدم مجتمع ذكوري كامل ودور الأنثى فيه هو أنها متلقي وظل للذكر في العمل ككل.
الأمر الثاني المضحك هو الخيط الأساسي في الرواية وأعني به العلاقة بين المسيح والمجدلية. لو فكرنا فيها سويا ستكتشفي لو أن رؤية دان براون سليمة فنتيجته ليست في صالحه.
لنفترض أن المسيح حسب الرواية مجرد إنسان، هذا يعني أنه يهودي عادي، من سبط يهوذا، مثله مثل آلاف اليهود العادين من سبط يهوذا والذين كانوا يعيشون في بيت لحم.
وكذلك الأمر بالنسبة للمجدلية، إمرأة يهودية من سبط بنيامين كما قال دان مثلها مثل ألاف غيرها في إسرائيل.
لو كان الأمر هكذا فما الذي يجعل لعلاقتهما هذا التميز؟ يقول دان براون لأنهما أحتفظا بالدم الملكي لداود الملك. لكن في إسرائيل في القرن الأول كان لدينا آلاف من الذين ينتمون لهذا الدم الملكي - الذي يحدد بسبط يهوذا - وليس من خلال داود. ولدينا ألاف ينتمون لكل سبط من الأسباط. فلا يوجد أي تميز على الإطلاق لهذا الثنائي، والموضوع كله يصبح فكرة عبثية لا معنى لها من الأساس.
أخيرا هناك برنامج وثائقي في القناة الرابعة البريطانية وكذلك برنماج قدمته ديسكفري تشانل حول الرواية كلاهما إتفقا - وهم غير مسيحين - على نفس النتيجة التي وضعها مذيع القناة الرابعة في نهاية البرنامج في جملة واحدة. "it is just rubbish"
أو ده عمل زبالة. أنا لم أقرأ ما كتبه القس عبد المسيح بسيط ولطكني سأطلع عليه وشكرا لكَ أو لكِ.
|