مع ا لمسيح ذاك أفضل جدا
"قد جاهدتَ الجهاد الحسن وأكملت السعى
و حفظت الإيمان وأخيراً وضع لك إكليل البر"
ننعى إلى كل أنحاء المسكونة إنتقال البطل المخلص البار
الدكتور شوقى كراس
إننا هنا فى كونيكتيكت و فى الكنيسة التى عشت فيها نفتقدك
كل شعب كنيستك كان يبكى اليوم لرحيلك
لقد أمضيت اكثر أيام حياتك هنا فى وسط شعب الكنيسة
افتقدناك اليوم فى القداس الإلهى الذى كنت تواظب حضوره فى كل يوم أحد
ولكنى كنت اعرف انك تحضره اليوم فى السماء
اليوم الأحد كان ممطراً و أنا ادب خطواتى من منزلى للكنيسة لبدء القداس الالهى
قلبى كله كان يرتجف و أنا ماسك فى يدىِّ صور للنعى الذى سالصقه على أبواب الكنيسة
لم استطع أن أعيد قراءته و أحسست انه سيكون يوما طويلا علىَّ
مرت اللحظات و طلبت من الشمامسة ان يصلوا من أجلى أنا الضعيف اليوم
و بدأنا الصلوات بالشكر و عندما كنت أمر بالبخور وسط الشعب
لم اصدق انك لم تكن فى نفس مكان جلوسك فى نفس الدكة المفضلة لك بالكنيسة
وكان المكان شاغرا
وكنت اعرف انه لا يوجد انسان يمكن ان يملا هذا المكان
ولهذا تركوه اخوتك و احباءك بدون جلوس احد فيه
لم استطع أن ألقى كلمة نعى خبر انتقالك و قد خنقنى الحزن و البكاء
و لأول مرة فى حياتى كانت عظة وسط القداس عبارة عن خمس كلمات
و لم استطع ان اكمل صلاة الصلح بسبب دموعى فقلت لك :
"كفاية بقى يا شوقى انا عاوز اصلى ، زمان و انت على الارض كان ممكن تقاطعنى اثناء العظة
لابداء ملاحظاتك الحلوة ودلوقتى من السما بتقاطعنى فى صلاتى كفاية بقى يا شوقى"
وسمعت لكلماتى و مرت لحظات القداس الالهى
و احسست انك جلست فى نفس مكانك على نفس الدكة
و رفعنا جميعنا صلواتنا بالترحيم لروحك الطاهرة
و بعد ان اخذنا جسد الرب و دمه و فى لحظات صرف ملاك الذبيحة
شعرت انك ستنصرف معه بعد حضورك القداس الالهى
وسط احباءك و كنيستك التى خدمتها طوال حياتك
و مرة ثانية ها مكانك على نفس الدكة شاغرا
و مررت لرش الماء قبل الانصراف و جئت لهذا المكان و قلت كالمعتاد:
"ازيك يا دكتور شوقى ، ازاى صحتك"
و رششت المياه على المكان الشاغر
فسمعتك تقول: "بس انت طيب يا ابونا"
و هكذا يظل صوتك القوى يرن فى كل الاذان
و الى ان نلقاك فى السموات
صل من اجلنا
القس ابراهام عزمى
راعى كنيسة العذراء و الملاك بولاية كونيكتيكت
|