عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 23-05-2006
الصورة الرمزية لـ babylonian
babylonian babylonian غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 7,663
babylonian is on a distinguished road


تابع ( 2 )

مشكلة هوارد انه تعامل مع نص كتبه دان براون، الذي كان مهتما اكثر بالاثارة او الامتاع، ويتعامل مع التاريخ عبر فكرة الكلمات المتقاطعة، ويريد امتاع قرائه بطريقة الدليل السياحي الذي يريد تقديم كل شيء تعلمه خلال عمله كدليل، ولهذا السبب لم ينجح كاتب النص في بناء سيناريو الفيلم بحيث يقدم لنا المعلومات الضرورية لفهم لغز الاثارة هذا.
فمسار الفيلم يقوم علي خط واضح، ملاحقات في السيارات وبعدها اطلاق رصاص وهكذا، وحتي مشاهد الحركة هذه لا تؤدي لتصاعد التوتر في الفيلم بل تؤثر عليه. المشكلة الاخري في الصور المستعادة او الفلاش باك التي وان سمحت لهوارد بالحرية للحديث عن تاريخ الكنيسة وحياة ابطال الفيلم الا انها تشبه الاحلام او اضغاث الاحلام. هاوراد وان تعامل مع سيناريو مركزه متحف اللوفر، الا انه لم يستخدم جماليات الفن بما فيه الكفاية، باريس في الليل مثلا، ولهذا جاء الفيلم باردا ومملا. لان الفيلم عن الحبكة والقصص الكثيرة فهو بلا بطل ولا شخصية رئيسية، وانتهي الفيلم الي ملاحقة، ولهاث، واحاديث عابرة عن الدين، والرموز، ولكن بلا حس درامي يصنف الفيلم كنوع من الاثارة _(البوليسية الجادة، ومن اراد فعلا قراءة عمل يحمل هذا الحس الدرامي الوسيطي، فعليه العودة الي اعمال امبرتو ايكو، خاصة اسم الوردة . ليس هناك حاجة للتذكير بالاطار التاريخي للرواية والعمل، فهذا صار معروفا ومتاحا لكل من قرأ العمل، ولكن ما اجمع عليه كل النقاد ان فيلم هوارد لم يرق الي فيلم يجعله فيلم الافلام في موسم الصيف القادم، وما دام كل شيء اصبح تحت الشمس، فلننتظر تموز (يوليو) موسم افلام هوليوود لنعرف مصير هذا الفيلم الذي يداور في منطقة اللامعلوم ويلهث في مدن وكنائس اوروبا. ظاهرة شيفرة دافنشي استدعت الكثير من الردود و الكتابات الكثيرة عن اصالة العمل، والدفاع عن العقيدة المسيحية، ضد هرطقات الرواية، ولكن ظاهرة الرواية تظل مدعاة للتساؤل، فمبيعاتها الكبيرة نوعا ما واقبال الناس عليها، هي في صورة من الصور ليست الا بحثا عن الاشياء الخارقة، ضمن هذا السياق يمكن تفسير نجاح العمل هذا بنفس الطريقة التي نجحت فيها اعمال اخري ذات طابع سحري، هاري بوتر ، والعودة الي اعمال تولكين نارنيا ، واعمال الكاتب البرازيلي باولو كويلو، فهناك نوع من الحنين الي عوالم سحرية، خيالية، يبدو ان هذه الاعمال تستجيب لها

http://www.albawaba.com/ar/literature/247237
الرد مع إقتباس