أضاف الأب أندراوس:إن الشلح لايتم إلا عند الخطأ اللاهوتى وعندها يجب أن تعقد محكمة لاهوتية - دينية- ولايوجد شلح أو إيقاف دائم مدى الحياة لأن الإنسان متى يتوب تحتضنه الكنيسة، أما الآن فكل أحكام الشلح والإيقاف الدائم تتم بدون محاكمات أو محاكمات صورية لعدم وجود قوانين ويتم التحايل على الشلح بالإيقاف الدائم حتى لا يقاضى القس الكنيسة كما فى حالتى وتم رفض قرار شلحى لأنه لم تكن هناك محاكمة.
يتذكر القمص «أندراوس عزيز» أن البابا شنودة قام بوقف 14 كاهناً بعد إنهاء التحفظ عليهم فى دير الأنبا بيشوى وكانت اللجنة الخماسية المسئولة عن إدارة الكنيسة قامت فى هذه الفترة بتوزيع هؤلاء الكهنة على الكنائس للخدمة فيها وبعد عودة البابا شنودة لممارسة مهامه أرسل خطابات إيقاف لهم مع وقف رواتبهم وهو ما اعتبره الأب «اندراوس» وهو أحد الكهنة الـ 14 أن البابا أعتقد أن ولاء هؤلاء الكهنة للجنة الخماسية وليس لشخصه. ويعلق إن ما تقوم به الكنيسة من تجريد وإيقاف مدى الحياة دون محاكمات أو أسباب يعود لرغبة البابا فى إبعاد أى شخص يرفض الخضوع له ولاينفذ سياسته وأصبحت هذه العقوبات لتصفية الحسابات فلا يوجد شلح أو إيقاف مدى الحياة وإن كان فيكون لأسباب لاهوتية وخروج عن العقيدة وليس كما هو الحال الآن لأى سبب وحتى لوكانت تجاوزات مالية!! لعل عرفية الأحكام التى تستند إليها الكنيسة فى أحكام تجريد الكهنة باعتبارها العقوبة الأغلظ دفعت القمص «مرقص عزيز» كاهن الكنيسة المعلقة - لوضع لائحة فى تناول الشعب والكهنة يتم فيها تحديد أخطاء الكهنة والعقوبات المقررة لكل منها بما فيها الشلح وفى هذا يقول: «كثيرا ما نسمع عن شلح قساوسة دون أن ندرى لماذا تم شحلهم وما الأخطاء التى أدت إلى هذا القرار خاصة أن الشعب التابع لهذا الكاهن قد يرتبط به ويرفض شلحه أو تجريده!
ضيف:«لذلك طالبت بلائحة وضعية بعيداً عن القوانين العرفية التى تستخدمها الكنيسة وتتضح فيها الأخطاء والعقوبات لأنهم يستندون إلى التعاليم «الدسقولية»- تعاليم تلاميذ المسيح- وهى غير معروفة لشعب الكنيسة وذلك حتى يعلم الكاهن ما هى الأخطاء التى تجرده من الكهنوت أو التى يعاقب عليها حتى لا يقع فيها! وعما إذا كانت دعوته قد وجدت صدى قال القمص مرقص عزيز:.. للأسف لم أجد رداً عليها ولا أعرف سبباً لذلك خاصة أن الشلح والتجريد للكهنة ينحصر فى أخطاء لاهوتية أو أفعال مشينة للكاهن تسىء للكنيسة!!
وحول الموقف اللاهوتى من شلح الكهنة وتجريدهم من رتبتهم الدينية يقول د.جرجس كامل الباحث فى اللاهوت: إن الشلح كلمة عربية قديمة ويقصد بها شلح الكاهن من طغمة أو جماعة الإكليروس بمعنى تجريده من زيه الكهنوتى وخلعه من رتبته الدينية! أسباب الشلح أن الرهبنة والكهنوت «نذر» و لا يجوز لأحد كسر هذا النذر إلا عند الانحراف اللاهوتى فلايوجد قانون يبيح تجريد الكاهن وشلحه إلا عند «الزندقة» وهى درجة أولى فى الانشقاق عن الكنيسة من خلال أفكار متناثرة ومتواترة قد تخالف العقيدة المسيحية يليها «الهرطقة».. وهى تجميع هذه الأفكار فى مؤلف أو الإصرار عليها فى الصلوات والعظات وهى تمس العقيدة المسيحية فى أساسها مثل إنكار واقعة الصلب أو الثالوث وهو الانحراف العقيدى الذى يوجب الشلح أما دون ذلك من أخطاء فيجوز تجاوزها وحلها داخل الكنيسة واحتواء الكاهن فيها فالكهنوت يتم بسلطان إلهى ولا يجرد إلا بسلطان إلهى!! يذكر د.جرجس كامل واقعة تخص أحد الكهنة وكان سكيرا وأتوا به للبابا ..كيرلس.. وهو فى حالة سكر بين وصلى معه القداس وفى اليوم التالى بعد احتوائه عاد القس وتاب عما فعله وعن الانحرافات المالية للكهنة وتجريدهم من الكهنوت بسببها أكد الباحث فى اللاهوت أنه لايجوز تجريد كاهن لهذا السبب.
وفي المقابل يبرر الأنبا «مرقص »أسقف شبرا الخيمة ـ أحكام الشلح ـ الأخيرة قائلا إن كاهني كنيسة مارى جرجس المعتمدية قدم العديدمن شعب الكنيسة شكاوي تفيد تجاوزهما المالي في دفاتر التبرعات ولم يكن لديهما دليل لإثبات برائتهما مثل مستندات أو إيصالات توريد التبرعات للكنيسة وإن كشف عن مفاجأة وهى تخص القس «هابيل» وإنه لم يرسم قساً من الأساس تابعاً للكنيسة الأرثوذكسية!!
عن أسباب تجريد الكهنة وشلحهم أو وقفهم عن العمل يقول الأنبا مرقص: «هناك أخطاء لاهوتية تخص صميم العقيدة الأرثوذكسية تستوجب تركه الخدمة وإن لم يتم شلح أحد القساوسة إلا نادرا فى هذا الأمر!
أو أخطاء مالية وتجاوزات وهو أغلب حالات الشلح، ثم تأتى الأفعال المشينة وهى أيضا نادرة الحدوث مثل وقوع الكاهن فى علاقات نسائية وزنى مثل قس دير المحرق برسوم المحرقى ولا تخرج الحالات المجردة عن خمس أو ست حالات فى العشر سنوات الماضية أغلبها مالية أو سلوكية !! أضاف قائلا: بمجرد شلح الكاهن يعود إلى اسمه وصفته العلمانية ويعود إلى وظيفته القديمة أيا كانت قبل رسمه كاهنا وتساعده الكنيسة حتى يقف على رجليه.. وكشف الأنبا «مرقص» عن عدم تجريد القس «زكريا بطرس» المشهور بتطرفه وتطاوله على الدين الإسلامى من خلال نافذة (قناة الحياة) الفضائية من مقرها بقبرص رغم ما تثيره أفكاره من احتقان طائفى قائلاً: «إن زكريا بطرس تم إيقافه بناءً على تقديمه استقالته من الخدمة بسبب كبر سنه وعدم استطاعته القيام بمهامه الرعوية وتم إيقافه ولا يمكن تجريده لأنه لم يعد تابعاً لنا !!».