عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 04-06-2006
Bohira Bohira غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 209
Bohira is on a distinguished road
هاني عازر: وسام مصري على صدر المانيا

هاني عازر: وسام مصري على صدر المانيا


ناجي عباس : بتاريخ 3 - 6 - 2006
ما الذي يؤهل المصري في الخارج، للنجاح والتفوق والنبوغ ، والإضافة العلمية المستمرة في مجال تخصصه، ، ما يضطر حكومات الدول التي يعيش بين ظهرانيها لتكريمه بشتى الصور ، والحرص على ضمه، ونسبه اليهم، ومنحه أعلى الأوسمة ولماذا لا – ولم تتوفر له في بلده الأصلي مصر ظروفاً مناسبة لتحقيق ما حققه بلاد الغربة؟
قد يبدو الأمر طبيعياً – بل ومُنتظراً – حين يتفوق مصري – مقيم في الخارج كأجنبي - في دولة من دول العالم الثالث، أو الثالث عشر لكنه يصبح ملفتاً للأنظار، واستثنائي، وعصي على الفهم ، حين يحدث ذلك، في بلد مثل المانيا، والتي قد تقبل – ويقبل شعبها – ان يبرع الأجنبي لديهم، ويبز أقرانه من أهل البلاد في المجالات الانسانية، كالأدب والفن والتاريخ، وعلوم الأديان وغيرها، لكن يصبح لديهم – الألمان تحديداً - بطعم العلقم، يصعب ابتلاعه، حين يتفوق في بلادهم الأجنبي ، في تخصصاتهم الأساسية، التقنيات والهندسة، والميكنة، والعلوم الطبيعية وغيرها، وهم من يتحدون العالم كله، بمنجزاتهم منذ زمن - وحتى الآن، بما حققوه فيها، وقد يتقبل الألمان الأمر بكثير من التواضع ، حين يكون من تفوق لديهم في تلك المجالات ، مواطن من دولة كبيرة منافسة لهم تقنياً في العالم، كالولايات المتحدة، أو اليابان مثلاً ، لكن الأمر يصبح استثنائياً بكل المقاييس ، حين يكون هذا الأجنبي، من إحدى دول العالم الثالث، والتي تعاني حتى الآن لأسباب عديدة من التجمد التقني عند حدود بدايات القرن الماضي ولا تتعامل في الوقت الحالي الا مع أسوأ وظائف ونتائج التقنية الحديثة – دون مزاياها ، برغم وجود العناصر البشرية المؤهلة والمشابهة للمثال الذي نحن بصدده
سأخصص مقال اليوم – برغم غزارة ما كنت قد انتويت التعرض اليه اليوم - للمهندس المصري العملاق، المقيم في المانيا - هاني عازر، والذي اُختير لأسباب عديدة، في برلين، على قائمة المواطن الأفضل - في المرتبة الثالثة عشر، وقبل الآلاف من المرشحين الآخرين، باعتباره رجل العام، بالرغم من ان برلين تحوى الآلاف بالفعل من العباقرة في شتى مجالات العلوم والفنون.

أما عن أسباب هذا الاختيار ، فحدث ولا حرج. حيث لم تجد المانيا، برغم ما فيها من عباقرة في العلوم الهندسية والتقنية، وهي سمة عالمية من سماتها أفضل منه، للتصدي، والاشراف على بناء وتنفيذ ، أعظم ركائز بنيتها الأساسية في قلب أوروبا، والتي تتحدى بها كبار العالم أجمع، هندسياً، وتقنياً ، ولم يُكّلف المهندس المصري هاني عازر ببناء نفق " تير جارتن " فقط ، برغم كل التعقديات التي حكمت عملية بنائه بسبب وجود نهر، وكمية رهيبة من المياه الجوفية، ومخلفات قنابل الحرب العالمية الثانية- المتفجرة وغير المتفجرة حتى الآن تحت الأرض، بل ايضاً بناء كل المحطات الفرعية، في أعظم ساحات ومناطق برلين، والتي حرص ويحرص علي زيارتها، الألمان ومصاحبة اطفالهم لرؤيتها ، والوقوف باندهاش وتعجب امام زوايا بنائها وهندستها المعمارية، هذا إلي جانب انها المحطة الأولى لكل الزوار الأجانب لبرلين رسميين وسائحين ، وبعد كل اتمام وتنفيذ ما سبق جاء المشروع العملاق الأكبر من نوعه في أوروبا، وهو مشروع بناء محطة القطارات الرئيسية في برلين، التي وصف كبار عمالقة الهندسة في العالم تصميمها، ضمن الظروف والتعقيدات التي كانت قائمة قبل البدء بالبناء ، بأنها مستحيلة التنفيذ هندسياً في زمن أقل من ضعف المدة التي بناها فيها المهندس المصري على الأقل، وخاصة وهي مركز كامل لمواصلات السكك الحديدية لا يمكن مقارنته بأي من المحطات العملاقة الموجودة في كل العواصم الأخرى في العالم، من موسكو إلي طوكيو مروراً بباريس وغيرها، حيث تتكامل فيها الخطوط، بشكل متصالب، لتسمح في نفس الوقت بتحرك القطارات في كل الاتجاهات من الشرق إلي الغرب، ومن الشمال إلي الجنوب،وبالعكس، على عدة مستويات رأسية وأفقية
وباتت توصف بأنها بوابة المانيا العملاقة الجديدة إلي أوروبا والعالم، ودرة العمارة الهندسية الحديثة والأعظم من ذلك، ان هاني عازر، استطاع اتمام كل ذلك، قبل بدء بطولة العالم هذا الشهر، وهو الشرط الأساسي الذي أصرت عليه الحكومة الألمانية حين كلفته ببناء ذلك المشروع العملاق، وأتم هاني عازر مشروعه، وافتتحته المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في الثامن والعشرين من مايو الماضي ، في حضور سفير وحيد من كل السفراء المتواجدين في المانيا من كل دول العالم حرصت المستشارة على اصطحابه معها، ، وهو السفير المصري محمد العرابي، اعراباً عن تقديرها وامتنانها للمهندس المصري هاني عازر ، واشادة بشعب وبلد، لم يتوقف عن انجاب العمالقة، تحت أي ظروف المهندس المصري المتواضع، هاني عازر، البالغ من العمر ستة وخمسين عاماً
الرد مع إقتباس