الأخ العزيز حنا الثالث..
بداية فانا لا أختلف معك فى مبدأ أن السلطة الكنسية فى أوقات كثيرة تتصرف تصرفات ديبلوماسية سياسية خائبة
لكن بكل صراحة الحل ليس هو الإستقلال السياسى عن الكنيسة..
يا عزيزى أنت لا تدرك كم التخبط والتنازع الذى سيحدث بعدها.. ففى أوقات كثيرة يصبح وجود قائد خائف أفضل بكثير من عدم وجود قائد..
غياب القائد سيجعل كل فرد يتصرف وفق أهوائه.. انظر لحالنا هنا بصورة مصغرة.. البعض منا يواجه المسلمين بالعقل والمنطق.. البعض يواجه بالثرثرة.. البعض يواجه بالمعاملة بالمثل.. البعض يواجه بالضرب.. البعض يواجه بالسباب والشتائم..
سننقسم لفرق وطوائف لا يؤمن أحدنا بتصرفات الآخر..
إذن فما الحل؟
الحل من وجهة نظرى انشاء قائد سياسى واحد.. لا يخضع للقيادة الدينية ولكنه فى نفس الوقت لديه علاقات طيبة معها وتصرفاته تتم بالتنسيق مع الكنيسة.. حتى لو كان هذا القائد السياسى خفياً غير ظاهر..
والحق أقول لك فتلك مرحلة متقدمة يستلزمها فترة من التحضير قبل القيام بها.. فلابد من نمو الوعى السياسى لدى القبطى البسيط اولا حتى يتثنى له فهم تصرفات القائد وحكمته فى إدارة الأمور.. ففى لعبة السياسة ترى القائد يقوم بتصرف ليثبت عكسه.. ويناقض امراً لإثباته.. يهادن ويثور.. وكل تلك التصرفات يفهمها من يفهم منظومات السياسة ويدرك الحكمة منها ويستنكرها من لا يفهم وقد يتمرد عليها ويسبب برعونة مخاطر عديدة..
وإذا كان القائد الدينى لديه سلطة غير مشهرة تلزم الناس بطاعته.. فالقائد السياسى لا يمتلك مثل هذه السلطة وقد يدمر تصرف طائش من جاهل تعب سنين فى موقف واحد
إذن فالبداية منا نحن الشعب.. لابد للجميع من فهم السياسة.. لابد من السيف بالقلم.. لا السيف بالسيف
تحياتى للجميع
|