إقتباس:
بالطبع انا اختلف مع حضرتك فى نظرتك السلبية للدول الغربية التى بكل تاكيد لا توافق ابدا على اى ممارسات معادية لحقوق الانسان فى مملكة الارهاب المسماة بالمملكة العربية السعودية او ايران او الصين "
|
الزميل وطني مخلص
مرحبا بالخلاف الصحي. بداية نظرتي للدول الغربية ليست نظرة سلبية بل مبنية على الخبرة المباشرة في التعامل مع الموقف. أنا شخصيا تم إعتقالي في مصر أكثر من مرة في الفترة من عام 88 إلى عام 99. في تلك الفترات كانت هناك مواقف دلوية مختلفة، حكومات مختلفة. وفي بعض المرات كان خروجي من المعتقل سببه الضغط المباشر على الحكومة المصرية. وفي مرات أخرى لم يكن يحدث أي تعامل مع الموضوع. مثلا في عام 90 أثناء ما يسمى إعلاميا بحرب تحرير الكويت، كانت الحكومة الأمريكيية في حاجة لدعم مصر وسوريا والسعودية لكي تضمن على الأقل إنعدام المعارضة من تلك الدول. ولكي تضمن الدعم المعنوي منها في نفس الوقت. وقتها أنا قضيت أطول فترة حبس ليا في مصر لأن لا أحد يريد الضغط على مصر لتعارض هذا مع مصالحهم. على فكرة في نفس الفترة سوريا أرسلت ثلاثة ألاف جندي للكويت وخمسة وثلاثين ألف جندي للبنان وأبتلعت لبنان دون أن تحرك أمريكا أو غيرها ساكنا. الأمر كان مختلفا تمام الإختلاف في عام 98 مثلا وهي من أواخر مرات حبس، فلم أمكث في الحبس وقتها سوى بضعة أيام، وفي نفس يوم إعتقالي تم تهديد "وليس طلب" الحكومة المصرية بالمعونة عن طريق لجنة الدفاع عن الحريات الدينية في الكونجرس، وتم تهديدهم بالضغط الإقتضادي فكانت النتيجة هي أني خرجت بعد أيام متجهاً للمطار، خارجا من صالة كبار الزوار بمرافقة ظباط من أمن دولة يحمل أحدهم حقيبة يدي... لو لاحظت تلك الفترة لم تكن الحكومات الغربية في حاجة ماسة لحكومة مصر.
الأمر كله ياصديقي تحكمه مصالح ليس فقط في التعامل مع الحكومات العربية بل وغير العربية.
وفي الفترة القادمة لا أمريكا ولا بريطانيا ولا غيرهم سيضغطون على أي حكومة عربية بسبب أي موضوع لأنهم في الفترة الحالية يحتاجون حشد هذه الدول ضد إيران، ودلالة هذا الحشد بدأت بشائرها في تعليقات مبارك ضد شيعة العراق مثلا.
فتوجهك للدول الغربية هو كالمستجير من الرمضاء بالنار. فتلك الدول ليست جنة الله في أرضه بل بعضها يشارك في إضطهاد المسيحيين مثله مثل مصر وربما ألعن. هل تعلم ياصديقي أنه في كندا إذا أقتبست أو ذكرت آيات الكتاب المقدس التي تدين الشذوذ الجنسي ستحاكم ويمكن حبسك؟ هل تعلم أنه في أسترليا أُجبر قسا على الإعتذار العلني ومنع من التدريس لأنه قال في أحد محاضراته إن الإسلام ديانة تحرض على العنف؟ هل تعلم أنه في أمريكا إذا قام أحد طلاب المدرسة الثانوية بالصلاة باسم المسيح في حفل علني يمكن أن ينتهي الأمر في الحبس لمدة ستة شهور؟ هناك الكثير من الأمثلة الموجودة على أرض الواقع والتي تؤكد أنه لافرق بين ما تسميه بالحكومات العلمانية والحكومات الإسلامية. في نهاية الأمر كلا النظامين "العلماني´و"الإسلامي" تابعين لنفس الشخصي وأعني به إله هذا الدهر.
إقتباس:
"لا سبيل للحل الا بالتعامل مع تلك الدول الغربية و الاستنجاد بشعوبها ضد هذه السلطة المحمدية الارهابية المجرمة"
|
هنا أتفق معك تماما يجب أن تستنجد بشعوب تلك الدول فلازال هناك الكثير من الأحرار في العالم، ولكن لكي تستنجد بهذه الشعوب أو بالمؤسسات الغير حكومية يجب أن يتغير الخطاب القبطي المعلن. لأن هذا الخطاب يسبب خسارة أكبر من الفائدة. فعندما نتكلم كمسيحيين مهاجمين لكل المسلمين فالرسالة التي نرسلها للمستمع الغربي هو أنه لا فرق بين قبطي ومسلم، عندما نرفض علانية التعاون مع مسلم لمجرد أنه مسلم فالرسسالة التي تصل للرأي العام الغربي هو أن كلنا في الهم شرق. بالإضافة لذلك يجب أن نتوقف عن المبالغة في الأمور، مثلا عندما حدثت مذبحة الكشح كانت بداية الأخبار أن هناك مئات من المسيحيين ذبحوا ثم أخذ الرقم يتناقص تدريجيا إلى أن وصل لـ 21 هذا يفقدك الرأي العام الغربي. لكن لو بدأت بخمسة أفراد وبعدها أصبح الرقم 21 سيختلف الأمر تماما.
إقتباس:
"فالسبيل الوحيد لتوحد المطالب ... و دون ان يصيبه الضرر"
|
أتفق معك تماما ويجب علينا أن نبدأ بعرض هذا المقترح بكتابة بيان مشترك وعرضه عليهم ومطالبتهم بتبني هذا البيان، وإذا رفضوه فيجب أن نعلن البيان ونعلن رفضهم له.
نقطة واحدة للتصحيح فقط لا غير لا توجد دولة واحدة في التاريخ البشري أباحت الحرية الدينية بشكل مطلق. في عام 92 في لوس أنجليس كاليفرونيا تم القبض على إمرأة معها مجموعة من الرجال، وكان هؤلاء يمارسون معها الجنس ويدفعون لها نقودا. وعندما قُبض عليها قالت إن ذك البيت هو معبد لعبادة الإلهة أرطميس، وأن ممارسة الجنس تلك هي للعبادة، وأن تلك النقود هي تبرعات لهيكل أرطميس. لم تقبل المحكمة بهذا الأمر وتم محكمتها وحبسها بتهمة الدعارة. فالحرية المطلقة لا وجود لها وأعتقد عندما يطالب شخص بالحرية المطلقة فهو يستخدم فقط أسلوب المبالغة لا أكثر.
إقتباس:
"من المستحيل ... وجهة نظرها"
|
لا أتفق معك. لبنان توجد خانة الديانة وخانة الطائفة في كل الأوراق الرسمية، ورغم ذلك تغيير الدين أمر لا يعترض عليه أحد لا من المسلمين ولا من غير المسلمين. أعتقد أنك تتذكر "عذل هاشم" الرجل الثاني في جيش لبنان الجنوبي، هو شخص مسيحي ماروني ومعروف أن كل عائلة هاشم هم في الأصل شيعة هاشميين (من سلالة محمد حسب ما يدعون)، فالجميع كان يعرف الأمر ولا أحد أهتم به أصلاً.
إقتباس:
" فهل هناك فى بيان منظمة الارهابيين الاقلاميين اى اشارة لعلمانية الدولة التى هى الشرط الاول و الاخير للسماح للمواطن بممارسة الحقوق الثلاثة النتعلقة بالحرية الدينية فى الاعلان العالمى لحقوق الانسان ؟؟"
|
لا أعتقد أن الدولة العلمانية هي اليوتوبيا فالدول العلمانية يمكنها أن تكون أكثر بشاعة من السعودية، لكن هذا ليس موضوعنا الآن.
وشكرا يا وطني
آخر تعديل بواسطة PeterAbailard ، 08-06-2006 الساعة 10:23 PM
|