ثلاث روايات عن تعداد الأقباط والرقم الحقيقي من الممنوعات
ثلاث روايات عن تعداد الأقباط والرقم الحقيقي من الممنوعات بقلم : خير راغب .
لايزال التعداد الحقيقي للأقباط مجهولاً، ومن الممنوعات في مصر، سواء علي المستوي الرسمي أو الكنسي، والسبب غير معلوم، فالدولة ترفض إعلان العدد الرسمي للأقباط وتتحدث عن نسب تقريبية تتراوح ما بين ٧ و١٠% من عدد سكان مصر مما يعني أنهم بين ٥ و٧ ملايين نسمة، في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر «رسمية» داخل الكنيسة أن هذه النسبة تتراوح ما بين ٢٠ و٢٥% مما يعني أنهم من ١٤ إلي ١٨ مليون نسمة من جملة تعداد مصر البالغ ٧٣ مليون نسمة حتي عام ٢٠٠٥.
لعبة القط والفأر بين الدولة والكنيسة بدأت في عام ١٩٩١، عندما أعلنت الأولي فجأة أن العدد الفعلي للأقباط ٢ مليون و٨٠٠ ألف نسمة من جملة تعداد مصر في ذلك الوقت، والبالغ ٥٦ مليون نسمة أي بنسبة ٣%.
وهو ما جعل البابا شنودة يقول ساخراً: إن الدولة تقصد تعداد رجال الدين فقط، وطلب بشكل رسمي من الأساقفة في المحافظات البدء في إجراء تعداد إحصائي رسمي للأقباط، ولكن الدولة تدخلت وطلبت من البابا التوقف عن هذا التعداد، مقابل التوقف عن ذكر رقم المليونين و٨٠٠ ألف قبطي .
مصادر مطلعة بجهاز التعبئة والإحصاء، قالت أن العدد الرسمي للأقباط لا يعرفه سوي رئيس الجهاز فقط، وربما بعض مساعديه، كما أنها ترسل بشكل «سري» إلي رئيس الجمهورية، وقالت: إن كل منطقة أو محافظة تسلم إحصاءها بشكل سري ومنفصل، لا يعلمه حتي المحافظ نفسه .
ودللت علي ذلك بأن أحد محافظي أسيوط السابقين طلب معرفة عدد الأقباط ليتأكد من حقيقة أغلبيتهم في المحافظة، ولكن مدير فرع الإحصاء رفض طلب المحافظ .
لكن المصادر أكدت أن عدد الأقباط - رغم الغموض والتكتم المحيط به - فهو لا يزيد علي ٨ ملايين نسمة .
وفي المقابل يختلف القمص مرقس عزيز، كاهن الكنيسة المعلقة مع هذا الرقم، قائلاً: إن عدد الأقباط وفقاً لآخر تعداد صدر قبل الثورة بشهور قليلة كان ٦ ملايين قبطي، وكان هذا العدد يمثل أقل من ثلث سكان مصر بقليل .
وأضاف: من غير المعقول أن الأقباط خلال ٥٦ عاماً لم يزيدوا سوي مليوني شخص فقط، مشيراً إلي أن عددهم الحقيقي لا يقل عن ١٥ مليون نسمة، بخلاف أقباط المهجر.
ويختلف القس الدكتور إكرام لمعي نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، مع القمص مرقس عزيز، فيما يخص تعداد الأقباط بمصر، مؤكداً أنهم لا يزيدون علي ١٠ ملايين قبطي، وأن رقم ١٦ مليوناً مبالغ فيه .
وقال لمعي: إن هذا الرقم التقريبي نأخذه من عدد التلاميذ في المدارس الخاصة الحكومية، مشيراً إلي أن نسبة الأقباط في المدارس الخاصة تتراوح بين ٣٠ و٤٠% من تعداد كل مدرسة، ولكن في المدارس الحكومية لا تزيد علي ٤% من تعداد المدرسة .
وحول الرقم الإحصائي الذي أعلنته الدولة عام ٩١ والبالغ نحو ٢ مليون و٨٠٠ ألف قبطي، قال: إن هذا الرقم فيه تدن شديد وغير صحيح بالمرة، لأن عدد الأقباط الإنجيليين التابعين لطائفتنا حوالي مليون شخص، والكنيسة الكاثوليكية يقترب العدد التابع لها أيضاً من مليون، وليس معقولاً أن تعداد الأرثوذكس ـ وهم الأغلبية ـ ٨٠٠ ألف شخص فقط .
وقال: إن الدولة تتناول الملف القبطي بشكل بالغ الحساسية، وأنها إذا أعلنت الرقم ستريح الأقباط، لأنني واثق من أنه لن يمثل حساسية للمسلمين إذا ظهرت زيادة في عدد الأقباط. وقال يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة «وطني» وعضو المجلس الملي العام: أرقام الأقباط موجودة لدي مكتب رئيس جهاز التعبئة والإحصاء، وللأسف الشديد يرفض الإعلان الرسمي عنها، خوفاً من أن يفضح الرقم الفجوة الكبيرة بين ما يحصل عليه الأقباط وبين عددهم .
نقلا عن صحيفة المصري اليوم .
|