عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 12-06-2006
PeterAbailard PeterAbailard غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 350
PeterAbailard is on a distinguished road
معلهش يا كندي

الصديق العزيز الكندي

إسمح لي أن أمارس هواية أمارسها معك من زمن وهي تخييب أملك.
أنا لا أدري لماذا هذه الإحتفالية العجيبة بسيد القمني والتي تصدر غالبا من مسيحيين لم يقرأوا للقمني إلى ربما بعض كتاباته الإسلامية وربما قرأوها نقلا عنه من خلال شخص أخر.
وأعتقد أنه فعلا يجب أن نقرأ جيدا لأي شخص قبل أن نطبل ونزمر له.
أنا شخصيا لا أحترم القمني أكاديميا ولذلك عدة أسباب أعطيك نموذج منها.
في كتابات القمني (كمعتزلي) هو يهاجم الإسلام السني أو الوهابي وحتى الشيعي أحيانا في سبيل نسخة أخرى من الإسلام وفي نهاية الأمر يتعامل مع المسيحية نفس تعامل غالبية المسلمين الذين نتهمهم بالتخلف والعته.

وأحيانا يكذب كذبا صريحا في نقله عن المسيحية. دعني أعطيك بعض النماذج من كتابين له عن كيفية تعامله مع المسيحية وعن قدراته كباحث أكاديمي.
في كتاب إسرائيل التورة التاريخ التضليل يقدم يحاول القمني ضحد فكرة أرض الموعد - التي أرفضها كمسيحي وبناء على أسس كتابية – ولكن لجهله باللاهوت المسيحي فيأخذ إتجاه رفض القصة بمحاولة لنقض الكتاب المقدس، ويا ليته يفعل هذذا بشكل أكاديمي أو حتى أمين.
بالعكس فهو ينقل للقاريء مجموعة من النظريات التي تم هدمها من فترة طويلة على أنها حقائق وينقلها بأسلوب الواثق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فيقول مثلا :بات معلوما اليوم أن نسبة الأسفار الخمسة إلى النبي موسى أمرا مشكوكا فيه تماما وغير علمي بالمرة، بل أصبح من العلمية القطع بتأليفه على يد عدد من الكتاب" (ص 19). هذا الكلام منقول عن نظرية المصادر الألمانية التي لا يتبعها حتى أصغر طالب في يدرس كيفية نقض النصوص، فهي نظرية وجدت في القرن الـ 19 وإنهارت تماما من أكثر من 50 عاما.
بل لا يتوقف الأمر على هذا بل ينقل في الكتاب ماهو كذب صريح فيقول: في قصة الخلق أو التكوين ... نقف على ذلك التناقض في فعل الخلق الذي يقوم به مرّ’ من سمي في الترجمة العربية "الله" وهو في الأصل العبري يهوة، كما في القول في البدء خلق الله السماوات والأرض، ... ومرّة أخرى نجد الخالق هو "إلوهيم" أو الألهة كما في قوله لأعضاء في مجمعه الإلهي "نعمل الإنسان على صورتنا"
هذا المقطع يحوي مجموعة من التزويرات والتلفيقات التي أعتقد أنك تعرفها. أبسطها أن نص "في البدء خلق الله" في العبرية هو "براشيث برا إلوهيم" ونص "نعمل الإنسان" يأتي في العبرية "ويومر إلوهيم ..." فالقمني لكي يثبت فكرته يزور في الترجمة جاعلا أحدها يهوة والأخرى إلوهيم رغم عدم ورود أسم الله "يهوه" في الإصحاح كله.
لا يتوقف الأمر عند ذلك بل ينقل مثلا في ص 41 من نفس الكتاب (إسرائيل التوراة...) تحت عنوان "الأنبياء في العهد القديم" قصة زنا بنات لوط بأبيهم، موهما القاريء أن لوط أحد أنبياء العهد القديم، وأصغر باحث له علاقة بالكتاب المقدس يعرف عدم صحة هذا الكلام. أو يقول مثلا " من الطرائف أن الأنبياء الإسرائليين كانوا يكذبون بعضهم البعض" ثم ينقل قصة أخاب مع صدقيا وميخا. لكنه لا يلتفت طبعا لأن الكتاب يقول أن هؤلاء الذين أختلف معهم إليا ليسوا أنبياء للرب وهو أمر واضح من سؤال يهوشافاط في 2أخ 18-6 "أليس هنا أيضا نبي للرب" وهي إشارة واضحة أن أنبياء أخاب ليسوا من أنبياء الرب. لكن القمني يتجاهل ذلك ليصل إلى نتيجة مسبقة هو يريدها . ويزيد الأمر جهلا أو نصبا فيقول في موضع آخر "معلوم أن بني إسرائيل إنتقلوا بين مرحلتين، تمت فيهما عبادة إلهين واحد باسم إيل وأحيانا إلوهيم أو الألهة، والآخر باسم يهوة" هل رأيت يا كندي نصبا أو جهلا يفوق هذا؟
ووطبعا لا يفوته أن ينقل المقولة الإسلامية الشهيرة جدا: "وفي الكتاب المقدس سفر كامل، لا يمكن تفسيره إلا في ضوء العبادات الجنسية وطقوس الزنى الجماعي، تلك العبادات التي كانت متفشية في العبادات الزراعية بشكل وبائي ... وكان الملك عادة مايقوم داخل الهيكل مع الكاهنة الكبرى بإعطاء شارة البدء في ممارسة الطقس للجماهير المحتشدة، وذلك بقيلمه بمجامعة الكاهنة فتبدأ المعمعة الشبقية حول المعبد" (ص 49).
لاحظ أنه يحاول أن يلصق عبادات الأشوريين بالكتاب المقدس مستخدما أسلو "لا يمكن تفسيره" "متفشية" "عادة". ثم يستخدم "الهيكل" ويستبدله فيما بعد بـ "المعبد" وكل هذا ليوهم القاريء أن هيكل سليمان كان يحوي كاهنات وأن الملك كان يقوم بممارسة الجنس معهن داخل الهيكل معلنا بدأ طقس الجنس المقدس، بينما هذه الممارسة لم تكن معروفة إلى في وسط الشعوب الأشورية والفينقية.

أما من ناحية قدراته الأكاديمية أو النصبية فحدث ولا حرج وسأعطيك مثالين يقول في صفحة 32: "هذا ناهيك عن أن لفظة توراة ذاتها في العبرية (الشريعة) من توروث. وهي ترتبط في رأينا بعبادة الثور المقدس في المصرية القديمة).
أرأيت العبقرية. توراة يمكن أن تكون توارت، وهي كلمة شبيه بتوروث وهذا بدوره شبيه بثور بالعربية، مما يعني إنها مستمدة من عبادة الثور في مصر. (الذي طبعا لم يكن أسمه لا ثور ولا ثوروث بل أبيس).
فهو أوصلك من توراة إلى أبيس مستخدما ألاعيب حواة.
الأمر أضرب في كتاب الأسطورة والتراث ففيه وفي صفحة 38 يحاول أن يثبت إلوهية الشيطان في العهد القديم فيقول: "في زعم بعض الباحثين أن المقطع الأول من ديابلوس هو من الأصل اليوناني devil لكن المرجح أن تكون الكلمة دخلها خلط شديد وهي مشتقة من devin بمعنى الألوهية، ومن dei بمعنى يموت وبمعنى ملعون، ومن deuce بمعنى شيطان، مع الأخذ في الحسبان قرب كلمة ديوس في النطق العربي، من اللفظ الكنعاني العبراني "تيوس" جمع تيس... وهو يطابق ما ذهبنا إليه"
مرّة أخرى أرأيت العبقرية؟
فمن ديالبولس الأسبانية نصل إلى إله في اللاتينية في مقطع ثم موت أو لعنة الإنجليزية في المقطع التالي ثم ديوس الأسبانية التي تشبه تيوس العربية والعبرانية والتي تعني جمع تيس في المقطع الثالث. وعلى هذا تصبح كلمة ديابلوس تعني "موت الإله التيس". إيه رأيك بالذمة مش عبقري؟

أخر تخاريفه أو تزيويراته الأكاديمية هي ما قاله في الأسطورة والتراث ص 37: "بداية يصعب على الباحث أن يجد لدى اليهود إلها خاصا بالشر لكن المطالع إلى ما بعد التيه يمكنه أن يجد إشارات غامضة ... فظهرت فكرة لإله مساو لإلههم يهوة في القدرة هو السبب المباشر فيما وقع بهم من مصائب أسموه عزازيل وتحاشيا لشر عزازيل قاموا يقدمون له القرابين كما يقدمونها ليهوة أو كما جاء في كتابهم المقدس"

تخيل معي ماذا يمكن أن يفهم من لم يقرأ الكتاب المقدس من مثل هذا المقطع.
وطبعا يتجاهل تماما أن عزازيل ليست باسم شخص بل اسم مكان في برية إسرائيل، وأن الذي كان يحدث ووصفه الكتاب في لاوين 16 هو تمثيل لحمل خطية شخص على أخر، والفصل الكامل بين من حملت عنه الخطية "المخلص" و من لم يخلص. فكان التيس الذي تخرج عليه القرعة يقدم ذبيحة خطية، بينما الآخر فيوقف أمام المذبح ليكفر عنه ثم يرسل ‘لى "عزازيل إلى البرية" أي يفصل تماما بين من كفرت عنه خطيته وغيره. لكن طبعا هذه أمور صغيرة بالنسبة للقمني ولا تساعده على الوصول لأجندتة الأساسية وهي، إن إسرائيل شر، وهذا يعني أ، الكتاب المقدس شر، والمسيحين شر لأنهم قبلوا بالعهد القديم. ولا يهم الكذب أو التزوير أو التخريف في سبيل الوصول للهدف النهائي.
ألم أقل لك من البداية لا أجد فيه إختلافا كبيرا عن غيره!

وأخيرا بالنسبة لي الشخص الذي أكتشف أن هذا أسلوب تعامله مع ما أعرف لا يمكن أن أقبله كمرجع فيما لا أعرف، فأنا شخصيا إذا لم أراجع مايقوله القمني عن أي موضوع بنفسي لا أثق بما ينقل لأنه ثبت عندي كذبه أو جهله أو كلاهما، سواء بالقصد أو لأ.

وباعتذر من كل الذين يعتبرون القمني أحد الأبطال الصناديد في التصدي للفكر الإسلامي. فهو يتصدى للفكر الإسلامي والمسيحي واليهودي في صالح فكرة المعتزلي.
وشكرا
الرد مع إقتباس