أصولية وعسكر
ويحّمل الحزب الجديد حركة الضباط مسؤولية "تهميش الثقافة والهوية المصرية، لصالح العربية"، حيث يدعو وكيل مؤسسي الحزب الى احياء اللغتين الهيروغليفية والقبطية ويعلم عشرات الطلاب الهيروغليفية في منزله منذ عشر سنوات، وكان قد درس اللغة الهيروغليفية في جامعة السوربون الفرنسية عقب تخرجه عام 1948 في كلية الحقوق جامعة فؤاد الاول (القاهرة حاليا).
ويرى محسن لطفي أن الأصوليات الدينية المتطرفة لم يتنام دورها وتأثيرها على هذا النحو الحاصل الآن في المنطقة بأسرها، إلا بعد قيام الانقلاب العسكري في 23 تموز (يوليو) من العام 1952، حين تحالف الضباط حينئذ بشكل مرحلي مع جماعة "الإخوان المسلمين" على النحو المعروف للجميع، وورد حتى في مذكرات الضباط أنفسهم وأدبيات مؤرخين محسوبين على حركة يوليو، التي يحرص معظم مؤسسي الحزب على عدم تسميتها "ثورة" على النحو السائد في مصر بل يصفونها بالانقلاب أو حركة الضباط
وفي صلب البرنامج السياسي الذي اطلعت عليه (إيلاف)، فإن الحزب الجديد يدعو إلى فك الارتباط بالعروبة السياسية والثقافية، وإعادة ربط المصريين بقوميتهم المصرية وحدها، بعيدا عن العوامل الأخرى التي اعتبرها الحزب أنها يمكن أن تسبب لهم الفرقة والتشتت مثل تجربة "العروبة السياسية القسرية" التي وصفها بأنها "كانت كارثة حقيقية ليس على مصر وحدها، بل على كل المنطقة خلال العقود الخمسة الماضية، ولعل أحدث نتائجها ما يجري الآن في العراق، وما هو محتمل الحدوث في بلدان أخرى".
ويستند البرنامج السياسي للحزب في العديد من أفكاره إلى أدبيات أحمد لطفي السيد عم رئيس الحزب، ومنها عبارته الشهيرة التي نشرت في الخامس من شباط (فبراير) من العام 1908 ، والتي قال فيها عبارته الشهيرة:"إن من بيننا من لا ينفك يفخر بانتسابه للعرب الأولين، كأنما انتسابه إلى الجنس المصري نقص وعيب، كما أن منا من يفضل الرابطة الدينية على رابطة الجنسية الوطنية، فإن لم نذهب عنا هذا التحلل نمت أسبابه، وفشت نتائجه وتعذر علينا أن نوسع دائرة المشابهات وتضيق دائرة الفروق".
(يتبع)
|