عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 24-06-2006
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
تابع

أما فيما يخص التمييز ضد المرأة، فرغم أن المرأة لا تختلف عن الرجل سوى في بعض النواحي التشريحية والفسلجية، ولكن من ناحية القدرات العقلية والمواهب والمشاعر الإنسانية، فهي لا تختلف عن الرجل وربما تبزه في بعض الحالات فيما لو توفرت لها الظروف المساعدة التي تساعد على تنمية مواهبها وحماية إنسانيتها وتربيتها تربية صحيحة أسوة بالرجل. إلا إن المرأة في الإسلام تعتبر "ناقصة عقل ودين" وشهادتها في المحاكم تعادل نصف شهادة الرجل. وكذلك حقها في الميراث فـ"للذكر مثل حظ الأنثيين". أما حقوق المطلقة على الزوج فتكاد تكون لا شيء، عدا المساعدة المادية لثلاثة أشهر فقط وهي مدة العدة. كذلك من الناحية الاجتماعية والدينية فالمرأة توضع في مصاف الحيوانات وتأتي بعد ال*** والحمار، إذ جاء في حديث مسند: "تفسد صلاة الرجل المسلم عندما يمر أمامه *** أو حمار أو امرأة". فهل هذا تسامح؟

النصوص التي تدعو إلى روح التسامح والتعددية وحق الاختلاف في الإسلام كثيرة، ولكن المشكلة إن دعاة العنف وعدم التسامح أيضاً لهم نصوصهم التي يستندون عليها في عدم التسامح. وأكثر من ذلك أنهم يدَّعون أن النصوص التي تدعو للعنف وإلغاء الآخر لها الأولية لأنها نزلت فيما بعد أي (مدينية) ونسخت آيات التسامح والرحمة (المكية). فعلى سبيل المثال، نذكر بعض الآيات الكريمة التي تدعو إلى التسامح والتعددية وحق الاختلاف مثل: "إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن. (النحل 123). وفي حق الإختلاف: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" (هود / 118). وفي حق حرية المعتقد: " قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" (29 الكهف). "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر".. كما وينقل عن الرسول قوله في الاختلاف: " اختلاف أمتي رحمة".

إلا إن الذي يحصل هو خلاف هذه النصوص تماماًً. فقد أعلن الإسلاميون في الجزائر في التسعينات من القرن الماضي: "إن من يخاصمنا بالقلم نرد عليه بالرصاص". وعملياً هذا هو المنطق المتبع في معظم البلدان العربية والإسلامية منذ عقدين من الزمن، حيث تم اغتيال العشرات من المفكرين العلمانيين الديمقراطيين العرب، ناهيك عن مقتل نحو ربع مليون إنسان في الجزائر وحدها على أيدي الإسلامويين، وفي العراق هناك حرب الإبادة يذهب فيها أكثر من ألف مواطن شهرياً. وفي جمهورية إيران الإسلامية هناك العشرات من المفكرين الأحرار يقبعون في السجون، ومنهم المفكر التنويري، الدكتور هاشم أغاجري، وغيره كثيرون، في لبنان أعلن حزب الله أن زعيمه نصر الله فوق النقد، فخرجت جماهير الحزب تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور بعد برنامج انتقادي ساخر على زعيمه. فهل آية الله العظمى السيد علي خامنئي، مرشد الجمهورية الإسلامية يجهل هذه الآيات؟ أم أنه يطبق القرآن والسنة بحق أصحاب الرأي المختلف وفق تعاليم الإسلام؟ وهل الشيخ يوسف القرضاوي وعشرات من أئمة وخطباء المساجد في العالم العربي والإسلامي الذين يحرضون على القتال في العراق وممارسة الإرهاب الذي يسمونه تارة بـ"الجهاد" وأخرى بـ"المقاومة الشريفة" ضد المحتلين وهم يقتلون الألوف من أبناء العراق الأبرياء ولن يسلم من القتل حتى المصلون في المساجد منهم، فهل هؤلاء جميعاً يجهلون تعاليم الإسلام؟ وهل هذا هو التسامح في الإسلام؟
لا شك أن لدى هؤلاء رصيد من النصوص التي يستشهدون بها ويعتمدون عليها في دعم مواقفهم وتحريض وإقناع الشباب ودفعهم إلى الإرهاب ومحاربة الخصوم الفكريين وفرض أفكارهم على الناس بالقوة، ومن هذه الآيات: "أيها النبي حرّض المؤمنين على القتال" (الانفال65)، "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" (الانفال60). "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم". (البقرة216). "وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم" (البقرة 244). "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" (التوبة28). كما وينقلون حديثاً عن النبي محمد قوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم" ( الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، سورة الأنعام الآية 151).
يقيناً أن فقهاء الإرهاب يعتمدون على هذه النصوص فيشحنون بها عقول الشباب وخاصة من الفارغين منهم فكرياً، فيمسخونهم إلى روبوتات بشرية مفخخة مبرمجة لقتل الآخرين باسم الله. ومن هنا نعرف أن الإسلام "حمال اوجه" كما القرآن الذي وصفه الإمام علي (ع)، دين التسامح لمن يريده للتسامح، ودين الإرهاب والقتل والعنف والقسوة لمن يريده كذلك. ولكي يعيش العالم الإسلامي بسلام ويواكب التطور الحضاري، على العقلاء من رجال الدين حسم هذه المشكلة وأن يجيبوا على هذا السؤال: (هل الإسلام دين التسامح؟). نريد عملاً جدياً لكي يسحبوا البساط من تحت أقدام الإرهابيين ودعاة الإرهاب الذين اختطفوا الإسلام. إن رجال الدين مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك السريع في توضيح موقفهم وموقف الإسلام من هذا الجنون الإرهابي والعنف المنفلت الذي يجري في العالم الإسلامي، وتبرئة الإسلام من الإرهاب، وإلا فإن الجميع سيدفعون الثمن باهظاً. فهل من مجيب؟
الرد مع إقتباس