
26-06-2006
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
|
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الاصلاح
لقد كانت لشبكة إسلام أون لاين موقع السبق في تناول الشأن القبطي في مصر، فعرضت لاجتهادات فقهية ودينية معتدلة في قضية "غير المسلمين في المجتمع المسلم"، وفي أثناء ما وسم المجتمع المصري من حالة للحراك السياسي في العام الماضي 2005 طرحت إسلام أون لاين قضية الأقباط والحراك السياسي في مصر كجزء أصيل من اهتمامها بالحفاظ على وحدة الأمة، وعلى ترسيخ مبدأ المواطنة لدى قارئيها.
|
لا شكّ أنّ كلّ مسلم يؤمن بالله ورسوله، ويلتزم بشريعته، يتمنى توحيد العالم الإسلامي كلّه في إطار دولة تلتزم بتطبيق شريعة الله عزّ وجلّ، ونحن لا نشكّ أيضاً أنّ هذا الأمل ممكن التحقيق إذا انطلق نحوه العاملون للإسلام بخطوات مدروسة وبالحكمة التي أمرنا بها ربّ العالمين.
لكن لا بدّ من الاعتراف أنّ عشرات الدول الإسلامية القائمة اليوم أصبحت واقعياً كيانات سياسية منفصلة عن بعضها، وهي تربي شعوبها على تقديس هذا الانفصال، وتخترع شعارات ومبادئ وأحياناً تستغلّ بعض أحداث التاريخ لتأكيد توجهاتها الانفصالية، ولاعتبار الشعوب العربية والإسلامية الأخرى أجانب، ومعاملتهم أحياناً بطريقة أسوأ من معاملة الأجانب من غير العرب وغير المسلمين.
إنّ الطريقة الأفضل للسعي نحو الهدف الكبيبر، وهي في كلّ الأحوال الطريقة الوحيدة الممكنة، هي العمل داخل كلّ دولة قائمة على إشاعة الوعي الإسلامي وإحياء معاني الأخوّة الإسلامية، والمطالبة بتطبيق الأحكام الشرعية. وكلّما تقدّم العاملون للإسلام في دولهم واستطاعوا التأثير على السلطات الحاكمة فيها، وجدنا ثمرة ذلك تقارباً بين الدول ومزيداً من التعاون، وهذا سيؤدي مع الزمن إلى تفعيل صيغ التوحيد القائمة كمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظّمة المؤتمر الإسلامي، وربما إلى استحداث صيغة جديدة تتضمّن بروز كتلة عربية إسلامية قوية تجمع الدول المتعددة على قضايا وسياسات كبيرة، وتترك لها استقلالها في أمورها الداخلية، كما يحدث اليوم في الولايات المتّحدة الأمريكية وفي الاتحاد الأوروبي.
إنّ سعي العاملين للإسلام إلى صيغة تعاون وتوحيد بين الدول العربية والإسلامية وفق شريعة الله، لا يمكن أن يتعارض مع ولاء كلّ مسلم لوطنه الحالي وحبّه له ودفاعه عنه. بل هو أصدق تعبير عن هذا الولاء.
فكلّ مسلم اليوم يشعر أنّ وطنه الحالي جزء من وطنه العربي والإسلامي، لأنّ هذا الشعور هو ترجمة لإيمانه بالإسلام.
وفوق ذلك فإنّ كلّ عربي وكلّ مسلم يشعر أنّ هذا العصر هو عصر التجمعات البشرية الكبيرة، وأنّ الدول الصغيرة بمساحتها أو بعدد سكانها لا تستطيع أن تحافظ على استقلالها أمام الدول الاستعمارية الكبرى وأمام العولمة المتوحّشة. وأنّ بروز كتلة عربية إسلامية كبيرة هو الذي يحمي هذه الدول الصغيرة من التبعية والاستغلال.
فطموح المسلم إلى دولة إسلامية كبيرة، أو إلى صيغة توحيدية بين الدول القائمة هو تعبير صادق عن التزامه الإسلامي، وعن تقديره لمصلحة وطنه الحالي في تحرّر حقيقي من كلّ تبعية للأجنبي، وفي استقلال فعلي عن الدول الاستعمارية المهيمنة اليوم.
http://www.islamonline.net/servlet/S...AAskTheScholar
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|