ويقول السيد همت ان المسجد كان دائما مفتوحا لكل المسلمين لكن الاخوان المسلمين سيطروا عليه لان اعضاء الحركة كانوا الاكثر نشاطا. واضاف في مقابلة هاتفية: اذا اعتبرتني حركة الاخوان المسلمين واحدا من اعضائها فهذا يشرفني.. انهم ليسوا دعاة عنف وهم يؤيدون الحوار بين الاديان وهم نشيطون من اجل تحقيق الحريات".
ولعقود فان السلطات الالمانية لم تول الا النزر اليسير من الاهتمام للنشاطات في ميونيخ معتبرة اياها غير ذات صلة بالمجتمع الالماني. ولقد كانت بطيئة في التقاط اشارات التحذير. وفي عام 1993 بعد الهجوم في سيارة مفخخة على مركز التجارة العالمي في نيويورك والذي ادى الى مقتل ستة اشخاص وجرح 1000 اكتشف المحققون ان احد المنظمين يدعى محمود ابو حليمة وانه كان يتردد على المسجد. وقد حوكم في الولايات المتحدة وفي عام 1994 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة دون عفو. وبدأت الاستخبارات المحلية الالمانية في مراقبة المسجد كما يقول مسؤولو استخبارات لكنهم تخلوا عن ذلك بعد فترة لعدم توصلهم الى وجود صلات بالإرهاب.
لكن هجمات 11 ايلول - سبتمبر - غيرت ذلك. فثلاثة من اصل الخاطفين الاربعة كانوا قد درسوا في المانيا كما فعل منظم رئيسي.
وحين بدأ المسؤولون الالمان والاميركيون يفتشون عن قرائن اعادتهم بعضها, كما تبين الان, الى مسجد ميونيخ.
وظهر ايضا ان السيد همت كان واحدا من مؤسسي بنك التقوى وهي مؤسسة تتخذ من جزر الباهاما مقرا لها حيث ان قائمة المكتتبين تضم مجموعة من الشخصيات التي لها صلة بجماعة الاخوان المسلمين في اوروبا. وعرف البنك من قبل محققين في عدة دول اوروبية غربية بأن له صلات بالارهاب. ويعتقد المحققون بأن البنك ساعد في تحويل اموال لحركة حماس الفلسطينية المدرجة على قوائم الإرهاب وانه قد يكون حول اموالا لنشطين في تنظيم القاعدة.
وفي عام 2001 اصدرت الولايات المتحدة قائمة بارهابيين "معينين" ضمت السيد همت ومكتتب اخر هو يوسف ندا فجمدت وزارة الخزينة الاميركية ارصدتهما في الولايات المتحدة. وفي الاول من حزيران 2005 اسقط السلطات السويسرية تحقيقاتها لعدم وجود ادلة. وعلى كل حال بقيت اموال الرجلين مجمدة فيما المحت الولايات المتحدة الى انها مستمرة في متابعة تحقيقاتها.
وينفي السيد همت في الاثناء اي تورط في الارهاب. وقال السيد ندي الذي كان عضوا لوقت طويل في مسجد ميونيخ انه لم يعد يحضر اجتماعات مجلس ادارة المسجد. واضاف ان المسجد لم يكن مقرا رسميا للاخوان المسلمين. والان كما يقول اصبح شيئا مختلفا. نسيجا من افكار "وليس هناك اي نموذج توقعه.. ونحن لسنا منظمة اقتصادية أوسياسية. نحن طريقة تفكير".
وكان التحقيق الاميركي في تمويل الارهاب كافيا لكي ينهي نشاط السيد همت في المجموعة الاسلامية في المانيا. وفي عام 2002 استقال كما قال لان وضعه على قائمة مراقبة الارهابيين جعلته غير قادر على توقيع شيكات للجماعة، ما يعني انها لا تستطيع الدفع لموظفيها. ويقول ان التنظيم يسير سيرا حسنا وانه لا يفكر في العودة اليه "فهو يسير وليس هناك حاجة في ان اعود اليه".
وفي نيسان - ابريل - اغار البوليس الالماني على المسجد مدعيا انه متورط في غسيل اموال وفي نشر مادة غير متسامحة. وصادر البوليس اجهزة كمبيوتر وملفات من المكاتب. وكانت تلك واحدة من عدة غارات على المركز مع ان ايا منها لم يسفر عن توجيه اتهامات.
ويقول مسؤولو المسجد ان ايام التنظيم كنقطة تركيز في الاسلام السياسي قد طويت. ويقول احمد فون ونفر وهو مسؤول في المسجد "لقد تطور هذا المركز من مركز مهم في المانيا وعلى المستوى الدولي الى معهد محلي". ومنذ ذلك الحين نقلت المجموعة الاسلامية لالمانيا عملياتها الى كولونيا حيث يقيم رئيسها الحالي.
وداخل عالم لاسلام السياسي فان المركز الاسلامي في ميونيخ ينفي مع ذلك شيئاً مهما. فبعض كبار الزعماء الايديولوجيين خدم او تحدث هناك.
كما ان المرشد الحالي لحركة الاخوان المسلمين مهدي عاكف ترأس المركز.
ويتذكر السيد عاكف باعجاب وقته في ميونيخ من عام 1984 الى 1987. ويقول السيد عاكف وهو رجل قصير ودود ذو ابتسامة ماكرة ونظارات كبيرة ان المركز هو الان واحد من عدة بنايات تعود للاخوان المسلمين في اوروبا. ويقول انه خلال اقامته في ميونيخ فان زعماء دول من العالم الاسلامي زاروا مسجد ميونيخ باعتباره تنظيما اسلامية مرموقا. ولقد كان المسجد مهما جدا لدرجة انه عندما اعتقل في مصر في التسعينيات على خلفية مزاعم بأنه حاول تشكيل حزب سياسي اسلامي كانت احدى التهم هذه انه رأس المركز.
وما تزال حركة الاخوان المسلمين محظورة رسميا في مصر مع السماح لمكتب صغير لها بأن يعمل في القاهرة. وجالسا علي اريكة تحت خريطة للعالم تظهر فيها الدول الاسلامية وقد ظللت باللون الاخضر يقول السيد عاكف ان حركة الاخوان المسلمين انطلقت من ميونيخ الى مدن اخرى في المانيا واوروبا. والسيد عاكف هو شخصية مثيرة للجدل ابدى تعاطفا مع الانتحاريين في العراق لكنه يتجنب الاجابة على اسئلة حول الارهاب والتشدد. وبدلا من ذلك فانه يفضل الحديث عن عمل المجموعة في ميونيخ والمساعدة في تجميل حديقة مجاورة وزرع صنوبر في ارض المسجد.
ويقول "ولقد جعلنا من مكب النفايات هذا مكانا جميلا وغدا الان واحدا من اجمل مناطق المانيا".
وول ستريت جورنال
__________________
لن اسمح لإخوان الخراب دخول كنيستنا او السيطرة على مواقعنا
|