CONTINUE
عمارة يعقوبيان والمسيحي القواد الفنان
يوسف داوود يرى أنه ليس هناك مشاكل للأقباط يمكن أن تناقش فنياً بعيداً عن مشكلات الجميع في مصر سواء مسلمون أو مسيحيون فالأقباط يعيشون منذ قديم الأزل مع اخوانهم المسلمين وهم دائماً على وفاق ووئام، كما أن الفنانين الأقباط موجودون على الساحة ومشاركون بقوة في الحياة الفنية.. وهناك افلام كثيرة أدخلت بعض الأحداث الخاصة بالشأن القبطي ولكنها تحصيل حاصل، فالواقع القبطي ثابت في المجتمع المصري.. وهناك كثير من المسلسلات تنبهت إلى هذا الواقع، وأكبر دليل على هذا أن هناك ممثلين مسلمين يؤدون أدواراً لشخصيات مسيحية فالفنان أحمد بدير يقدم شخصية قبطية تدعى «ملاك» في الفيلم الجديد «عمارة يعقوبيان» من تأليف علاء الاسواني وبطولة عادل امام وتلك الشخصية التي يمثلها لرجل قواد ليس لديه أي مانع من المتاجرة بأي شيء من أجل المال.. وبالتالي فتقديم الشخصية القبطية ليس بالضرورة ان تكون منزهة عن أي أخطاء أو سلبيات.
ولكن من غير المستحب أن يظهر رجل من رجال الدين سواء مسلم أو مسيحي يعيبه شيء في الفيلم.. هذا يثير حفيظة أي طرف سواء الأقباط أو المسلمين.. أما اعتراضات الكنيسة فيرى يوسف داوود أنها ربما تكون بشأن طقس من الطقوس الدينية كتب بشكل خاطئ في السيناريو أو أن هناك معلومة تاريخية أو اجتماعية خطأ تسيء إلى أي طرف.. فالحقائق لا بد أن تكون مضبوطة.. وعن وجود الأقباط في السينما المصرية يقول يوسف داوود.. هذا الوجود كان في الاربعينات وكان بشكل بسيط أيضاً ولكن نتيجة لبعض المتغيرات أصبح هذا الوجود قليلاً. ويؤيد يوسف داوود فكرة أن أي شخصية قبطية في أي عمل فني يقوم بها ممثل قبطي.. ففيلم «عمارة يعقوبيان» يضم ثلاث شخصيات قبطية في السيناريو وفي خلال الحوار الذي يدور يقول أحدهم «احنا اخوات وزي بعض» والقبط لا يقولون هذا في حياتهم العادية، بل يقولون «احنا ولاد معمورية واحدة» وكذلك لايقولون «متشكرين».. بل يقولون «ربنا يعوض تعب محبتك».. وهذه الملاحظات أخذها المخرج في اعتباره.. لكن هذا لا يمنع أن الأدوار القبطية يمثلها مسلمون، فالمرجح في النهاية هو طبيعة الدور والشخصية التي تتناسب مع ممثل ولا تتناسب مع آخر. ويشير داوود إلى أنه في الفترة الأخيرة تنبه الوسط الفني إلى عدم تجاهل الأقباط في الأعمال الدرامية ولكنه ليس بالقدر الكافي بسبب ما نعانيه هذه الايام من حساسية يثيرها قلة من المتعصبين سواء على الجانب الاسلامي او المسيحي.
اقتحام الواقع القبطي فنياً الفنان ادوارد رياض الذي كان أول ظهور له في فيلم «بحب السيما» الذي بني على اقتحام الواقع القبطي يقول «القضية بالنسبة لي فن وفقط ولا أنظر إليها من منظور مسيحي أو مسلم.. ولا أرى في الوسط الفني عزلة للأقباط.. فقد شاهد فيلم بحب السيما جماهير غفيرة سواء من المسلمين أو المسيحيين.. القضية في فيلم بحب السيما أنه اقتحم الممنوع وهذا حدث لاول مرة منذ 50 عاماً.. وقد تلقيت انتقادات كثيرة من الأقباط.. وترجع أسباب الضجة التي أثيرت حول هذا الفيلم إلى قلة الانتاج لهذه النوعية من الأفلام.. فهي جديدة على المجتمع المصري ولم يتعود عليها من قبل ـ وأيضاً أنه لم تكن هناك فكرة أو موضوع جديد يتناول الواقع القبطي.. واذا كانت هناك انتقادات في الأوساط القبطية فإنها لم تؤد إلى الطعن في ديني او اتهامي بالخروج عن الملة وقد عرض علي فيما بعد الاشتراك في مسلسل «بنت من شبرا» ولكن رفضت لأنني خشيت من الهجوم عليَّ خاصة بعد معاناتي في فيلم «بحب السيما» .
المنتج السينمائي هاني جرجس فوزي منتج فيلم «بحب السيما» يقول ان ما حدث في هذا الفيلم فتح الشهية لانتاج أفلام كثيرة على شاكلته وأتوقع مزيداً من الانتاج لهذه النوعية وما كان ينتج سابقاً كان للموضوعات الانسانية التي تمثل المسيحي والمسلم في محبة ووطنية مثل فيلم «الكلام في الممنوع» والذي كان بطولة نور الشريف وماجد المصري الذي أدى دور مسيحي هارب ومتخف في زي شاب سني ولكن حينما يعلم نور الشريف قصته الحقيقية وهو ضابط تنفيذ الأحكام يقبض عليه تنفيذاً للقانون ولكنه يقف بجانبه لأنه متأكد من براءته، أما فيلم «بحب السيما» فهو أول فيلم ينتج ويعالج قضية التطرف الديني المسيحي وبعض المعتقدات الخاطئة في المسيحية.. هو أول فيلم ينتقد ويعالج مسألة الديكتاتورية التي كان يتصف بها الأب محمود حميدة وتطرفه.. فهو يمنع التليفزيون في منزله وحينما يواجه نفسه أمام ربه وهذه معالجة درامية لقضية عبادة الانسان لربه هل هي لمجرد الخوف أو الحب. سألت هاني جرجس فوزي: لماذا استعنت بممثلين مسلمين في فيلم يعالج قضية التطرف الديني المسيحي ولم تستعن بممثلين أقباط؟ فأجاب: أنا لا أنتج فيلماً للكنيسة.. كما أن طبيعة الشخصية هي التي تفرض نفسها.. فالشخصية الرئيسية في الفيلم هي شخصية مركبة تحتاج إلى ممثل محترف ولكن أيضاً قدمت وجوهاً جديدة في الفيلم مثل منة شلبي وادوارد رياض. وعن رأيه في اعتراض الكنيسة على الفيلم يؤكد هاني جرجس فوزي: لم تعترض الكنيسة رسمياً على الفيلم كما أن الذين اعترضوا هم قلة وبصفتهم الشخصية ولا يبغون من هذا الاعتراض سوى الشهرة وقد قال د. مدكور ثابت رئيس الرقابة في ذلك الوقت «ان هذا الفيلم اجمل فيلم شاهدته منذ 20 عاماً .. فهو يقدم مصر للأمام 50 عاماً في جرأة تناول هذا الموضوع، وأؤكد أنني رفضت مراقبة الكنيسة لأنها ليست جهة اختصاص. أما بشأن الواقع القبطي في السينما المصرية فيقول فوزي: من الطبيعي أن الأفلام التي تنتج تعالج قضايا اجتماعية سواء خاصة بالأقباط أو غيرهم.. نحن نعرض مشكلة أو ظاهرة دون أن تتعرض أو تختص بمسيحي ومسلم وهذا يمثل 95 % من الأفلام، لكن هناك بعض الأعمال التي تقدم السير الذاتية أو الأعمال التاريخية هذه افلام متخصصة وهناك افلام يتناول فيها المؤلف تفاصيل صغيرة عن العلاقة بين الأقباط والمسلمين وهم لا يتعرضون فيها للدين ولكن اذا كانت البيئة الاجتماعية أكثر ديمقراطية أعتقد أن عرض أي فيلم يتناول قضية المعتقد الديني أو ما أسميه الثقافة الشعبية لن يكون هناك اعتراض.. فمثلاً فيلم «قنديل أم هاشم» أنتج منذ 30 عاماً يذهب البطل إلى ضريح «السيدة زينب» ويحطم زيت البركة الذي تسبب في اصابة البطلة بالعمى هو تعرض لمعتقد تراثي شعبي يقولون أنه معتقد ديني وكان مخرج الفيلم مسيحيا ومع ذلك لم يعترض أحد.. وذلك لأن البيئة كانت ديمقراطية ولم يكن هناك جماعات دينية متطرفة أو غيرها اما الآن فنحن أمام حالة تدين ظاهر لا يقبل أن يناقش أصحابه هذا التوجه .
|