
09-07-2006
|
|
أمريكا وحل مشكلة الأقباط
وقد أثار عدم انعقاد المؤتمر في مقر الأمم المتحدة حفيظة منظمي المؤتمر، حيث أعلنوا أن موقف أمريكا هذا قد جاء نتيجة ضغط مكثف للدبلوماسية المصرية، يقول د. محرز: "وقد ينطوي هذا القول على بعض من الصحة". لقد غضب الأقباط من موقف أمريكا هذا، ولكن عليهم أن يعرفوا أن مصالح أمريكا العليا هي التي تحدد الأولويات، بمعني أنه ليس معني تضامن أمريكا مع الأقباط أو أقليات الشرق الأوسط أنه ستضحي بمصالحها العليا من أجل هذه الأقليات، فإذا كانت قضية الأقليات تهم الإدارة الأمريكية، إلا أن أمن وسلام الشرق الأوسط أكثر أهمية من هذه القضية. فلا أحد منصف ينكر أن للأقباط حقوقاً دينية ومدنية مهضومة يجب أخذها بعين الاعتبار، حتى يتساووا في الحقوق والوجبات مع إخوانهم في الله والوطن المسلمون، لكن عدم قبول الإدارة الأمريكية بانعقاد المؤتمر في مقر الأمم المتحدة، ليس معناه تخلي أمريكا عن قضية الأقباط أو الأقليات في الشرق الأوسط،، ولكن معناه أن الإدارة الأمريكية لديها الآن – على الأقل – ما يشغلها عن قضية الأقباط،، فهي ليست بحاجة لخلق أعداء جدد لها في الشرق الأوسط،، في وقت هي مكروهة فيه كما لم يحدث لها من قبل،فأمريكا ليس لها أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون، ولكن لها مصالح عليا تسهر عليها، فأعداء الأمس قد يكونوا أصدقاء اليوم والعكس صحيح،كما يجب ألا ننسي الظروف الدولية والإقليمية الحرجة التي يمر بها الشرق الأوسط ، فالموقف في العراق متأزم ومفتوح على مجاهيل كثيرة، و العنف متزايد على الساحة الفلسطينية، و الأهم من هذا وذاك هو أن الإدارة الأمريكية شغلها الشاغل الآن هو الملف النووي الإيراني، لأنها لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي مهما كلفها ذلك من ثمن، كما أنها مشغولة أيضاً بقص أجنحة ملالي طهران في سوريا وجنوب لبنان. اعتقد أن هذا أهم – على الأقل الآن – للإدارة الأمريكية من تأليب الشرق الأوسط ضدها في قضية أقباط مصر وأقليات الشرق الأوسط.
فعلى الأقباط أن يعوا حقيقة قضيتهم، وكيفية الانطلاق للمطالبة بحقوقهم التي كفلتها لها الشرائع والقوانين الدولية،حتى يحصلوا على حقوقهم ويكسبون مزيداً من التعاطف مع إخوانهم المسلمين المعتدلين، عليهم أن يأخذوا الدرس من الأكراد، فقد صبروا و صابروا وكان لهم النصر في النهاية. والنصر دائماً للمستضعفين في الأرض .
Ashraf 3@wanadoo.fr
|