الكنيسة القبطية الارثوزكسية الى اين ؟
بعد رحيل متى المسكين ومرض الأنبا شنودة
الكنيسة القبطية الارثوزكسية الى اين ؟
بقلم د. عصام دربالة
لم يكن موت الأب ( متى المسكين ) الراهب الارثوزوكسى المشهور حدثاً عادياً , فالرجل يملك تاريخاً طويلاً حافلا بالمواقف والآثار والعلاقات المتنوعة ليس فقط بالمجتمع الكنسى ولكن بعالم السياسة والسلطة .
كان مولد الأب ( متى المسكين ) فى عام 1919 م وحصل على شهادة البكالوريوس فى الصيدلة وعمل فترة صيدلانياً ثم ما لبث أن اتجه الى عالم الرهبنة متنقلا من دير الى آخر ومن مغارة الى كهف فى جبال مصر , وإن كان الفكر الكنسى يعتبر مصر هى ام الرهبنة فى العالم فإن الراهب (متى المسكين ) هو أبو الرهبنة فى القرن العشرين وأول من فتح هذا المجال أمام الطبقة المتعلمة تعليماً عالياً من الأطباء والمهندسين وغيرهم بعد ما كانت الرهبنة محصورة فى الجهلة والسذج والعاطلين .
ولا شك أنها نقلة نوعية خطيرة فى الفكر الكنسى والمجتمع اللاهوتى وأصبح ( الاكليروس ) على درجة عالية من الوعى السياسى والفهم التنظيمى وهذا بالطبع سلاح ذو حدين .
غير أن حياه الأب ( متى المسكين ) لم تكن دائماً مستقرة ولا هادئة فالرجل كان على خلاف هادئ مع الأنبا ( كيرلس السادس ) بابا الإسكندرية ؛ وهدوء الخلاف نابع من شخصية الرجلين فكلاهما لا يهوى الصخب ولا يميل للأضواء و (الأب المسكين ) كان من أقوى المرشحين لخلافة البابا ( كيرلس ) ولكن القيادة السياسية كانت تعتقد انه ذو ميول شيوعية فتم استبعاده ؛ واستتب الامر للبابا ( شنوده الثالث ) على رأس الكنيسة القبطية من عام 1971 م .
ومع أن الاب ( متى المسكين ) هو الذى ربى البابا ( شنوده الثالث ) ودربه على الرهبنة إلا أن الأخير كان يناصبه العداء ورفض حضور جنازته مؤكداً أن خلافه مع الأب ( متى المسكين ) خلافاً عقدياً لاهوتياً متهما إياه بالهرطقة والخروج على قواعد الأرثوزكسية , والأب ( متى المسكين ) يؤكد أن خلافه مع البابا ( شنوده ) خلافاً سياسياً سببه انحراف البابا ( شنوده) عن الفهم الكنسى الأصيل والرسالة الروحية للكنيسة والاشتغال بالسياسة والزج بها فى تحالفات بعيدة كل البعد عن رسالتها الأصيلة , وكان الرجلين يحشد الأدلة على صدق دعواه وكثرة مؤيديه .
والآن بعد ما تناقلت وسائل الإعلام أخبار مرض البابا ( شنوده ) ونقله الى أمريكا للعلاج وهو فى الثالثة والثمانين من العمر فإن السؤال الذى يفرض نفسه على الجميع هو :
إلى أين تتجه الكنيسة القبطية بعد البابا ( شنوده الثالث ) ؟
هل ستعود الكنيسة إلى رسالتها الروحية كما كانت عليه أيام البابا ( كيرلس السادس ) ؟ أم ستتجه الى المزيد من التسييس وما يترتب عليه من الاستقطاب والتحريض على الفتنة والاستقواء بالخارج ؟
هل ستعود الكنيسة الى رؤية الأب ( متى المسكين ) ؟ أم سيتم اختطافها من قبل متطرفى أقباط المهجر ؟
الإجابة على هذا السؤال سيتكفل بها الأقباط فى مصر , وعندها سيكتشف الجميع مدى التغلغل الذى حققه المتطرون فى الكنيسة وبين أتباعها
http://egyig.com/Public/articles/ana...51399395.shtml
آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 20-02-2007 الساعة 04:59 PM
|