مناسبة انقلاب العسكر 23 يوليو 1952
اسم الكاتب: وجيه رشدى جندى 23/07/2006
ما هو الفرق بيننا وبين اليابان و ألمانيا وإسرائيل؟
الحالة الأولى اليابان
فى 1944-1945 قامت اليابان بالتسليم للقوات الأمريكية واعترفت بهزيمتها العسكرية ولم تكن هزيمة عسكرية فقط بسبب استخدام القنبلة النووية بل هزيمة فى جميع المجالات
هزيمة اقتصادية لا يوجد اقتصاد نهائيا
دولة خارجة مهزومة من الحرب ولكن كا يقولون لا يوجد موارد اقتصادية يمكن للشعب اليابانى ان يبنى به اقتصاده ليس المنهار بل المعدم لان كلمة انهيار تعنى وجود ما يمكن ان يبنى عليه
الحالة باختصار هزيمة ساحقة تحتاج الى معجزة للنهوض مرة أخرى
الحالة الثانية المانيا
فى 1944-1945 قام هتلر الزعيم النازى بالانتحار بعد هزيمة المانيا و أصبحت المانيا فى خراب عظيم كما يقولون لدرجة ان امريكا قامت بتقديم خطة مارشال لبناء المانيا مرة اخرى
الحالة الثالثة اسرائيل
مجموعة افراد من شعوب مختلفة لا يجمع بينهما سوى الديانة اليهودية اتوا الى فلسطين وكونوا دولة اسمهما إسرائيل ويحيط بها الدول العربية من كل ناحية
لا يوجد لهم مقومات الدولة
معظم الوقت فى حالة تأهب جيشها هو كل مواطنيها يتم استدعائهم كلما يمرون بتهديد
لا توجد عوامل استقرار بل حرب مستمرة
كيف يبنون هذه الدولة فى ظل هذه الحروب المستمرة
الحالة الرابعة مصر
فى1952 مصر الغالية كان يوجد حياة ليبرالية وكان يوجد اقتصاد جيد وكان يوجد شئ اسمه أحزاب سياسية وكان يوجد انتخابات
وكان وطن حر متساوي الحقوق لجميع أفراد الشعب بغض النظر الى جنسه او لونه او دينه
وقام انقلاب العسكر و أقولها مرة أخرى انه انقلاب
هنا اقول دعونا نقوم بعمل مقارنة بين مصر واليابان والمانيا مع توضيح ان مصر لم تكن فى حالة خراب كما كانت فى تلك الدولتين و إسرائيل لم تكن مستقرة كما كانت مصر مستقرة
ما هو حال الحالات السابقة
اليابان وألمانيا يسيطرون على الاقتصاد العالمى وترتيبهم الآن من مجموعة الثمانى أي أعلى 8 دول فى العالم
ماذا فعلوا هؤلاء ونحن لم نفعله لكى نصبح مثلهم ؟
انهم لا يمتلكون الموارد الطبيعية وبخاصة اليابان ؟
لا يوجد لديهم قناة السويس او البترول او غيرها من المعادن
و إسرائيل معدل دخل الفرد فى إحدى الإحصائيات هو 17000 دولار" سبعة عشر ألف دولار"
ومصرنا الغالية معدل دخل الفرد هو 800 دولار" ثمانمائة دولار "
الفرق بيننا وبينهم شئ واحد فقط الا وهو ؟
لم يحكمهم جمال عبد الناصر قائد انقلاب العسكر وعسكره معه
دعنا نتخيل جمال عبد الناصر وعسكره يحكمون اليابان أو ألمانيا وإسرائيل ماذا تتوقعون حالهم الآن ؟
لو جمال عبد الناصر وعسكره حكم إسرائيل اعتقد ان مشاكل الدول العربية كلها كان من الممكن ان تكون محلولة والعرب يعيشون فى سلام الآن لماذا ؟
لانه كان سوف يحكم إسرائيل بنفس الأسلوب الذى حكم به مصر ووجه به السياسة العربية و ايجاد مفاهيم للسياسة الإسرائيلية
لماذا قام انقلاب العسكر 23 يوليو 1952؟
هنا يجب أن نذكر أهداف هذا الانقلاب وهل تم تحقيق هذه الأهداف أم لا ؟
تصفية الاستعمار وعملائه.
تصفية الإقطاع الذي يملك أراضي واسعة جداً ووضع حد لتحكم الإقطاعيين في فلاحيهم.
وضع حد لسيطرة رأس المال على الحكم.
تحقيق العدالة الاجتماعية.
إنشاء جيش وطني قوي.
إنشاء نظام ديمقراطي سليم.
بالنسبة للبند الاول تصفية الاستعمار وعملائه
الكل يعرف انه كانت توجد مفاوضات بين الحكومات المصرية قبل يوليو 1952وبريطانيا على ضرورة جلاء بريطانيا بالكامل عن مصر وبخاصة القاعدة الوحيدة التى تتمركز فيها فى السويس وان تلك المفاوضات كانت مقاربة على الانتهاء وكل ذلك قبل قيام الثورة .
تصفية الاقطاع
هل هؤلاء الاقطاعين كونوا ثرواتهم من مجهوداتهم ام من دم الشعب كما يحدث الان
فان كان من مجهوداتهم فلماذا التأميم وان كان من دم الشعب فلماذا لم يقدموا الى محاكمة عادلة يدانوا فيها على كل ما اقترفوه ضد الشعب؟
أظن ان الإجابة أن التأميم كان موجه معظمه الى الأقباط نتيجة حقد وترسبات زمنية وجدت داخل نفوس الضباط العسكر
وما حال تلك المؤسسات بعد تأميمها ؟
أصبحت كلها ذات مديونيات ضخمة
كنا ندرس ان الثورة أنشئت مصنع الحديد والصلب و أنشأت صناعات ثقيلة وغيرها فليأتوا الان وينظروا
مصنع الحديد والصلب يقال انه مديون اكثر من ثمنه
اصبحت مديونياته اكثر من 4 مليار جنيه ويحاولون بيعه ولكن من يشترى هذه الديون ؟!!!
شركة المقاولون العرب شركة ناجحة قبل التاميم
الان سحب على المكشوف يقال انه وصل الى نصف مليار جنيه
وغيرها من الشركات الناجحة قبل الثورة فاشلة الآن
إلى أين ذهبت هذه الأموال
فى الخارج يخافون حتى الآن ان ياتوا مصر ويستثمروا فيها لانهم يخافون شبح عبد الناصر و التأميم مرة اخرى فى مصر
وضع حد لسيطرة راس المال
قمنا بتطبيق الاشتراكية وهتفنا للاشتراكية وانهار الاقتصاد الحر وتم تطبيق قوانين اشتراكية ساعدت على بروز المشاكل بشكل اكبر وادت قوانين التسعير الى هروب الاستثمارات الى دول اخرى وها هنا ندفع ثمن قوانين اقتصادية فاشلة ويكفى انه ما زالت اثار أزمة الإسكان قائمة بسبب قانون الخلو رجل
من هو الذى يبنى والدولة هى التى تؤجر!!!
انهارت الاشتراكية فى الاتحاد السوفيتى وانهار الاقتصاد فى مصر بسبب تطبيق الاشتراكية
تحقيق العدالة الاجتماعية.
هل تم تحقيق العدالة الاجتماعية فى مصر بعد الثورة
كان يوجد شعار للثورة " ارفع راسك يا أخى "
ورأى الشخصى كان يجب ان يكون كالآتي
" ارفع راسك يا اخى لكى نقطفها "
السجون والمعتقلات والأجهزة الأمنية التى ما زالت تضرب بعنف فى كل مكان فى مصر هذه الأجهزة بهذا القدر من هذا العنف من مواليد الثورة ويكفى ان تتفجر قضية صلاح نصر مدير المخابرات المصرية فى الستينات لكى يعرف الجميع حجم الفساد الذى فعله شخص واحد من العسكر فماذا فعل الباقيين ولم يعرف
إنشاء جيش وطني قوي.
هل هذا هو الجيش الذى وعد به عبد الناصر الذى تلقى الهزيمة فى 1967 فى حرب ال الخمسة الايام ودلعنا الهزيمة ودعينا اسمها نكسة !!!!!
إنشاء نظام ديمقراطي سليم.
اما افضل الأهداف هو إنشاء حياة ديمقراطية وهذا لم يعرفه الشعب المصرى بعد ثورة العسكر
كانت توجد انتخابات قبل انقلاب العسكر وانتهت بوجود العسكر
يكفى انه لا يوجد فى دولة عربية باستثناء لبنان شخص واحد يحمل لفظ رئيس سابق
ثورة العسكر المنبثقة عن حركة الأخوان المسلمين لان جميع أفرادها كانوا أفراد فى جماعة الأخوان المسلمين استطاعت ان تكون كرها للأقباط واستطاعت تربية أجيال تحمل هذا الكره والتطرف كان الأقباط هم سبب مشاكل هذا البلد
ثورة العسكر بجهودها استطاعت تطفيش اكثر من 1.5 مليون قبطى الى خارج مصر
وكذلك تطفيش علمائها وبسط القانون بطريقتها بضرب السنهورى فى داخل مكتبه اعظم عالم قانون فى مصر
يقولون تخلصنا من الملك وآتينا بألف ملك لان كل واحد من ثورة العسكر اصبح ملك مستقلاً ووجد نفسه يرأس شركة ضخمة فى مصر فماذا فعلوا
هل يوجد من تجرأ فى تاريخ مصر الممتد من المستعمرين او المحتلين ان يلغى اسم مصر ويسمى الدولة باسم غير مصر الا انقلاب العسكر الذى سماها
"الجمهورية العربية المتحدة"
هل لو فعلها اى احد من المستعمرين وقام بتغيير الاسم
ألن تخرج المظاهرات تندد بهذا!!!!
هذه هى البعض القليل تأملاتي عن ثورة العسكر
|