عرض مشاركة مفردة
  #177  
قديم 25-07-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
سيناريو الأحداث بعد مبارك


بقلم" نزيه يوسف



الأوضاع فى مصر لا تبشر بالخير والصورة ممزقه والاحوال متدهورة والنظام المصرى متشبث بالسلطه حتى الموت ومن ثم يقوم بتدمير كل قوى الاصلاح والتغيير والاحزاب الليبراليه لتبقى الصورة قاصرة على الاسلام الحكومى والاسلام الاخوانى وعلى من يختار ان يختار بين الاثنين ويكون كمن يستجير من الرمداء بالنار وبالطبع سيقع الاختيار على الاسلام الحكومى، ونتيجة لتردى الاوضاع السياسيه والاقتصاديه نجد ان الشعب المصرى كله يعيش على بركان من الغضب المكتوم الذى يتحين الفرصه للانفجار فى ايه لحظه وجماعه الاخوان المسلمين تبذل جهدا" غير مسبوق بين المواطنين لركوب الموجه ، وكما ان الشعب يريد التغيير كذلك ايضا جماعه الاخوان تريد ولكن على طريقتها الخاصه ولن يلدغوا من الحجر مرتين – المرة الاولى كانت ايام عبد الناصر – ولذلك لن يعطوا تأييدهم لاحد سوى انفسهم ويصير السيد عاكف هو الرئيس الرسمى للبلاد ويفرج عن بقيه الارهابيين من السجون ويصبحون رجال الحكم ومن بيدهم القرار.
والنظام المصرى الحاكم يعيش فى مأزق سياسى خطير والرئيس مبارك الاب لم يعد قادرا" على تحمل تبعات قيادة شعب مصر وصحته فى تدهور مستمر واسقط فى يده ولا يدرى ماذا يفعل الآن؟!! فلا هو يستطيع الاستمرار وسيناريو التوريث اصبح مرفوضا" من جميع قطاعات الشعب المصرى بالكامل. والرئيس مبارك يعرف الآن جيدا" انه مرفوض من الشعب المصرى ومشروع التوريث رغم كل المحاولات اليائسه لم يكتب له النجاح حتى الآن ، وامريكا تخلت تماما عن مبارك ولا تريد ان ترى وجهة مرة اخرى، ولم يعد امامه إلا ان يترك الحكم او ينتظر ثوره شعبيه عارمه من كل قطاعات الشعب بعد ان تبين للجميع انه يعمل لمصلحته فقط هو وعائلته وليس لصالح الشعب المصرى الذى ازداد فقرا" فى عهدة وتدنت احواله الى الحضيض.
والجميع يعلم ان التغيير قادم لا محاله والكل يعمل خلف الكواليس ليجد له مكانا" فى نظام المستقبل ، واخوان الخراب والارهاب يعلمون جيدا" ان طال الوقت او قصر فالثمرة ستنضج ان لم يكن اليوم فغدا" وستسقط فى حجرهم الذى لا يوجد غيره، وهم لذلك يؤيدون مبارك فى الوقت الحالى وفى نفس الوقت يغذون التبرم والثوره عليه حتى تظل حاله الغليان حتى الانفجار الذى ينتظرونه.
اما دور منظمات المجتمع المدنى فى هذه اللعبه ، منظمة " كفايه " والنقابات والمؤسسات المرئيه جميعها مخترقه وتعمل لصالح الاخوان ، فهى تزيد الشعور بالاحباط وترفع درجه الغليان لدى الشعب المصرى لتقريب يوم الانفجار العظيم وسيكونوا هم اول الضحايا لحكم الاخوان.
ونتيجه لهذا الوضع المتفجر والمأزق الذى يعيشه نظام مبارك قام جمال مبارك بزيارته التى كان يعتقد انها سريه ، غير ان الإدارة الامريكيه اعلنت عنها فوضعته فى موضع حرج امام الشعب المصرى وتساءل الجميع حتى رجل الشارع العادى عن سبب هذه الزيارة المفاجئه وما سبب التكتم عليها؟!! وبالطبع قام المحللين السياسيين والعارفين ببواطن الامور بتحليل سبب هذه الزيارة والاهداف المرجوه منها؟!! وهذه الزيارة السريه والمفاجئه تثبت ان نظام مبارك اسقط فى يده ومبارك يعلم جيدا" انه غير مرغوب فى زيارته لامريكا ووضعه فى مؤسسه الرئاسه وسط الغضب والسخط الشعبى لا يحتمل الانتظار أو السكوت والخوف من المجهول اصبح الهاجس الاول لديه ، من هنا كان ارسال مبارك الابن من اجل التفاوض على ورائه حكم مصر وشعب مصر بعد ان تبين ان الشعب المصرى يرفض التوريث بكامل قطاعاته ولم يعد امامه سوى امريكا يستجدى منها العون ، وبالطبع لن تعمل امريكا لمصلحه الشعب المصرى انما تتحرك طبقا للمصالح الامريكيه العليا والشعب الامريكى فقط فإذا وافقت امريكا على توريث الحكم لجمال مبارك فلابد ان هناك شروط يجب تنفيذها طبقا للمصالح الامريكيه وهذه الشروط لابد ان تكون قاسيه ، ولن تستطيع امريكا ان تثق فى مبارك الابن بسهوله فلها خبره طويله وسيئه مع مبارك الأب فطوال خمسة وعشرون عاما ظل يأخذ من امريكا المعونات والتأييد ولم يعطى شيئا وظل يراوغ ويماطل ، ولم تنسى امريكا ان مبارك حارب الارهاب مع امريكا ظاهريا فقط وفى نفس الوقت كان يقوى شوكة الارهاب والتطرف الدينى فى الداخل ليخيف امريكا والشعب المصرى والاحزاب الليبراليه ودمر المجتمع المدنى والمعارضه وافسح الطريق امام الاخوان وانكشفت اللعبه امام الامريكان واعلنت وزيرة الخارجيه كونداليزا رايس انها لا تمانع فى وصول الاحزاب الاصوليه للحكم نكايه فى الرئيس مبارك ولم تنسى امريكا ايضا انها طلبت من مبارك الاب اجراء تعديلات دستوريه لاجراء انتخابات رئاسيه حرة ولكن الرئيس مبارك بطريقته المعهودة اجرى تعديلات صوريه وسلب جوهر التعديلات واصبحت لا قيمه لها واستمر فى الحكم لفتره خامسه رغم انف امريكا ورغم انف الشعب المصرى كله وانكشفت اللعبه امام الامريكان ايضا ، ولم يعد هناك املا يرجى من الرئيس مبارك بعد ذلك . فبعد كل هذه الدروس والخبرة من التعامل مع الرئيس مبارك لم يعد الطريق سهلا لمبارك الابن ، ولا اعتقد ابدا" ان امريكا ستوافق على التوريث بعد هذه الخبرة مع الاب وفى نفس الوقت فالامريكان يعلمون جيدا" ان الشعب المصرى يرفض مبارك الابن والامريكان ليسوا على استعداد على الرهان على الحصان الخاسر لأنهم لو ساندوه فى تولى الحكم سيجد معارضه شديده من كل فئات الشعب المصرى والاخوان لن يساندوه لأنهم يريدون الثمره لأنفسهم وليس لأحد غيرهم، والامريكان من ناحيتهم يفضلون الآن التعامل مع الأخوان عن التعامل معه او مع ابنه وقد بدأوا فعلا الاتصالات مع الاخوان ولسان حالهم يقول لمبارك لن يهمنا لو سيطر الاخوان على الحكم وكفانا ما قاسيناه منك خلال خمسه وعشرون عاما" ، بل انهم يقولون الآن اننا نرحب بالاخوان فهم افضل شريك متفهم حتى ان كانوا خرابا على مصر وشعب مصر، الدول الخليجيه سعيده بذلك فهم ايضا يعلنون رسميا وقوفهم بجانب الاسلام السياسى وفى نفس الوقت شركاء متفاهمون مع امريكا فلماذا لا يسمح للاسلام السياسى المصرى بالتعامل مع امريكا ويأخذ دورة فى الحكم


http://www.elmassry.com/articals.php?id=439
الرد مع إقتباس