|
2006 00:56بيان من مؤسسي الحزب المصري الليبرالي
إلى الرأي العام
مرة أخرى، تكشف الحرب الدائرة على الساحة اللبنانية وما تشمله من جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، أن المنطقة لم تخرج بعد من دائرة الحرب المدمرة التي تخصم من فرص شعوبها في التنمية والتطلع لمستقبل أفضل لأجيالها القادمة.
إن ما تشهده هذه الحرب من تصعيد وعدوان إسرائيلي وحشي على المدنيين العزل من شأنه أن يبدد فرص بناء سلام عادل تتطلع له شعوب المنطقة ويضع القوى المتطلعة للسلام والمطالبة بحلول سلمية لمشكلات المنطقة والصراعات كبديل للحرب والعنف المسلح في حرج شديد.
ومرة أخرى، تكشف ردود فعل القوى والفعاليات السياسية على الساحة المصرية عن حالة تذكر بالأجواء التي هيمنت على الرأي العام إبان حربي 1948 و1967، رغم اختلاف الموقف الرسمي المصري منذ اختياره للسلام والحلول القائمة على التفاوض منهجا لإدارة الصراع مع إسرائيل.
وإذ يعبر مؤسسو "الحزب المصري الليبرالي" عن قلقهم البالغ للمأساة الإنسانية التي خلفتها المواجهة المسلحة في لبنان وغزة، وإذ يعبرون كذلك عن قلقهم ازاء حالة الاستقطاب التي نشهدها على الساحة المصرية بين النهج الرسمي والحالة المزاجية المسيطرة على الرأي العام والتي تختلط فيها مشاعر الغضب والرغبة في الثأر، ويدان فيها صوت العقل وتغيب عنها المصلحة المصرية، يرون أن ما يجري على الساحة اللبنانية يستدعي من الكافة مراجعة حان وقتها من أجل تغليب العقل على العاطفة ، ويحذرون من أن ما تشهده الساحة اللبنانية الآن إنما يكشف عن تلاعب قوى خارجية بمصائر الشعوب وحياة ابنائها تحقيقا لأهداف تخص هذه القوى الخارجية وحدها.
كما يرى مؤسسو الحزب أنه آن الأوان لمراجعة شاملة للخلفيات وجذور الصراعات العديدة التي تشهدها المنطقة على أرضية وطنية ومن منظور مصلحة الشعوب أولا.
وينوه الحزب إلى إرهاصات لهذه المراجعة لدى بعض الأصوات التي بدأت تتعالى منبهة إلى مخاطر النهج الذي تتبعه حركة حماس وحزب الله على الشعبين الفلسطيني واللبناني أولا، وعلى شعوب المنطقة إجمالا، وتحمل حزب الله مسؤولية ما بتعرض شعب لبنان من تدمير ودمار بمغامرته غير المحسوبة في سياق المصلحة الوطنية اللبنانية.
ويشدد الحزب بهذه المناسبة على ما يلي:
أولا، إن القوى الإقليمية التي سعت وتسعى لتخريب أي جهود تبذل للحد من التصعيد وإيجاد حلول سلمية للأزمات تتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الأخير وما ترتب عليه من دمار يحيق بالشعبين اللبناني والفلسطيني، ويشاركها في المسؤولية الحركات التي ارتضت أن تكون أدوات لتنفيذ أهداف هذه القوى التي قررت أن تخوض الحرب بالوكالة وعلى حساب الشعبين، كما يشاركها في المسؤولية أيضا قوى اليمين في إسرائيل والتي تسعى إلى تأجيج الحرب وتحريض آلة الحرب الإسرائيلية على ارتكاب مجزرة تلو الأخرى.
ثانيا، إن مؤسسي الحزب المصري الليبرالي إنطلاق من مبادي وأهداف وبرنامج الحزب الذي يسعون لتأسيسه يرون أن الوقت حان لفضح القوى المتلاعبة يمشاعر الشعوب، ومشاعرها الدينية خاصة، والتي تعمل على إقحام الصراع مع إسرائيل في دائرة الدين وتصوره على أنه صراع بين المسلمين واليهود لن ينتهي إلا بالقضاء على أحد طرفيه. ويرى مؤسسو الحزب أن هذه القوى لا تعمل إلا على إدامة الصراع وتضعه في سياق لا يساعد على التفكير في وسائل أخرى لإدارته غير الحرب المستمرة أبدا. ويرى مؤسسو الحزب أن هذا التفكير يخضع المنطقة لحالة حرب مستمرة ويجعلها مستباحة لمن يرغب من القوى الخارجية في تحقيق أهدافه، على حساب شعوبها، مستغلا الصراع مع إسرائيل، وما يستثيره من مشاعر، ومستغلا بعض القوى التي ترفع شعارات الحرب ضد إسرائيل سعيا لإخضاع شعوب المنطقة لرؤى أيديولوجية ضيقة وتفسيرات متزمتة للدين تروج لها هذه القوى.
ثالثا، يحذر مؤسسو الحزب من أن الحرب الحالية تهدد بإدخال لبنان مرة أخرى إلى أتون حرب أهلية تدار بالوكالة نيابة عن قوى إقليمية ودولية متصارعة على النفوذ والهيمنة على المنطقة وعلى مقدرات شعوبها.
رابعا، يشدد الحزب على النهج الحضاري الذي طورته مصر لإدارة الصراع والذي يعطي أولوية للحلول القائمة على التفاوض على الصراع المسلح ليجنب شعوب المنطقة ويلات الحرب، وأملا في أن يساعد هذا النهج في تطوير آليات للتعاون تحول المنطقة إلى مجال للرخاء والنمو المشترك لشعوبها، وينهي الأوهام الداعية إلى نفي أي من الشعوب التي تعيش فيها. ويشدد مؤسسو الحزب على أن هذا النهج لا يزال في حاجة لتأكيد ونضال متواصلين في مواجهة دعاة الحرب وتجار الموت.
صدر في القاهرة في 1 أغسطس 2006
للتعليق والاستفسار
egyptianliberalparty@gmail.com
|