عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 12-08-2006
h_10000 h_10000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 41
h_10000 is on a distinguished road
جمال أسعد

ماذا وراء مايكل منير؟!

أسأل كثيرا. لماذا وانت كاتب سياسى تكثر من الكتابة عن الكنيسة والاقباط وأقول أن الكتابة هى أحد الأساليب التى أعبر من خلالها عن أفكارى وآرائى ومواقفى السياسية. وما اكتبه عن الكنيسة والاقباط لا يخرج عن السياسة وأبداء الرأى السياسى فى أهم القضايا السياسية فمشاكل الأقباط هى مشاكل مصريين ومواقف أقباط المهجر ضد مصر وسلوكيات رجال الدين المسيحى بعيداً عن الجانب الروحى هى سياسة ومناقشة ذلك وتلك هم خصوصيات سياسية.
فهل عندما يأتى مايكل منير الى مصر وهو أمريكى مصرى أى أن ولاءه الأول لأمريكا حيث يعيش ويرتزق ويمارس السياسة فقد رشح نفسه عضوا فى الكونجرس بولاية فرجينيا. ويستقبل استقبال الفاتحين وتفتح له أبواب المسئولين وتجرى وراءه وسائل الاعلام، هل هذا لا يجعلنا نناقش ذلك الذى حدث من زاوية سياسية؟ فمن المعروف أن ما يكل له علاقات سياسية بالادارة الامريكية وخارجيتها، وله اتصال بمنظمات أهلية أمريكية وغير أمريكية وله دوافع مستتترة طوال اليوم فى بث الأفكار الطائفية والافتراءات السياسية، كما أنه يتعاون مع منظمات إسرائيلية ويكتب عن كتاب صهاينة، ويقود حملة من أجل تدويل ما يسمى بمشكلة الاقباط ويعتبر تلك المشكلة مثل دارفور السودانية. والأهم أنه يؤلب الإدارة الامريكية ضد مصر بالضغوط على الحكومة المصرية من خلال قطع المعونة، والغريب أن ما يكل جاء الى مصر - وهذا حقه- ولكن كانت المفاجأة ان تلك الزيارة كان مرتباً لها من رئيس حزب يسارى معارض له علاقاته مع أقباط المهجر حيث أنه يقوم بنفس الدور الذى يقومون به من خلال جريدته التى يتم بتمويلها وتمويل الحزب الذى يرأسه من خلال الشيكات المهجرية من تنظيمات أقباط المهجر ولا نعلم هل ترتيب الزيارة بواسطة رئيس الحزب تمت بمبادرة خاصة منه أم بأوامر له وهل هناك علاقة خاصة بين رئيس الحزب والمخابرات العامة حيث تم لقاء مايكل برئيس المخابرات خاصة اننا نعلم انه يمكن ان يكون لرئيس أى حزب علاقة ما سياسية برئيس الوزراء أو الوزراء أو عند اللزوم برئيس الجمهورية. ولكن لا نعلم العلاقة المباشرة برئيس الحزب بوزير الداخلية ورئيس المخابرات تلك العلاقة يتباهى بها رئيس الحزب فى جلساته. واذا كانت الزيارة بأوامر رسمية أو بدون. ماهدف الزيارة وما نتائج مقابلة المسئولين؟ هل هى تلبية لضغوط خارجية؟ أم خوف من تلك الضغوط؟ ولماذا هذا المايكل بالذات؟ وهل هذا يعنى الاعتراف الضمنى بكل السلوكيات الطائفية المرفوضة وتسليما للضغوط الخارجية التى يقترفها أقباط المهجر، هل هذا يعنى أنه ما يكل هو سبارتكوس محرر الأقباط وان زعيمهم داخليا وخارجيا؟ وماهو دور لا أقول أقباط الداخل بل أقول دور المؤسسات السياسية والأهلية ودور السياسيين والمفكرين المصريين مسلمين ومسيحيين فى تناول مشاكل الأقباط التى أصبحت جاهزة على أولويات أجندة الاصلاح لكل القوى السياسية هل يعنى هذا أهمالا للطرح الداخلى وأستجابة للخارج مما يزيد الأختناق السياسى ويغيب الأمل فى اصلاح عن طريق الداخل؟
ومن هذا ماهو رد الفعل المترسب لدى الأقباط هل هو الأيمان بان مشاكلهم لن تحل الا عن طريق الخارج وأقباطه المهاجرين؟ وهنا ألا يتشعب هذا الاحساس الخاطئ ويصل الى أن الضغط الأمريكى هو السبب فى هذا الاستقبال؟ وأين مكان الانتماء لمصر فى تلك الحالة؟ على كل الاحوال فاستقبال مايكل بهذه الصورة جاء فى الطريق الخطأ وكان فى التوقيت الخطر. حيث أن نتائجه لن تكون فى صالح التوحد المصرى الذى هو الأمل الأوحد فى القضاء على المناخ الطائفى برمته وليس المشاكل القبطية فقط.. كما أن هذه الزيارة وهذا الاستقبال اكد خطأ المعالجة الاعلامية لما يسمى بمشاكل الاقباط. فالجميع يجرى ويلهث وراء أى خبر يخص الأقباط والكنيسة وأقباط المهجر حتى أدى ذلك الى خلق ما يسمى بالزعامات الكاذبة التى استمحلت وأستمرأت اطلاق الأعيرة الفشنك والتى تمثلت فى أنصاف المحامين وارباع السياسيين وبعض القضاة المفصولين. والذين تصوروا أنهم أصبحوا زعماء سياسيين لمجرد قيامهم برفع دعاوى هزلية لا تغنى ولا تسمن من جوع مثل دعاوى من افلام أو مسلسلات.. الخ. فهل بتلك السياسة الاعلامية نصل الى توصيف حقيقى وموضوعى لمشاكل الاقباط من خلال طرح سياسى لا طائفى؟ ومع هذا وهو الأهم فأن الحسنة الكبرى التى تمخضت عنها زيارة مايكل هى ظهور الأنقسام والفرقة بين المهجريين حول الكعكة التى يتسابقون عليها. فالزيارة جعلت عدلى ابادير وهو الذى يعتبر نفسه الزعيم الأوحد للأقباط داخليا وخارجيا وهذا دور قد حلم به وهو فى السجن جراء قضية الصناعة الكبرى فى الثمانينيات فخرج وفر الى الخارج ونسى الحلم وتذكره العام الماضى عندما عقد مؤتمر زيورخ الذى وضع مبدأ القسمة الطائفية المرفوضة فماذا قال عن مايكل: مايكل لا يمثل اقباط المهجر ولا الجاليات فى امريكا ولا يمثل المنظمة التى هو عضو فيها بل يمثل نفسه. وانه كان متحدثا باسم مؤتمر واشنطن ولا علاقة له بالمؤتمر بعد انفضاضه كما رفض عدلى ومعه 23 شخصية ومنظمة من أقباط المهجر زيارة مايكل ومقابلته لرئيس المخابرات المصرية. كما ينبه البيان الشعبى القبطى بعزل كل من يحاول تفتيت مسيرة الأقباط. ورد ما يكل على هذا البيان وتلك التصريحات بانها هى تصفية لحسابات شخصية وحقد شخصى ضده، مع العلم ان عدلى أبادير أتهم موريس صادق بانه عميل للأمن واضاف مايكل بان موريس لا يمثل احدا وان المنظمة التى يتكلم باسمها عبارة عن ثلاثة اشخاص هو أحدهم وأن موريس كان يحتال على المصريين بان يفبرك لهم قضايا كاذبة حتى يستخرج لهم هجرة سياسية مقابل عشرة آلاف جنيه. وانه يقوم فى أمريكا باختلاق أكاذيب للمهاجرين لتخليص هجرة ذويهم مقابل عشرين الف دولار. وأنه يدعى أنه محام فى أمريكا وهو لن يكون حيث انه لم يدرس حقوق فى أمريكا.. الخ، كما أن موريس قال أن مايكل متهم فى قضية كذب وسيحكم عليه بالسجن سبع سنوات. المهم أن هذا هو واقع اقباط المهجر بدون ماكياج أو محسنات أو ديكورات. هؤلاء قد أفشوا أسرارهم وأظهروا صراعهم وتنافسوا وتصارعوا على مكاسبهم. فهل بعد ذلك يملك أحد منهم أن يدعى أن هناك قضية محورية يؤمنون بها. هل بعد ذلك يزعمون أنهم مدافعون عن مشاكل الاقباط وما دور مشاكل الاقباط فى تخوين بعضهم البعض ومهاجمة بعضهم البعض.. ولماذا هذا الصراع؟
هل هو صراع على الزعامة. وأى زعامة وزعامة على من؟ هل هى زعامة من أجل المال من من ولأجل ماذا؟ وهل من يؤمن بالدفاع عن قضية يعتبرها حقا يمكن ان يحول هذا الايمان بتلك القضية والدفاع عنها الى صراع زعامى أو مادى. ماهذا؟
وهل هؤلاء هم الذين يدافعون عن قضايا الاقباط؟ ما أهون الاقباط. ويا الكارثة اذا كان امثال هؤلاء هم الذين يدافعون عنهم؟ وهنا لا أريد ان ازيد أحيل للقارئ العزيز إلى ثلاثة مقالات للكاتبة المناضلة مديحة عمارة بجريدة العربى حول دور هؤلاء وعلاقتهم بالمخابرات الامريكية ودور التمويل الامريكى لهم. حيث ان مديحة كانت بأمريكا لعدة سنوات وكانت متابعة لحركة هؤلاء.. فهل بعد ذلك يمكن ان نتوقف أمام مؤتمراتهم أو سلوكياتهم أو ممارساتهم ضد الوطن. أو نعطى لهم حجما اكبر من حجمهم وان نستقبلهم استقبال الفاتحين؟ اقول ان هذا ليس هو الحل. كما ان الحل ليس فى اهمال مشاكل الاقباط او التهاون فيها أو التقاعس عن حلها وسريعا. فاذا كانت حجة هؤلاء هى الدفاع عن مشاكل للاقباط يعرفها ويتحدث عنها القاصى والدانى. فلماذا لا نتحرك فى الاتجاه السليم. وعموما اذا كنت معارضا للنظام واكتب عن اخطائه وخطاياه وهذا حقى الذى لا أستجديه من أحد. هنا يحق على ان اذكر واقعتين لزم التنويه عنهما. الاولى القرار الجمهورى بتفويض المحافظين فى هدم واعادة بناء الكنائس فهذا القرار خطة فى طريق اصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة للمسلمين والمسيحيين- كما نحذر هنا من تقارير الامن التى تتكيء على شعار حالة الامن. حتى لا يتم تفريغ القرار من مضمونه.
الرد مع إقتباس