عرض مشاركة مفردة
  #126  
قديم 12-08-2006
copticdome
GUST
 
المشاركات: n/a
هموم قبطية 7

اسم الكاتب: صموئيل بولس

وتعجبت جداً لمنظر هؤلاء المسلمين العرب وهم يدخلون إلى المقر التبشيري ببروكسيل ، ليسألوننا عن المسيح ، ويتناقشون معنا في العقائد المسيحية ومقارنتها بالعقائد الإسلامية بصراحة تامة وبدون أدنى خوف، وذلك بعدما هاجروا من بلاد الخوف ، إلى بلاد الأمان ، حيث كرامة الإنسان محفوظة ومصانة.
وتذكرت المسلمين المصريين المتنورين في وطني ، وكيف كانوا يأتون للكنيسة ليسألونني عن السيد المسيح، الله الكلمة المتجسد ، "كما يراه المسيحيون" ، وما هي الفروق بينه وبين عيسى ابن مريم، العبد القرآني ، "كما يراه المسلمون" ، وبينه وبين نبي الإسلام ، وما هي دلائل النبوة ، ومفهوم الوحي ، والخطيئة ، والفداء ، كما يراها المسيحيون ، والعديد من الأسئلة الأخرى والتي كانوا يطرحوها عليّ داخل الكنيسة ، وهم في غاية الهلع والخوف خشية من مراقبة مباحث أمن الدولة ، أو شيوخ الجماعات المتطرفة ، وكيف كانت لهم رؤية مغايرة للامور تختلف تماماً عن رؤية عوام المسلمين، لا سيما في البحث والتقصي والتمحيص.
وكيف كانوا يصرحون لي بأن تعاليم دينهم عجزت عن أرواء ظمأ أرواحهم إلى السمو ، والقداسة ، وجوع عقولهم إلى المعرفة ، ونفوسهم إلى الطمأنينة ، وضمائرهم إلى الراحة.
وكيف كانوا يبدون انبهارهم وإعجابهم من قداسة سيرة المسيح ، وكماله الأدبي اللا متناهي، حتى أنه خلا تماماً من الخطايا والذنوب ،وسائر دلائل الضعف البشري.
وكيف كانوا يتوقفون طويلاً أمام هذه المسألة التي تعني لهم الكثير ، لا سيما للذين تعمقوا منهم في دراسة شخصية مؤسس دينهم ، كما روتها كتب السيرة ، وكانوا يطرحون هذا السؤال المهم: لماذا زخرت سيرة نبينا بكل هذه الحسيات الموغلة في الماديات ، من ُملك زمني، وسلطان أرضي ، وزعامات سياسية ، وعسكرية ،واقتصادية، واهتمام غير عادي بالأمور الجنسية، حتى تزوج بهذا العدد الكبير من النساء الصغيرات الجميلات، بينما خلت سيرة السيد المسيح من كل ذلك ، واقتصرت فقط على الروحيات والسماويات؟
وكيف كان بعضهم يتوصل إلى معرفة الجواب الصحيح لهذا التساؤل البديهي ، فيؤمن بالمسيح الرب القدوس ، ويعتنق الدين المسيحي "في الخفاء" ، وكيف كان هؤلاء المهتدون يترددون على الكنيسة للصلاة وهم متخفين، وكثيرون منهم كانوا يضطرون إلى تغيير خط سيرهم مرات عديدة حتى يصلون إلى الكنيسة بسلام ، وغالباً ما كانوا يختاروا كنيسة بعيدة جداً عن محل سكناهم ، خشية أن يراهم أحد من معارفهم ، فيوشي بهم للسلطات ويلقي القبض عليهم ، ويودعون في السجون والمعتقلات، بتهمة الردة عن الإسلام واعتناق المسيحية، وهي جريمة ليس بعدها جريمة في عرف الحكومة المصرية وبقية الحكومات الإسلامية.
ولا زلت أتذكر كيف اضطر أحدهم "وكان طبيباً من عائلة كبيرة" للسفر إلى أعماق الصعيد متنكراً في جلباب مزارع بسيط، لينال سر المعمودية المقدس في كنيسة قبطية صغيرة ، داخل قرية ريفية نائية جل أعضائها من المزارعين البسطاء، حتى الأب الكاهن نفسه كان تعليمه بسيط جداً ، وكيف وافق بصعوبة شديدة على تعميده (في السر) بعدما ادعى أمامه أنه مجرد فلاح بسيط ، ومقطوع من شجرة ، ولا يوجد أحد يعبأ بأمر تعميده ، وكيف ألقى بنفسه تحت أرجل أبونا يرجوه بدموع أن يقبل تعميده ، فقال له أبونا لو أنا عمدتك وعرف المسلمون في القرية بذلك لأحرقوا الكنيسة ، ومنازل المسيحيين، لكن كلمة الرب لا تقيد، ولتكن مشيئته، وقام بتعميده سراً.
وتذكرت المعاناة الرهيبة التي يمكن أن يتعرض لها الخادم القبطي في حالة ثبوت مساعدته روحياً وإيمانياً لأي مسلم يرغب في اعتناق المسيحية.




http://www.copts-united.com/wr/go1.p...at=27&archive=
الرد مع إقتباس