[ماهر عونى]

عزيزى garang
انا عاجبنى اسلوبك الهادىء والراقى فى الحوار , ولكن لم يعجبنى بعض الافكار اللتى تؤمن بها وكانها مسلمات غير قابله للنقاش.
من قال لك ان جماعه الاخوان تمثل كل المسلمون؟؟ومن قال ان جماعه الاخوان تحكم بالفعل واعضاؤها ومعظم قيادتها فى السجون , وعند وجود اى تظاهره فى البلاد يتم القبض عليهم قبلها كاجراء وقائى ؟؟ ان كنت تقصد ان لها شعبيه كبيره فهذا ليس معناه انها تحكم الان .
ومن قال لك ايضا انى فقط من يتمتع بالتسامح الدينى , كل المسلمون يتمتعون بالتسامح الدينى , ولكن هناك فرق بين الالتزام الدينى والتسامح الدينى , ولعلمك ان عدم التسامح الدينى هو نابع من عدم الالتزام الدينى وبالتالى عدم المعرفه الحقيقيه بالدين , ولو انهم يعرفون دينهم جيدا لعملوا بكل الايات اللتى تحض على السماحه والاحاديث ايضا ومنها ما قاله الرسول محمد : من اذى ذميا فقد اذانى ,وانا خصيمه يوم القيامه, والذمى هنا هم اليهود والمسيحيين

اما الايات اللتى اعلم انك ستكتبها لى على انها تحريض على قتل المسيحيين فيجب ان تعلم انها كانت لوقتها ولارساء مبادىء الفتوحات الاسلاميه وما يجب ان يفعله المسلمون اذا رفض اهل البلاد المفتوحه دفع الجزيه , وطبعا معلوم ايضا لماذا كانت الجزيه على الاقل من وجهه النظر الاسلاميه وانها كانت لتدعيم الدوله وارساء مبادىء المواطنه , وكان يقابلها عند المسلم الزكاه والصدقات وكفارات الذنوب , فليس من المعقول ان يدفع المسلم من ماله ودمه , ولا يدفع المسيحى مقابل ما يحصل عليه من خدمات , تماما كنظام الضرائب المعمول به اليوم , ولكن اذا رفض المسيحيون وتكتلوا وكونوا جيشا مثلا لمحاربه المسلمون لامتناعهم عن دفع الجزيه , فكانت الايه الشهيره لديكم ( 29 من سوره التوبه ) وكانت حكما فى هذا الامر .
والدليل على هذا ما حدث فى عصر الخليفه هارون الرشيد , فقد اضطرت دولة الروم أمام ضربات الرشيد المتلاحقة إلى طلب الهدنة والمصالحة، فعقدت إيريني ملكة الروم صلحًا مع الرشيد، مقابل دفع الجزية السنوية له في سنة 181هـ، وظلت المعاهدة سارية حتى نقضها إمبراطور الروم، الذي خلف إيريني في سنة 186هـ ، وكتب إلى هارون: "من نقفور ملك الروم إلى ملك العرب، أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الأخ، فحملت إليك من أموالها، لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها، وافتد نفسك، وإلا فالحرب بيننا وبينك".

فلما قرأ هارون هذه الرسالة ثارت ثائرته، وغضب غضبًا شديدًا، وكتب على ظهر رسالة الإمبراطور: "من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور *** الروم، والجواب ما تراه دون أن تسمعه، والسلام".

وخرج هارون بنفسه في 183 هـ، حتى وصل هرقلة واضطر نقفور إلى الصلح والموادعة، وحمل مال الجزية إلى الرشيد كما كانت تفعل إيريني من قبل، ولكنه نقض المعاهدة بعد عودة الرشيد، فعاد الرشيد إلى قتاله في عام 188هـ وهزمه هزيمة منكرة، وقتل من جيشه أربعين ألفا، وجُرح نقفور نفسه.
فهنا يتمثل معنى ما ذكرته الايه ( حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون ) ولكن قبل نقض الاتفاق فقد كانت معاهده تحفظ كرامه الطرفين ودماؤهم , واظن ان هذا لا شىء فيه .

اما مساله عدم قيام المسلمون بمظاهر لنصره اخوانهم الاقباط , كيف يحدث هذا وهم يرون منكم ما يرون؟؟ كيف يحدث وهم يسمعون شعاراتكم فى المظاهرات واللتى تطالب بالتدخل الامريكى وتنادى على بوش لانقاذ المسيحيين؟؟
كيف يحدث هذا وهم يعلمون انكم تعتبرونهم عرب غزاه فاتحون , وان البلد بلدكم وانهم ليس لهم حق بها , ونسيتم ان مصر على مر تاريخها للم يغزوها العرب فقط , فقد غزاها على سبيل المثال العثمانيون وهم اتراك وليسوا عربا , كما ان المماليك ليسوا عربا , فلماذا تعتبرون مسلمى مصر عرب فقط , ولماذا لا تضعون فى اعتباركم اخوانكم المسلمون اللذين كانوا مسييحين واسلموا ؟؟؟؟؟؟
انا شخصيا اصلى من قريه كانت تدعى ايام الرومان ( دير اس ) واصل الاسم انها كانت دير لقسيس اسمه اس , هرب من الاضطهاد الرومانى فى بدايه الدعوه المسيحيه واقام دير فى تلك المنطقه وكان تلاميذه ياتون اليه فى هذا الدير لتلقى الدروس والتعاليم , ( طبعا تلك المنطقه اللتى احدثك عنها قديمه منذ العصر الفرعونى , وهى ناحيه سمنود وابوصير بمحافظه الغربيه ) ومع الزمن تحور اسم القريه الى الديرس, واليوم لا يوجد بها الا نفر قليل من المسيحيين , فهل يمكن ان نقول ان هؤلاء عربا؟؟؟ عروبه مصر الان نتيجه نطق اهلها باللسان العربى وليست بسبب الجنس.
اما عن قولك انه لا يوجد لاعب واحد مسيحى , اظنك تعرف هانى رمزى وما يلقاه من احترام بين المصريين , كما ان هناك لاعب اسمه سامح العيدروس فى المنصوره على ما اظن , وهناك لاعبون كثيرون لا اذكر اسماؤهم , ولكن طبعا قلتهم تعود الى النسبه والتناسب , وصدقنى لو ان منتخب مصر كله مسيحيين وحصلنا على كاس العالم مثلا لكانت فرحتنا بهم كبيره جدا , واظنك تذكر كيف اننا انهزمنا من انجلترا فى كاس العالم 90 بسبب اصابه هانى رمزى وخروجه وجاء هدف مارك رايت لانه لم يجد هانى ليمنعه , واظنك تذكر كيف حزن المصريين لاصابه هانى وهزيمتنا, فاظن ان تلك كلها امور لا تصلح للحكم بها.

لا يجب ان تجعل الحوادث الفرديه تطغى على تفكيرك , فعندما يقتل مسلم مسيحى تقوم الدنيا , ولو قتل مسلم مسلم اخر فالامر يكون عادى , لماذا لا يقال مصرى قتل مصرى , عند اختطاف مسيحيه واغتصابها تقوم الدنيا , واغتصاب مسلمه شىء عادى , لماذا تعتبرون انفسكم جماعه مستقله عن المصريين وان اى اعتداء عليكم كانه اعتداء من دوله على دوله اخرى , فلا تكونوا دوله داخل الدوله .
نحن نحب العدل ونرضاه ولا نقبل الظلم , واظن ان الدستور يوفر لكم العدل الحمايه , وحقوق المواطنه مكفوله به , واى فرد مسيحى لو تعرض لظلم بسبب معتقده فحقه مكفول ويستطيع القضاء ان يعيده له , واظن ان القضاء ايضا به رجال مسيحيون يحكمون بين المسلمون وبعضهم والامسيحيين وبعضهم ايضا , ولو ان المراكز والمناصب مقصوره على المسلمين فقط ما وجدت قضاه او رجال نيابه مسيحيون.
اطرد كل ما تعتبره مسلمات من راسك وفكر بواقعيه وعقلانيه ولنتحاور ثانيه .
تحياتى لشخصك الكريم.