[godhelpcopts]

أنباء عن اعتزامه اختيار سليمان ونظيف وطنطاوي نوابًا له
مبارك تراجع عن تعديل وزاري شامل في اللحظات الأخيرة وأجلَّه إلى ديسمبر

http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=23193&Page=1



كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ "المصريون" عن أسرار التغيير الوزاري الأخير الذي جاء مخالفًا لتوقعات المراقبين، وعن الأسباب التي دفعت الرئيس مبارك إلى التراجع في اللحظات الأخيرة عن إجراء تغيير وزاري كان مقررًا إجراؤه في 25 سبتمبر القادم.
وقالت المصادر إن هذا التغيير كان متوقعًا أن يشمل الإطاحة برئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، والوزارات السيادية الثلاث (الدفاع والخارجية والداخلية)، إلى جانب وزراء العدل والكهرباء والبيئة والتموين والإسكان والري، فقد كان مقررًا تعيين وزير الدفاع الحالي المشير محمد حسين طنطاوي نائبًا لرئيس الجمهورية، على أن يتم تعيين الدكتور نظيف نائبًا مدنيًا له.
وأشارت إلى أن اللواء محمد عبد السلام المحجوب الذي انتقل من منصب محافظ الإسكندرية ليتولى منصب وزير التنمية المحلية كان هو المرشح الأقوى لرئاسة الوزراء، إلا أن بعض مستشاري الرئيس مبارك نصحوه بعدم توليه هذا المنصب مباشرة قبل أن يتولى حقيبة وزارية. وتوقعت المصادر أن يقوم الرئيس مبارك بإجراء التغيير الوزاري المؤجل في شهر ديسمبر المقبل.
بينما ربطت مصادر أخرى بين التغيير الوزاري المحدود والإسراع نحو تمرير سيناريو التوريث خلال الأشهر الثلاث القادمة، مؤكدة أن عدم استقرار الأوضاع في المنطقة فضلاً عن حالة الاحتقان في الشارع أدت إلى تأجيل التغيير الوزاري الشامل في اللحظات الأخيرة خشية أن يتسبب في حالة من عدم الاستقرار لا تصب في صالح مسلسل التوريث.
وأكدت المصادر ذاتها أن الرئيس مبارك سيسمي ثلاثة نواب له أحدهما مدني والآخران عسكريان، على أن يتم اختيار اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات لمنصب النائب الأول للرئيس. ورجحت اختيار العديد من الوجوه الشابة لتولي مناصب وزارية في حين ستظل مجموعة الشيوخ من الوزراء ونواب الرئيس في السلطة إلى أن يتم تنفيذ سيناريو التوريث كما هو مخطط.
في سياق متصل، أرجعت مصادر أسباب التعديل الوزاري إلى رغبة النظام في التخفيف من حدة الاحتقان السائد في أوساط المجتمع المصري، بعد حادث قطاري قليوب الذي راح ضحيته عشرات المواطنين، لكنها استبعدت تحقيق هذا الهدف بسبب الإبقاء على نظيف في رئاسة الحكومة ووزير النقل محمد منصور.
واستبعدت المصادر أن يتم إبعاد الدكتور نظيف في أي تعديل وزاري قادم أو حتى إبعاد محمد منصور بعد إطراء الرئيس مبارك على أدائهما في تصريحاته الصحفية الأخيرة.
من جانبه، حذر السفير عبد الله الأشعل الدبلوماسي والمحلل السياسي من أن هذا التعديل الوزاري المحدود سيزيد من حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي بين الشعب المصري، مؤكدًا أن القيادة السياسية تعيش بعيدًا عن آمال وطموحات الشعب.
وتساءل عن الإصرار على الإبقاء على نظيف ومنصور والعديد ممن وصفهم بوزراء الكوارث الذين يتصدرون المشهد السياسي، معتبرًا أن الهدف من هذه التعديلات صرف الأنظار عن الكوارث التي تعاني منها مصر والإيحاء بوجود نوع من التغيير الوهمي.
في السياق ذاته، قال الدكتور حسن بكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط إن التغيير المحدود جاء محبطًا لآمال الشعب الذي كان يرغب في تغيير جاد يخرجه من النفق المظلم الذي تعاني منه مصر منذ عقود.
وانتقد بكر هذه التعديلات "الديكورية" التي مازالت تفضل الاحتفاظ بأركان النظام في مناصبهم والاعتماد على رجال تعدوا السبعين من عمرهم رغم حديث النظام عن تجديد الدماء.
ورأى أن هذا التغيير أطاح بالآمال في إجراء أي إصلاح حقيقي للأوضاع بالبلاد، مستغربًا الإبقاء على محمد منصور في منصبه رغم الكوارث العديدة التي حدثت منذ اعتلائه لمنصبه.
من جبهته، أكد الدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب وأستاذ العلوم السياسية أن هذا التغيير يعكس مدى حالة التخبط التي يعيشها النظام في مصر، مستشهدًا بدمج وزارتي التخطيط والإدارة المحلية في وزارة واحدة.
وقال إن النظام لم يقترح إجراء تغيير وزاري واسع لأن الذي اختارهم هو جمال مبارك، وحتى لا يظهر نجل الرئيس أمام الرأي العام بأنه فشل في اختيار وزراء يتمتعون بالكفاءة.

http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=23193&Page=1