عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 01-09-2006
وليد عبد المسيح وليد عبد المسيح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 123
وليد عبد المسيح is on a distinguished road
المعركة القادمة الأقباط في مواجهة الأخوان

الأقباط في مواجهة الأخوان
بقلم : وليد عبد المسيح .
أحدثت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر ضجة و قلق علي المستوي القبطي حيث أفاق الأقباط علي حقيقة مؤلمة تتمثل في حصول الأخوان المسلمين علي نسبة كبيرة من مقاعد مجلس الشعب بعد أن نجحوا في السيطرة علي العديد من النقابات العمالية و المهنية في السنوات السابقة بالإضافة إلي التعاطف الفكري من ملايين المسلمين مع الجماعة مما أدي إلي تكون حالة من الغضب القبطي علي اختلاف مستوياته بدء من الكنيسة المصرية مرورا بأقباط الداخل و انتهاء بأقباط الخارج .

و سبب الغضب القبطي من وصول الجماعة المحظورة ألي هذه الحالة من التغلغل و الانتشار في المجتمع المصري وصولا ألي السلطة التشريعية ممثلة في مجلس الشعب هو إظهار الجماعة المحظورة لبرنامج يهدد وجود الأقباط بالإضافة إلي التاريخ الأسود للجماعة في بدايات تكوينها علي يد حسن البنا عام 1928 و حتى الآن وهذا التاريخ الذي يحمل في مجمله مشاعر سلبية تجاه الأقباط ترجمت في العديد من الأحيان إلي أفعال و فتاوى تنقص من قدر القبطي و لا تعتبره علي قدم المساواة مع أخيه المسلم مما ينذر بتفجر الصراع الدموي في حال وصول الأخوان إلي الحكم .

و يتبع الأخوان المسلمين منهج العمل المستمر و المتواصل من أجل السيطرة علي مراكز القوي في المجتمع و من الملاحظ لكل من درس تاريخ الأخوان هو أن مشروعهم التوسعي قد بدأ منذ بدايات تأسيس الجماعة غير انه لم تكن له الأولوية في السنوات الأولي (1928 - 1938) حيث خاض الأخوان في تلك الفترة صراع من أجل الوجود ضد الملكية المصرية و الاستعمار الإنجليزي لمصر و ضد تيار الليبرالية القادم من أوربا مع الاحتلال .

و مع تنامي دور الأحزاب المصرية من أجل توحيد الصف المصري لإنهاء الاستعمار حاول الأخوان لعب دور حيث أتحد الأخوان مع فؤاد سراج الدين زعيم حزب الوفد و مصطفي النحاس رئيس حكومة الوفد ضد مكرم عبيد مما أدي إلي فقدان الأقباط الثقة في حزب الوفد و هو الحزب الذي كان قريب من وجدان الأقباط حيث كان ينادي بالمساواة و الحرية بين المصريين و أدت هذه الحادثة إلي تراجع الأقباط عن المشاركة في المشروع السياسي لحزب الوفد في عهد فؤاد سراج الدين بعد أن كان الأقباط يتدافعون للمشاركة في الحزب في عهد سعد زغلول حيث يقول سعد في مذكراته أن الأقباط هم الذين بادروا بالذهاب إليه من أجل التحالف والكفاح الوطني المشترك من آجل مصر وطن حر للجميع و انتهت هذه المرحلة باغتيال حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان و ابتعاد الأقباط عن الأحزاب السياسية .

تأتي المرحلة الثانية في علاقة الأقباط مع الأخوان من بداية الخمسينات من القرن الماضي حيث شهدت تلك الفترة بدايات تأسيس تنظيم الضباط الأحرار و هو التنظيم الذي لم يكن يضم أقباط حتى بين الصف الثالث من قياداته مما أدي إلي توجيه اتهامات زائفة للأقباط مهدت للتضييق عليهم فيما بعد حين وصل الضباط الأحرار إلي الحكم مع ثورة يوليو 1952 غير أن السبب الحقيقي لعدم تواجد أقباط في تنظيم الضباط الأحرار لا يرجع إلي تخاذل الأقباط في تحرير وطنهم و أنما يرجع في الأساس إلي أن تنظيم الضباط الأحرار قد تكون في البداية كجماعة سرية مسلحة تقوم بعمليات اغتيال لقادة الاحتلال الإنجليزي والمتآمرين من القصر الملكي و تلك البداية العنيفة من الاغتيالات و الدماء لم تكن تناسب الأقباط المعروف عنهم نبذهم للعنف فأصبحت الساحة خالية أمام الأخوان للانتشار داخل تنظيم الضباط الأحرار .

و من الجدير بالذكر أن تنظيم الضباط الأحرار قد ضم من بين أعضاؤه بعض القادة المعروف عنهم تعاطفهم علي أقل تقدير مع الأخوان المسلمين مثل حسين الشافعي وكمال الدين حسين أعضاء مجلس قيادة الثورة , غير أن تورط الأخوان المسلمين في محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة قد جعل الضباط الأحرار يدركون مدي الخطر الذي يمثله الأخوان عليهم و علي أثر ذلك قام جمال عبد الناصر باعتقال معظم كوادرهم إلى أن توفى جمال عبد الناصر عام 1970 و خلفه أنور السادات الذي اعتقد انه يمكنه السيطرة علي المد الاشتراكي في مصر عن طريق إعطاء الفرصة للإخوان حيث بدأ بالإفراج عن الإخوان منذ عام 1971حتى أفرج عن الجميع في عام 1975 مما أدي أطلاق يد الأخوان في المجتمع المصري .

و بدأ الأخوان مرحلة العمل المنظم من أجل السيطرة علي مقاليد الحكم في مصر و كعادتهم تنكروا لمن ساندهم و أطلقهم من المعتقلات و هو الرئيس أنور السادات حيث كانت هناك علاقات وثيقة بين الأخوان و الجماعة الإسلامية التي قامت باغتيال السادات .

و بعد تولي الرئيس مبارك المسؤولية واصل الأخوان مساعيهم المتواصلة من أجل السيطرة علي المجتمع المصري حيث عمل الأخوان علي عدة محاور :

المحور الأول : هو النقابات المصرية حيث أستولي الأخوان علي نصف مقاعد نقابة المهندسين عام 1985 ثم بعد ذلك حصلوا على أغلبية النصف الثاني لنقابة الأطباء عام 1986 و في عام 1987 أستكمل الأخوان النصف الثاني من مقاعد نقابة المهندسين , و في التسعينات أستولي الأخوان علي العديد من المقاعد في نقابات الصيادلة و المعلمين و التطبيقيين و العديد من النقابات الأخرى .

المحور الثاني : هو محور الأحزاب حيث سيطر الأخوان في الماضي علي حزب الوفد ثم حزب الأحرار ثم حزب العمل و هناك محاولات مستمرة منذ عام 1996من أجل تأسيس حزب الوسط الإسلامي برعاية أبو العلا ماضي أحد قيادات الأخوان في الثمانينات و بالرغم من أن أبو العلا ماضي ينكر علاقته المباشرة بالإخوان إلا أن الحقائق تؤكد أن جماعة المؤسسين لهذا الحزب تضم قيادات أخوانية سابقة و حالية و لا تضم أقباط أو ليبراليين .

المحور الثالث : هو محور الجامعات المصرية و نوادي أعضاء هيئة التدريس حيث سيطر الأخوان على كثير من اتحادات الطلاب بالجامعات بعد إلغاء لائحة عام 1976, ورأس اتحاد طلاب جامعة القاهرة في هذه الثمانينات أحمد عبد الله (من قيادات الأخوان) وأيضا في هذه الفترة سيطر الإخوان على أغلب نوادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعات وبدءوا بجامعتي القاهرة وأسيوط و كان رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس في جامعة أسيوط د. محمد حبيب نائب مرشد الجماعة الحالي .

المحور الرابع : هو محور مجلس الشعب حيث لم يكن الأخوان يشتركون في انتخابات البرلمان في أي مرحلة من مراحلهم بشكل جماعي حتى عام 1984 حين أبرم مرشد الأخوان في تلك الفترة عمر التلمساني اتفاق مع فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد ينص علي على دخول عدد من الإخوان على قوائم حزب الوفد في انتخابات مجلس الشعب , و منذ ذلك التاريخ أخذ عدد أعضاء الأخوان في التزايد في مجلس الشعب حتى وصلت في دورة عام 2000الي سبعة عشر عضو و دورة عام 2005 إلي ثمانية و ثمانين عضو .

المحور الخامس : هو المحور الشعبي حيث سيطر الأخوان علي الآلاف المساجد و الزوايا في جميع محافظات مصر و أصبح هم من يعينون شيوخ تلك المساجد و تتواجد تلك المساجد بكثرة في محافظات أسيوط و قنا و البحيرة و المنوفية .

يتبع ........
الرد مع إقتباس