
03-09-2006
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2005
المشاركات: 2,143
|
|
تكملة
أما القصة الثانية فهي قصة وليم لويد جاريسون William Lloyd Garrison (1805-1879م) (12)
بدأ جاريسون عاملا في الطباعة في ولاية بوسطن الأمريكية منذ عام 1818م ، وفي نفس الوقت كان إنجيليا يؤمن بالحرية للجميع ، انضم إلى دعاة الحركة الدينية المسيحية المسماة بالاستيقاظ العظيم The Great Awakening ، والتي أكدت على أن الحرية حق أخلاقي لكل فرد ، حيث يُسمح لهذا الفرد ومن خلال هذه الحرية أن يختار طريق المسيح أو يرفضه ، فكانت من أوائل الحركات التي نادت بتحرير العبيد ... ومن خلال هذه الحركة وقف جاريسون أمام عبودية الأفارقة رافضا لها لأنها تحرمهم من هذه الحرية وهذا الأختيار
كانت من أول مساعيه لتحرير العبيد بانضمامه أيضا إلى منظمة لترحيل العبيد إلى أفريقيا لتحريرهم (13) ، وتسمى American Colonization Society ... ولكنه بعد فترة لم يجد هذا حلا يكفي ... فقرر أن ينضم إلى حركة أكثر راديكالية في عام 1830 م ، وهي حركة الإلغائيين ومناهضة العبوديةAntislavery and Abolitionism .. والتي بدأت تنادي بتحرير العبيد على أرض أمريكا نفسها مما كان مثار العجب والدهشة للثقافة السائدة في هذا الوقت ... بل وساهم مبدئيا في تحرير جريدتهم المسماة "طليعة التحرير العالمي للعبيد" "The Genius of Universal Emancipation"
ولكنه لم يقتنع أن هذا هو الحل الامثل فقرر طباعة صحيفته الخاصة وسماها The Liberator المحرر (14) وفيها وضع صورة المسيح قائما من الموت على قمة الصحيفة في الصفحة الأولى ، فالمسيح في قلبه كان المحرر الأول والذي على أساس حريته يتحرر الجميع ... فكان هو ضمير المسيح ضد سلطان قيصر واستعباد البشر
ومن رحم هذه الحركة وهذه الجريدة ... تحرك الرأي العام وانتشرت مفاهيم العدالة والمساواة بين العبيد والأحرار ... والتي أتبعها قيام الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب لتنتهي بانتصار الشمال وتحرر العبيد ... وانتصرت حرية المسيح ضد مصالح قيصر واسترقاق البشر
في هاتين القصتين القصيرتين حاولت أن أرصد كيف تحرك أناس باسم المسيح عبر التاريخ الحديث ليحملوا رسالة الخلاص والحرية
إحداها قصة تضئ بين ظلام الوحشية الأسبانية في أمريكا الوسطى وبطلها كاثوليكي قس وراهب ثم لاحقا مطران .. نجح في أرساء قواعد حقوق الإنسان بين ظلام التوحش الإسباني
وقصة أخرى تضئ في ظلام العبودية في أمريكا الشمالية وبطلها انجيلي بروتستاتني ... نجح في اشعال فتيل القضاء على العبودية في الأمريكتين ومنها إلى العالم كله
كلاهما كان ضمير المسيح أمام وحشية قيصر
كلاهما بصمة المسيح على جذور حقوق الإنسان وعلى أصول تحرير العبيد
كلاهما كانت دعوة للحرية تتفتقر إليها ثقافة الإماء والعبيد الإسلامية والتي قننت العبودية فصارت من بنود الفقه ومن أصول شريعة الحرب والأنفال والسرايا.
بل أين نجد أمثال جاريسون ودي لاس كزاس بين مشايخ الإرهاب أمثال ابن تيمية وابن قيم الجوزية وغيرهم
في كل الثقافات كانت ومازالت هناك أخطاء ... ولكن هناك ثقافة تقنن الأخطاء فتصبح شرعا مباحا وخطايا باقية في حق الضمير البشري والحرية الإنسانية ...
وهناك ثقافة تقدس الإنسان لا النص يحكمها "ابن الإنسان" الذي يحرك التاريخ ليصنع عالما أفضل ومازال ينادي قائلا
"روح الرب عليّ لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية" (15)
-----
الهوامش و المراجع أرجو الرجوع للمقال الأصلي
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=74641
|