أصيب أقارب ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 بصدمة لدى مشاهدتهم شريط فيديو صورته كاميرات أمنية في أحد مطارات الولايات المتحدة، ويظهر نجاح بعض منفذي الهجمات في تخطي نقاط التفتيش الأمنية قبل استقلالهم الطائرة.
وقالت سالي ريجينهارد، والدة أحد ضحايا مركز التجارة العالمي: "من المفزع أن ترى السهولة التي تمكن بها هؤلاء الأشخاص من ارتكاب أول خطوة في هذه الجريمة البشعة".
وأضافت: "لا يصدق تماما. لقد جعلت هذه اللقطات أقارب الضحايا يشعرون بالغضب والحنقة تجاه هذا النظام الذي خذلنا على مختلف الأصعدة".
ولا يظهر شريط الفيديو الذي سجل في مطار دالاس الدولي بالعاصمة واشنطن والذي أعلن عنه هذا الأسبوع سوى المهاجمين الخمسة الذين استولوا على الرحلة رقم 77 لشركة أميريكان إيرلاينز وجعلوها تصطدم بمبنى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مما أسفر عن مقتل 185 شخصا.
كما يظهر الشريط عمليات تفتيش إضافية لأربعة رجال بعد أن انطلق رنين جهاز كشف المعادن وعلى الرغم من ذلك سمح للأشخاص الخمسة بالانضمام للرحلة.
ويقول محام لأقارب الضحايا إن شريط الفيديو، الذي يعد الوحيد لأحد فرق الهجمات الأربعة بينما يستقلون طائراتهم، يوحي بأن أمتعة المختطفين لم تخضع للتفتيش فيما يعد خرقا واضحا للاجراءات الأمنية.
ومن الصعب معرفة تفاصيل ما حدث من خلال الصورة غير الواضحة لمنطقة جهاز كشف المعادن بالمطار سوى معرفة بعض عمليات التفتيش التي تمكن خلالها المختطفون من تجاوز نقاط التفتيش.
تحديد هوية المختطفين الخمسة
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي قد تمكن من تحديد هوية المختطفين الخمسة وهم خالد المحضار وماجد موقد ونواق الحمزي وسالم الحمزي وهاني حنجور.
ويعتقد أن حنجور كان طيار المجموعة وتمكن وحدة من تجاوز الحواجز الأمنية دون الخضوع لأي عمليات تفتيش إضافية كما يظهر الشريط.
أما المحضار وموقد اللذان كانا يرتديان لباسا محافظا عبارة عن بنطال وقميص ذات ياقة فقد قاما بإطلاق إنذار جهاز كشف المعادن بينما كانا يمران من خلاله في حوالي 07.18 (11.18 بتوقيت جرينتش) قبل انطلاق الطائرة بأقل من ساعه.
وأطلق موقد جهاز انذار ثان.
وكان المحضار والحمزي قد وضعا على القائمة الأمنية لترقب الارهابيين في الولايات المتحدة في الرابع والعشرين من أغسطس/آب 2001 أي قبل أقل من ثلاثة أسابيع من تنفيذ الهجمات.
وتعرف وكالة الأمن القومي الأمريكي عن خالد المحضار ونواق الحمزي ارتباطهما بمنظمة القاعدة منذ مطلع التسعينيات.
البحث عن متفجرات
وبعد تفتيش المحضار وموقد بلحظات مر حنجور مرتديا بنطالا أسودا وقميص نصف كم.
واقترب آخر اثنين من المختطفين وهما أخوان للحمزي يرتديان البنطال والقميص من منطقة التحكم الأمني.
وقام نواق الحمزي الذي يصفه المحققون بأنه الذراع الأيمن لمحمد عطا المختطف الرئيسي بإطلاق جهازين للكشف عن المعادن لكن جهاز فحص يدوي كشفه وهو يحمل جهاز في يده.
وظل الأخوان ينتظران على المكاتب الأمامية بينما قامت الشاشة بفحص حقيبة نواق بجهاز تفتيش عن المتفجرات.
وسمح لكلاهما استقلال الرحلة 77.
فشل
ومن جانبه قال رون موتلي محام عائلات الضحايا الذي يقاضي الخطوط الجوية وصناعة الأمن على الاهمال، إن أجهزة التفتيش أخفقت في فحص الأشخاص بالشكل المناسب على الرغم من رنين أجهزة الانذار.
وقال موتلي: "فشلت الخطوط الجوية وأجهزة التفتيش الأمنية في فحص حقائب المختطفين كما تقول الاجراءات الفدرالية ومعايير الصناعة أو في كشف الأسلحة التي قد يستخدمونها في هجماتهم".
لكن حتى في حالة اكتشاف أجهزة التفتيش وجود سكاكين مطبخ عادية كما يعتقد المحققون فإنهم كانوا سيتركونهم يمرون بها.
وفي غضون ذلك وفي الأيام التي سبقت قانون الأمن الداخلي كان يسمح بحمل السكاكين بشكل قانوني على متن الطائرات في حال لو كان طول الشفرة أقل من أربع بوصات بحيث لا تمثل تهديدا.
|