
16-09-2006
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 1,647
|
|
ورغم أنها كانت فى ندوة علمية ولم تكن موجهة للمسلمين إطلاقا
دائما يرزق الله المسلمين والعرب بشىء ينشغلوا به خلاف واقعهم السياسى والإقتصادى المر. وكأن قادة المسلمين جميعا يتسقطون رسما كاريكاتوريا هنا وتعليقا أو رأيا سياسيا هنا أو هناك لينشروه وليقيموا الدنيا ويقعدونها وينفخوا جذوة التطرف والإندفاع لدى شعوبهم. كل ذلك لكى يثبتوا أنهم حماة الأمة والعقيدة ولو بالكذب. الجميع يركب الموجة من أول منظمة كير الأمريكية حتى حماس وشيخ الأزهر وقطر والباكستان ولبنان وكلهم كلهم يهيص كأن أى تصريح أو رسم قد جاء لهم بطوق النجاة!
هذا كله لا ينال من أن مزاعم البابا بنديكت، ورغم أنها كانت فى ندوة علمية ولم تكن موجهة للمسلمين إطلاقا، كانت غير حصيفة! لم اقرأ وكذلك لم يقرأ أحد أصل مقولة البابا! وهذا طبعا غير مهم على الإطلاق، ومن السخف أن نسائل الغاضبين عن ظرف كلام البابا وعن السياق الذى جاء فيه ذلك الكلام! نحن العرب نثق فى وسائل إعلامنا وساستنا الذين يديرونها، ونعلم عنهم غيرتهم الشديدة جدا خالص عن كل ما يمس العقيدة – فقط -، أما حياة الناس والشعوب وحريتهم وسعادتهم فهذه ليست من ضمن إهتماتهم ولا مسؤلياتهم! أيا كان الأمر فقد نقلت وسائل إعلامنا أن بابا روما زعم فى إحدى محاضراته فى ألمانيا أن " الإسلام قد إنتشر بالسيف "! كما إقتبس رأى أحد أباطرة روما الذى كان يناقش فقيه فارسى فى القرن الرابع عشر والذى ذكر فيه ذلك الإمبراطور أن "محمدا لم يأت بشىء جيد"! ومن الواضح أن العبارة الأولى تتضمن حادثة تاريخية مزعومة بينما تتضمن العبارة الثانية رأيا وإن كان مقتبسا إلا أنه يظل محسوبا على من إقتبسه.
وجهل بابا روما بالتاريخ ليس عليه أى جدال. وعلى العموم فهذه فرصة ليثبت المسلمون للبابا وللعالم كله الحقائق التاريخية الدامغة! يجب أن يثبت المسلمون لبابا روما أن الإسلام لم ينتشر بالسف إطلاقا وإنما إنتشر الإسلام بالرقة والموعظة الحسنة! يجب أن نبين لبابا روما أن حروب الردة لم تكن لنشر الإسلام أو لإعادة مرتدين للإسلام! أيضا يجب أن نثبت له أن عمرو بن العاص عندما جاء لمصر لم يكن بصحبته آلاف المحاربين القتلة من أعراب الصحراء، بل جاء وحده ليعظ المصريين بلغتهم الهيروغليفية التى كان يتقنها تماما! أيضا لم يأت ومن بعده "الفاتحين" العرب لمهاجمة البلاد المعروفة حاليا بالمغرب العربى، وما عرف قديما بالأندلس! أيضا لم يأت لتحصيل جزية وفيىء وخراج، ولا لسبى نساء مصر وإستعباد أهلها إطلاقا... أبسليوتلى! لقد جاء ومع سيادته هدايا عظيمة ومعونات جمة لأهل البلاد "المفتوحة" على آخرها لحضرات الوعاظ من أمثاله!
الغريب أن كل أعضاء الفئة الضالة من المنحرفين الإرهابيين يقولون بمثل ما قال به بابا روما. كل أدبياتهم تقول أن الإسلام قد إنتشر بالسيف، وأن السيف لازال وسيلتهم لمزيد من إنتشار الإسلام، ويتعجبون وبكل الحق على من ينكر تلك الحقيقة! كل أدبيات الفئة الضالة تقول ذلك ولم نسمع أن أحدا قد تظاهر ضدهم أو طالبهم بالإعتذار! والسبب معروف طبعا، ألا وهو أن الشعوب لن تلقى بالا ولن تنسى همومها لمجرد إظهار ضلال فئة من المسلمين تقول عن نفسها أنها هى الدين كله، وعندما يقول بعض المسلمون مثل ذلك الكلام فهذا كما يقول المثل الشعبى "زيتنا فى دقيقنا"، أما عندما يقوله شخص غريب فهى ثالثة الأثافى! تماما مثلما أقمنا الدنيا ولم نقعدها بعد عما حدث فى أبو غريب ومساجين جوانتيمالا، بينما ما يجرى فى سجوننا ومعتقلات بلادنا تجعل تلك الأماكن بالمقارنة كمثل "ديزنى لاند" لمن هم فيها!
أما عن كلام بابا روما الذى تضمن رأيا "مقتبسا"، فبغض النظر عن مدى إقتناعه هو شخصيا به، فلم يكن من المناسب إطلاقا إبداؤه علنا، إن كان قد أبدى علنا وفى السياق الذى نقلته وسائل إعلامنا إلينا!
|