الاسلام = الارهاب
هجمات على الكنائس
وفي الاراضي الفلسطينية تسببت تصريحات البابا في هجمات على كنائس. ففي نابلس (شمال الضفة الغربية) القيت قذائف حارقة اليوم السبت على كنيستين من دون ان تسفر عن ضحايا او اضرار قبل ان يقتحم رجال مسلحون كنيسة ثالثة لم يكن بها احد واطلقوا النار داخلها.
كما اطلق مسلحون النار على اقدم كنيسة ارثوذكسية في غزة بعد ان القيت عليها الجمعة اربع عبوات ناسفة سقطت على سورها الخارجي.
وفي العراق هدد تنظيم " جيش المجاهدين" المسلح في بيان نشر على الانترنت اليوم السبت باستهداف روما والفاتيكان ردا على اقوال البابا بنديكتوس السادس عشر حول الاسلام والجهاد.
وجاء في البيان الصادر عن الهيئة الشرعية لجيش المجاهدين "قسما برب الكون ان صليبهم في قلب روما لا نشك سيسحق, روما سيفتحها جنود محمد"، كما انفجرت قنبلة امام كنيسة في البصرة, جنوب بغداد, ملحقة اضرارا طفيفة ببابها.
وفي ايران طلبت الحكومة اليوم من البابا "تصحيح" تصريحاته معتبرة انها "خطأ جسيم"، ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية اليوم السبت عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني قوله ان تصريحات البابا حول الاسلام والجهاد تشكل "تفسيرا سياسيا لديانة الهية ونحن ندينها".
أما في اندونيسيا, اكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان, فقد اعرب مسؤولون اسلاميون عن اسفهم لتصريحات البابا داعين في الوقت نفسه الى عدم تأجيج الاجواء بين مختلف الاديان.
كما طالب رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي البابا تقديم اعتذارات. وقال رئيس وزراء ماليزيا التي تتولى رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي "على البابا عدم الاستخفاف بالفضيحة التي اثارها"، وطالبت ايضا حركة طالبان اليوم البابا باعتذارات معتبرة ان تصريحاته تندرج في اطار منطق "صليبي للغرب ضد الاسلام".
وفي الصومال دعا رجل دين مقرب من حركة المحاكم الشرعية في مقديشو المسلمين الى "الانتقام" من البابا, مضيفا ان كل شخص يسيء الى النبي محمد "يجب ان يقتل".
من جانبهم حرص مسيحيو الشرق الاوسط الذين يخشون من ان يدفعوا ثمن مواجهة محتملة بين الفاتيكان والعالم الاسلامي, على اتخاذ موقف متميز عن البابا. واكدت الكنيسة القبطية المصرية التي يشكل اتباعها اكبر طائفة مسيحية في المنطقة (ما بين 4 و7 ملايين مصري) "رفضها الكامل لاي مساس بالاسلام واي اساءة لرموزه"، كما دانت رابطة الكنائس المسيحية في الكويت اليوم السبت "الاساءة الى الاديان" مؤكدة "سماحة الاسلام ومحبة اخوته المسلمين".
وفي بيروت حذرت صحيفة "لوريان لوجور" من ان تصريحات البابا قد "تضع مسيحيي الشرق في وضع حرج وهم الذين يحرصون على انتمائهم العربي وعلى خصوصيتهم الثقافية والروحية".
"صقور الفاتيكان" أعدو الخطاب
في الوقت نفسه ، قالت مصادر إيطالية أن من أسمتهم بصقور الفاتيكان وعلى رأسهم الكاردينال الألماني فالتر كاسبير هم من أعدوا الخطاب الذي ألقاه البابا بالجامعة الألمانية من أجل إقناع الكاثوليكيين والعالم المسيحي بأن جمهورية الفاتيكان تعيش نفس الهموم التي يعيشها المسيحيون عبر العالم وأن موقفها من الإسلام واضح ومخالف للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني، بحسب ما ذكرته صحيفة "الوطن" السعودية في تقريرلمراسلها من روما عبدالمجيد السباوي اليوم السبت
وتحدثت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن الفاتيكان تعيش أزمة حقيقية متمخضة عن وجود تيارين متنافرين داخل أروقة حكومتها، الأول يوصف بحاملي غصن الزيتون والثاني بالصقور. وأكدت المصادر أن التيار الأول الذي أسسه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني يحاول دائما تفادي مواجهات مع الديانات الأخرى مع تبنيه مبادرات تهدف إلى خلق حوار معها خصوصا الإسلام منها.
وتشير المصادر نفسها أن الكاردينالات من حاملي غصن الزيتون يرون أن فلسفة يوحنا بولس الثاني قادرة على نشر المسيحية الكاثوليكية بشكل أوسع وأسرع بالاعتماد على كسب تعاطف المؤمنين بها.
أما التيار الثاني والمعروف بالصقور - بحسب المصادر- ، فيرى عكس ذلك ويعتبر أن تبني مواقف وآراء واضحة تجاه الديانات الأخرى وما يحدث في العالم للدفاع عن المسيحيين، هو أمر سيساعد على نشر وتقوية الهوية المسيحية في العالم وسيمكن من التصدي للإسلام الذي يعتبرونه خطرا على الكاثوليكيين وعلى الغربيين بحسب تعبير الصحيفة.
|